تنتظر نيويورك مجسّم "الديناصور"، الذي سيستقر في أكتوبر المقبل، عند تقاطع الشارع 30 مع الجادة العاشرة، حيث سيتم تثبيته لمدة عام ونصف العام، في إطار اهتمام المدينة بالأعمال الفنية في المساحات العامة، أو ما يعرف بـ Public Art.
العمل الفني هو من تصميم الفنان إيفان أرجوتي، المولود في بوجوتا عام 1983، وهو مصنوع من الألومنيوم، ويبلغ طوله 16 قدماً، وتحمله قاعدة خرسانية، في إشارة إلى مواد المشهد الحضري الذي اعتاد عليه الحمام الموجود في المدينة.
وتشتهر نيويورك، بطيور الحمام الموجودة فيها بكثرة، وهو يتجاوز عدد سكان المدينة، إذ يوجد فيها نحو 9 ملايين طائر، مقارنة بـ 8 ملايين شخص يعيشون في المدينة.
ويقول الخبراء "إن نيويورك ليست موطناً لهذا الطائر، وإنما تمّ إحضاره إلى المدينة في القرن السابع عشر من قِبل المستوطنين الأوروبيين".
وقال الفنان أرجوتي في بيان، نقله موقع Art news : "ما أفعله في المساحات العامة هو فقط لجعل الناس يرون موقفًا آخر".
وأوضح أن "تسمية الطائر بـ(الديناصور)، يشير إلى حجم التمثال الضخم، وإلى أسلاف الحمام الذين سيطروا على الكرة الأرضية منذ ملايين السنين، كما نفعل نحن البشر اليوم".
وأضاف: "يشير الاسم أيضاً إلى انقراض الديناصورات. وفي يوم من الأيام، لن نكون موجودين بعد الآن، مثلهم تماماً، ولكن ربما ستعيش البشرية، كما يفعل الحمام في الزوايا المظلمة، وفجوات عالم المستقبل".
حامل الرسائل
سيسيليا أليماني، مديرة High Line Art وكبيرة المنسّقين للمشروع، قالت لموقع Art news: "يثير الحمام ردود فعل عميقة لدى سكان نيويورك. هناك من يحبّ مجتمع الحمام ومهووس به، وهناك أشخاص يشعرون بالاشمئزاز والرعب من الحمام".
,أضافت: "يعدّ الحمام أقدم الطيور المستأنسة في العالم، وعمل عبر التاريخ كحامل للرسائل، وتمّ الاحتفاظ به كحيوان أليف محبوب. لكن في التاريخ الحديث، أصبح كائناً ضارّاً، وغالباً ما يُشبّهون الحمام بـ(الفئران ذات الأجنحة)".
الفنان أرجوتي معروف بتدخلاته في الفضاء العام، وهو يستخدم الحمام كرمز للتهميش، كما هو الحال في سلسلة "ثمينة"، التي ضمّت منحوتات الطيور المجسّمة لعام 2022، وفيلمه القصير The Pigeon لعام 2011.