قيل قديماً إن برج لندن سيسقط إذا طار سرب الغربان بعيداً عنه. وفي الواقع، فإن المقر الملكي السابق، معرّض لخطر السقوط، بسبب "الخطط الطموحة" لشركة مدينة لندن (CLC)، التي تعمل على تطوير "سكوير مايل"، المركز المالي والتاريخي المتاخم لنهر التايمز، الذي يضم كاتدرائية "سانت بول" وجسر لندن.
وأثارت اليونسكو مخاوف جديدة، بعد إعلانها عن تقديم تقرير يتعلق بحالة البرج وأهمية الحفاظ عليه بحلول الأول من ديسمبر، قبيل اجتماع اللجنة عام 2025. كجزء من "عملية المراقبة التفاعلية" كما تسميها.
وأوضحت اليونسكو، "أن مثل هذه التقارير تقدّمها في وضعية الممتلكات المعرّضة للتهديد".
وفي حالة برج لندن، تحيط المخاوف بالتأثير المحتمل لخطط الأبنية الشاهقة، إلى جانب عدم توفير الحماية الكافية للقلعة، التي تعود إلى القرن الحادي عشر، وصنّفتها اليونسكو كموقع للتراث العالمي عام 1988.
ويأتي طلب اليونسكو، وسط التوترات المستمرة بين هيئة إنجلترا التاريخية، وهي هيئة حكومية مكلفة بحماية المعالم الثقافية، و(CLC) التي تهدف خططها إلى إضافة 13 مليون قدم مربع من المساحات المكتبية، فضلاً عن تحويل المنطقة إلى مركز ثقافي وترفيهي في غضون عام 2040.
وعلى الرغم من أن خطة تطوير (CLC) الكاملة لم يتم الانتهاء منها بعد، ومن المقرر تقديمها إلى حكومة المملكة المتحدة قبل نهاية عام 2024، فقد وصفت إنجلترا التاريخية الخطة بالفعل بأنها "غير سليمة"، وشددت على عدم التوافق الخطير بين حماية البيئة التاريخية والحفاظ على البيئة.
وقالت الهيئة في بيان: "قلقنا نابع من اعتقادنا أن السياسات المتعلقة بالمباني الشاهقة ومجموعة المدن في مسودّة الخطة، تمثّل تهديداً حقيقياً لبرج لندن كموقع للتراث العالمي".
من جانبها، قالت (CLC) "إن خطة المدينة 2024 ستحقّق التوازن المناسب بين النمو والحفاظ على البيئة. وقال شرافان جوشي، نائب رئيس لجنة التخطيط: "تتخذ الخطة نهجاً مفصلاً وشاملاً للمباني الشاهقة والتراث".
أضاف: "في المدينة، يجتمع النمو والمحافظة على البيئة، ليحددا ما هو فريد من نوعه في "سكوير مايل"، وهذا في نهاية المطاف هو جوهر الخطة."