أحرقوا رواياتها.. رحيل الكاتبة الإيرلندية إدنا أوبراين

الكاتبة الإيرلندية الراحلة إدنا أوبراين (1999) - camerapress.com
الكاتبة الإيرلندية الراحلة إدنا أوبراين (1999) - camerapress.com
دبي-الشرق

رحلت الكاتبة الإيرلندية إدنا أوبراين، إحدى أشهر الكاتبات المعاصرات، التي أحرقوا روايتها الأولى "فتيات الريف" (1960)، وحظروا ستة أعمال أخرى لها في بلدها الأصلي، خلال حقبة قمعية في تاريخ إيرلندا، عقب الحرب العالمية الثانية. 

وقال الرئيس الإيرلندي مايكل دي هيغينز في بيان: "كانت أوبراين واحدة من أبرز الكُتّاب في العصر الحديث"، منوّهاً "بشجاعتها في مواجهة المجتمع الإيرلندي بالحقائق التي تمّ تجاهلها لزمن طويل".

وأعلن ناشرها "Faber" على منصّة إكس: "توفيت أوبراين بسلام بعد صراع طويل مع المرض"، واصفاً إياها "بواحدة من أعظم الكُتّاب في عصرنا".

حفلت مسيرة أوبراين الأدبية التي استمرت أكثر من نصف قرن بالتحديات، وأعطت أعمالها صوتاً للنساء اللواتي كافحن الأساليب القمعية، كما حافظت على الذكاء الشديد والجرأة التي جعلت فيليب روث، أشهر الكُتّاب الأميركيين، يصفها بأنها "المرأة الأكثر موهبة في كتابة الروايات باللغة الإنجليزية اليوم".

كتاب
كتاب "فتاة الريف" - abebooks.co.uk

حازت الكاتبة الراحلة على عدد من التكريمات، من بينها جائزتي "الخدمة الرئاسية المتميزة" (في إيرلندا)، و"نابوكوف للإنجاز في الأدب الدولي" (الولايات المتحدة) عام 2018، فضلاً عن جائزة "فيمينا" الفرنسية عام 2019 عن مجمل أعمالها.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، "أصبحت رواية "فتاة الريف"، التي تدور حول النشاط الجنسي لشابتين كاثوليكيتين متمرّدتين، علامة في الأدب الإيرلندي الحديث، بسبب كسرها المحظورات الاجتماعية".

لطالما أثارت أعمال أوبراين السجال، إذ تم حظر 6 روايات لها، من بينها رواية "مكان وثني" الصادرة عام 1970، التي تتناول فيها قصّة فتاة صغيرة تتعرّض للإغراء من قِبل كاهن، في حين تقدّم رواية "الزمن والمدّ والجزر" التي نُشرت عام 1992، صورة قاتمة لامرأة تمرّ بحالة طلاق حرجة، وتكافح من أجل حضانة ولديها. 

كانت رواية "بيت العزلة الرائعة"، التي نُشرت قبل أشهر من وقف إطلاق النار الذي أعلنه الجيش الجمهوري الإيرلندي عام 1994، بمثابة علامة على اتساع نطاق اهتمامات أوبراين، من خلال قصّتها عن الصداقة غير المتوقّعة بين إرهابي وأرملة عجوز.

وتناول  "أسفل النهر" الجدل حول الإجهاض، بينما تناول  "ديسمبر الجامح" المواجهة بين الحداثة والتقاليد.

ولدت أوبراين عام 1930 من عائلة كاثوليكية متشدّدة في غرب إيرلندا ، وتلقّت تعليمها في مدرسة دينية، ثم تخرّجت من دبلن بشهادة صيدلة عام 1950، وهي الفترة التي كانت تكتشف فيها شغفها للكُتّاب الكبار مثل ليو تولستوي، وإف سكوت فيتزجيرالد، وتي إس. إليوت.

تصنيفات

قصص قد تهمك