أعلنت القوات الجوية الأميركية، الأسبوع الماضي، هبوط اثنين من مقاتلاتها من طراز F-35A على طريق سريع في فنلندا، وذلك للمرة الأولى ضمن مناورات BAANA 2024، للتدريب على حرب مستقبلية شديدة الكثافة، في إطار ما تصفه تقارير مختصة بأنه "من أجل الاستعداد لحروب المستقبل".
ووفقاً لما أورده موقع Defense News، نفذت مقاتلات F-35 عمليات الهبوط على طريق "هوسيو" السريع في رانوا بفنلندا، بموجب ما يسمى بمفهوم التوظيف القتالي السريع- ACE.
وتخشى الولايات المتحدة شن حرب ضد عدو يتباهى بامتلاكه أسلحة بعيدة المدى، مثل الصين، الأمر الذي قد يدفع جيشها إلى استهداف قواعد أميركية كبيرة في أماكن مثل اليابان وجوام (أقصى نقطة في غرب الولايات المتحدة)، بوابل من الصواريخ أو هجمات أخرى.
وإذا كانت القوات الجوية الأميركية تعمل انطلاقاً من هذه القواعد فقط، فإن سلسلة من الهجمات الصينية قد تؤدي إلى تدمير قدرتها على إطلاق الطائرات.
ولذلك، طورت القوات الجوية الأميركية مفهوم التوظيف القتالي السريع - ACE لمواجهة هذا الاحتمال، إذ أن بموجب هذا البرنامج، يمكن للقوات الجوية إنشاء مطارات غير ممهدة لقواعدها، أو استخدام الطرق السريعة المحلية القائمة كمدارج للهبوط والإقلاع.
وتخطط القوات الجوية الأميركية لتوزيع العمليات عبر منطقة معينة في أنماط "محورية"، باستخدام سلسلة من القواعد الأصغر حجماً والأكثر تقشفاً.
وقالت القوات الجوية إنه من خلال توزيع هذه العمليات، ستضطر القوات المعادية إلى تنفيذ عدد أكبر كثيراً من الهجمات مقارنة بما قد يحدث.
مناورات BAANA 2024
وشمل التدريب أيضاً مقاتلات Eurofighter Typhoon الألمانية، وطائرة Hawk التدريبية الفنلندية.
وأفاد بيان القوات الجوية الأميركية، بأن عمليات الإنزال على الطريق السريع، التي جرت خلال مناورات BAANA 2024 في فنلندا، أظهرت كيف نجح حلفاء دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في تحسين قدرتهم على العمل معاً، وبموجب مبادئ ACE.
وقالت القوات الجوية الأميركية إن عضوية هيلسنكي زادت من قدرة وكفاءة الطيارين الأميركيين، لافتةً إلى مناورات التفوق الجوي مثل 1 ضد 1 التي أقيمت في يونيو في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا.
وفي الإطار، قال الجنرال جيمس هيكر، قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا وإفريقيا، إن الهبوط الناجح الأول على الإطلاق لمقاتلة الجيل الخامس من طراز F-35 على طريق سريع في أوروبا هو "شهادة على العلاقة المتنامية والتوافق الوثيق مع الحلفاء الفنلنديين".
وأضاف أن "فرصة التعلم من النظراء الفنلنديين تعمل على تحسين القدرة على النشر السريع وتوظيف القوة الجوية من مواقع غير تقليدية، وتعكس الجاهزية الجماعية ومرونة القوات".
وتمتلك فنلندا وغيرها من الدول الإسكندنافية تكامل عسكري-مدني، مثل استخدام الطائرات الحربية للطرق السريعة، وهو ما يعتبر جزءاً لا يتجزأ من حسابات الدفاع الوطني.
