حذّرت منظمات غير حكومية وسكان الضفة الغربية المحتلة، من أن المستوطنة الجديدة التي تخطّط إسرائيل لبنائها تحت اسم "Nahal Heletz"، تقع على أحد أهم مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، وتهدّد بمحو التراث الذي لا يقدّر بثمن، وتمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم.
وأعلنت اليونسكو في بيان، أنها "تتابع عن كثب حالة الموقع"، وأشارت إلى "أن لجنة التراث العالمي، خلال دورتها 46، أعربت عن قلقها من التقارير المتعلقة بالإنشاءات غير القانونية والمستوطنات داخل الممتلكات، وفي المنطقة العازلة، ودعت إلى تجنّب أي إجراء من شأنه الإضرار بالموقع التراثي".
وكان بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي والناشط الاستيطاني، وافق الأربعاء، على إنشاء مستوطنة ناحال هيليتس في الضفة الغربية المحتلة.
ووصف سموتريتش عبر حسابه على موقع (X)، إنشاء المستوطنة "بـاللحظة التاريخية".
وقال: "لن يوقف أي قرار مناهض لإسرائيل ومعادي للصهيونية مواصلة تطوير المستوطنة. سنواصل محاربة الفكرة الخطيرة المتمثلة في الدولة الفلسطينية، وإثبات الحقائق على الأرض".
إدانات واسعة
وأدانت منظمة "السلام الآن"، وهي منظمة إسرائيلية تقوم بحملات ضد المستوطنات الخطوة، وحذّرت من أن المستوطنة المخطط لها وسط قرى فلسطينية عدّة، ستوجد "جيباً معزولاً" في عمق الأراضي الفلسطينية، وتمنع السكان من الوصول إلى أراضيهم".
وكشفت أن الخطة "ستقضم أكثر من 150 فداناً من أرض الزيتون والكروم المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو ، وهي عبارة عن مناظر طبيعية ثقافية في منطقة بتير جنوب القدس".
أضافت: "استناداً إلى تجربة المستوطنين السابقة، من المحتمل أن يتم دمج أجزاء من الأراضي الواقعة خارج الخط الأزرق [حدود الاستيطان] ضمن المستوطنة الجديدة، وسيُحرم الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم".
كما رأت أنها خطوة أخرى نحو "الضم الفعلي" للضفة الغربية، وأن المستوطنة تهدّد أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو أيضاً".
بيئة ريفية
وكان تم إدراج المنطقة، التي تقع على بعد بضعة كيلومترات جنوب غرب القدس، كموقع لليونسكو عام 2014. وهي تتميّز بمدرجاتها القديمة والمقابر الرومانية، وأنظمة الريّ المتطوّرة التي تشهد على آلاف السنين من النشاط البشري. وتتمتع البيئة الريفية والزراعية في الموقع بأهمية بيئية وثقافية كبيرة، وتضم آلاف أشجار الزيتون.
وكشف موقع "Art News" أنه في الجزء الجنوبي من الممتلكات التابعة لمنظمة اليونسكو، "بدأ المستوطنون بالفعل بالتعدّي على الأراضي الفلسطينية الواقعة خارج حدود مستوطنة "ناحال هيليتس" المخطط لها".
وأجرى الموقع مقابلة مع أليس كيسيا، وهي فلسطينية مسيحية تحمل الجنسية الإسرائيلية، فوجئت بمنعها من الدخول إلى أرضها بواسطة بوابة جديدة أقامها المستوطنون، الذين استولوا على ممتلكاتها، في 31 يوليو.
اتصلت كيسيا بالشرطة وانضم إليها ناشطون حاولوا مساعدتها للوصول إلى أرضها. وعلى الرغم من تقديم وثائقها إلى الشرطة والجيش في الموقع، فقد صدرت لها تعليمات بالمغادرة، حيث تم تخصيص المنطقة كمنطقة عسكرية.
ويمنع القرار الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم لمدة شهر، بينما يُسمح للمستوطنين بالبقاء. وقالت: "أرضي لم تكن منطقة عسكرية من قبل، وفجأة أصبح الأمر كذلك".
انضمت مجموعة من الناشطين، بما في ذلك المسيحيين والمسلمين واليهود، إلى كيسيا لاستعادة أرضها. وأقاموا معسكراً دائماً ينظمون فيه فعاليات احتجاجية وينامون فيه".
وخاضت عائلة كيسيا، التي تقول إنها تمتلك الأرض منذ 40 عاماً على الأقل، معركة طويلة من أجل ممتلكاتها.
وكانت محكمة العدل الدولية أصدرت قراراً، أعلنت فيه "أن الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني" ودعت إلى إنهائه.
وقالت المحكمة "إن على إسرائيل وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية في أسرع وقت ممكن، وإخلاء جميع المستوطنات القائمة".