تقود الهجوم البري في لبنان.. ماذا نعرف عن فرقة النخبة 98 الإسرائيلية؟

دبي -الشرق

قادت الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي، وهي تشكيل نخبوي من وحدات المظليين والقوات الخاصة، العملية البرية الليلية في لبنان، بعد أن عملت في قطاع غزة لعدة أشهر، أثناء الحرب الإسرائيلية على القطاع وفقاً لموقع "تايمز أوف إسرائيل".

ويجري إسناد مهام محددة للفرقة 98، خلال العمليات البرية، وهو ما ظهر واضحاً في السابق خلال عملياتها في قطاع غزة.

وصف موقع Israel Radar، الفرقة 98 بأنها واحدة من أكثر القوات القتالية "تميزاً وتنوعاً" في إسرائيل، مشيراً إلى أنها لعبت دوراً محورياً في حرب غزة، وكانت في طليعة الصراع بلبنان.

وتتميز الفرقة 98 بقدراتها المحمولة جواً، وقدرتها على نشر القوات بسرعة في مختلف مسارح العمليات، ويتمثل هدفها الأساسي في قيادة العمليات التي تتطلب إجراءات سريعة وحاسمة، باستخدام القوة النارية الثقيلة والمهارات المتخصصة.

وصُممت الفرقة 98 في البداية للدفاع عن الحدود ضد التهديدات من لبنان وسوريا، ولديها خبرة العمل في التضاريس الجبلية والمعقدة.

وقاتلت قوات الفرقة في بيروت في حرب لبنان الأولى في الثمانينيات، وشاركت أيضاً في حرب لبنان عام 2006، وبعد اندلاع الحرب على غزة، وسعت الفرقة 98 أنشطتها إلى القطاع الجنوبي لإسرائيل. 

وقالت "تايمز أوف إسرائيل"، إن الفرقة "قادت عمليات حاسمة للجيش الإسرائيلي لتفكيك بعض مراكز حركة حماس، وتحييد الأهداف ذات القيمة العالية، وجمع المعلومات الاستخباراتية الحاسمة".

لواء "الكوماندوز"

تتألف الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي من عدة ألوية، بما في ذلك وحدات المشاة والمدرعات والمدفعية. ويعتبر من أبرزها لواء المظليين ولواء "الكوماندوز" الإسرائيليين.

وجرى تشكيل لواء "الكوماندوز"، المعروف أيضاً باسم لواء "عوز 89" في عام 2015، وقد عزز بشكل كبير قدرات العمليات الخاصة للفرقة.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق الفريق جادي إيزنكوت، في 2015، حسبما نقل عنه موقع Special Operations International، إن الرياح الخطيرة التي تهب من لبنان، والتهديدات من تنظيم "داعش"، والتصعيد في الضفة الغربية، فضلاً عن التهديدات من الحدود الجنوبية، تتطلب قدرات الأفراد في هذا اللواء الجديد الآن أكثر من أي وقت مضى.

وجرى وضع اللواء الجديد حينها تحت قيادة العقيد ديفيد زيني، وعمل كجزء من الفرقة 98 من المشاة.

وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن "لواء الكوماندوز" نابع من أفكار الفريق آيزنكوت، وهو تجسيد للدروس العملياتية المستفادة بعد عملية "الجرف الصامد" في صيف عام 2014، وحرب لبنان الثانية في عام 2006.

ومن بين الوحدات المنضوية تحت الفرقة 98 الإسرائيلية، ماجلان ودوفديفان وإيجوز، التي جلبت كل منها مجموعة فريدة من المهارات.

وحدة "ماجلان"

يُعرف الجيش الإسرائيلي، وحدة ماجلان، بأنها "وحدة كوماندوز مهمتها العمل في عمق أراضي العدو مع التركيز على مهاجمة وتدمير أهداف محددة وجمع معلومات استخباراتية دقيقة".

وتأسست "ماجلان" في يونيو 1986 كوحدة نخبة متخصصة في الحرب المضادة للدبابات باستخدام أسلحة متطورة.

وتضم الوحدة أيضاً قسماً لتطوير الأسلحة المتقدمة مهمته إيجاد الحلول الإبداعية والابتكارات التكنولوجية بما يتوافق مع الاحتياجات العملياتية، والأنشطة المصنفة للوحدة.

وسميت الوحدة على اسم طائر "أبو منجل"، الذي يظهر أيضاً على شعار الوحدة. ويشير شعارها إلى طبيعة وظيفتها: "بطولتك بهدوء وأمان"، فالهدوء تشير إلى مدى الطبيعة السرية لعملياتهم.

وقال موقع Israel Defense، إنه يتم تعريف تخصص "ماجلان" على أنه أنشطة عميقة، وتدمير أهداف عالية الجودة في عمق أراضي العدو، وإنشاء مجموعة استخباراتية عسكرية.

تأسست الوحدة كدرس من حربي أكتوبر ولبنان، كوحدة قتالية مضادة للدبابات بوسائل خاصة شاركت في عمليات وحروب عديدة، بينها حرب لبنان، وعمليات "عناقيد الغضب"، و"الجدار الواقي"، حتى حرب أكتوبر 2023.

وفي أبريل، قاتلت وحدة ماجلان في قرية قانا في التسعينيات، وتحولت عملياتها مع الفرق الإسرائيلية الأخرى إلى "مجزرة" تسببت في سفك دماء بالجنوب اللبناني. 

وقاتلت القوة الإسرائيلية في جنوب لبنان لمدة 8 أيام متتالية ووقعت إصابات. وكان قائد السرية هو نفتالي بينيت، أشهر خريجي "ماجلان"، ورئيس الوزراء السابق.

وفي الانتفاضة الثانية، عمل مقاتلو "ماجلان" في رام الله، وجنين ونابلس، وأريحا. 

ويوجد بالوحدة قسم للتطوير حيث يتم تطوير أنواع خاصة وفريدة من المعدات العسكرية للوحدة مع حلول للعمليات المعقدة والسرية في بعض الأحيان. 

واستخدم الجيش الإسرائيلي وحدة "ماجلان" الخاصة في حربه المستمرة على قطاع غزة.

وحدة "إيجوز"

يقول الجيش الإسرائيلي إن وحدة "إيجوز" تأسست في عام 1995، وسميت على اسم وحدة الاستطلاع "إيجوز".

وجرى إنشاء الوحدة بهدف إحداث ثورة في قدرات الجيش الإسرائيلي في القتال ضد "حزب الله" اللبناني، وهي متخصصة في "حرب العصابات".

تتخصص وحدة "إيجوز" في القتال على مستوى التضاريس المعقدة، والمهارات الميدانية، والتمويه، والحرب المصغرة، والتي تعرف بحرب قصيرة المدى حيث تكون جودة واحترافية الجندي هي المكونات الرئيسية. 

وتعمل الوحدة في أي وقت، وأي ساحة، وكل قطاع، مع التركيز على شمال إسرائيل.

تأسست وحدة "إيجوز" عام 1995 على يد رئيس الأركان الراحل أمنون ليبكين شاحاك واللواء في القيادة الشمالية عميرام ليفين، اللذين أرادا إحداث ثورة في الحرب ضد "حزب الله" من خلال أساليب قتالية جديدة. 

وفي السنوات العشرين الأولى من نشاطه، عمل تحت لواء جولاني، حتى تم نقله إلى تبعية لواء "الكوماندوز" أو "عوز 89" في عام 2015.

وبعد 6 أشهر من تأسيس الوحدة، تمكنت قوة منها من الاشتباك مع مقاتلين فلسطينيين، ولقي اثنين منها حتفهما، وفقاً لموقع Israel hayom.

وفي وقت لاحق، شارك جنود الوحدة في سلسلة من العمليات بينها عمليات ضد فرقة أمنية تابعة لجماعة "حزب الله" في قرية الجندورية، أودت بحياة نحو 8 عناصر من الحزب. 

وشاركت الوحدة في عملية أخرى في عام 1997، تمكنوا خلالها من اغتيال هادي نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وبعد الانسحاب من لبنان، واصل مقاتلو الوحدة نشاطهم في الشمال، وفي الضفة الغربية. 

وشاركت الوحدة في الاحتلال الجزئي لرام الله، وفي حرب لبنان الثانية حيث سقط 5 من مقاتلي الوحدة في إحدى المعارك. 

وفي عام 2008، استهدف جنود "إيجوز" في غزة 18 من الفلسطينيين بمساعدة المدرعات والقوات الجوية، ومن بينهم نجل محمود الزهار. 

ولا تزال وحدة "إيجوز" تعتبر اليوم واحدة من أهم وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي. ومن المتوقع أن تعمل في أي صراع مستقبلي في الشمال والجنوب.

ويعرف عن الوحدة قدرتها على التعلم والتكيف، وهي متخصصة في قتال الأدغال والقتال في الأراضي المبنية، إلى جانب العمليات بوسائل تكنولوجية متقدمة.

وحدة "دوفدفان"

تأسست وحدة "دوفدفان" في يونيو 1986، مع فهم ضرورة تطوير أسلوب حرب محدد للتعامل مع الأحداث الأمنية المختلفة في منطقة الضفة الغربية، وخاصة بين المناطق المدنية المكتظة بالسكان.

وهي وحدة نخبة مخصصة للقتال في مناطق مختلفة، وتعمل بشكل علني وسري بين السكان العرب المحليين.

ولعبت الوحدة دوراً مؤثرا في القتال ضد الفصائل الفلسطينية. ويمكن أن تُنسب معظم الاعتقالات المهمة ما بعد فترة 2015 إلى وحدة "دوفدفان". 

وبعد انضمام الوحدة إلى لواء "الكوماندوز"، بدأت بتوسيع أنشطتها العملياتية تدريجياً، حتى تتكيف مع الأساليب الديناميكية للواء.

وعندما بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، عمل مقاتلو "دوفدوفان" على قتال الفلسطينيين في البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، وتعرضوا لإطلاق نار من قاذفات "آر بي جي" أثناء قيامهم بدورية.

وقال إيهود باراك، الذي بادر بتأسيس الوحدة: "أريد وحدة يبدو أفرادها مثل العرب، ويتحدثون مثلهم، ويركبون الدراجات في سوق نابلس"، وفقاً لموقع Israel Defense.

ويتعلم المتدربون في "دوفدفان" مهارات مثل اللغة العربية الأساسية، والتمويه والمكياج، والحركة السرية بين الحشود، والتنقل في مدن الضفة الغربية، ومخيمات اللاجئين. 

ويعتبر اجتياز دورة "دوفدفان" التدريبية مهمة صعبة وطويلة، وتستمر لمدة 16 شهراً.

ويشمل التدريب على المظلات، والملاحة، وجمع المعلومات الاستخباراتية، والعمليات السرية، ومكافحة الإرهاب، وغير ذلك الكثير.

وعملت وحدة "دوفدفان" خلال الانتفاضة الأولى، حيث اعتقلت مئات الأفراد بشكل تعسفي.

وشاركت الوحدة في عمليات مختلفة للجيش الإسرائيلي. وتتيح له العمل بين السكان العرب لتنفيذ الاغتيالات والاعتقال وجمع المعلومات الاستخبارية.

وتتكون الوحدة من 5 فصائل، كل منها بلون مميز. وتعتبر الفصيلة الرمادية هي وحدة التسلل العربية.

ويختلط هؤلاء الجنود بالسكان العرب، ويجوبون شوارع مدن الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين، وعندما يحين الوقت المناسب بعد تحديد هوية المشتبه به أو المطلوب، يتسللون إليه ويقبضون عليه.

وتعتبر "دوفدفان" جزءاً من وحدات المستعربين، التي نفذت على مدار السنوات الماضية خاصة خلال العامين الأخيرين عدة عمليات اغتيال تركزت في محافظات جنين، وطولكرم، ونابلس، وغيرها من المحافظات، متنكرين بالزي المدني في أغلب الأحيان، ومستقلين مركبات مدنية.

ويعرف المستعربون عادات، وآداب المجتمع العربي، ويتحدثون اللغة العربية بطلاقة، إذ شارك العديد منهم في مظاهرات عامة، وقد يدعمون الاحتجاجات كما لو كانوا متظاهرين، ويدعمون مطالب المحتجين، لكنهم في الواقع عملاء إسرائيليون سريون.

ويتم اختيار المستعربين لمظهرهم الجسدي المماثل للعرب، ويخضعون لعملية تدريب شاملة، كما يكملون دورات حول العادات الاجتماعية والدينية الفلسطينية، واللغة والثقافة العربية، ويشاركون في التدريبات الميدانية والعملياتية.

ويعود الظهور الأول لفكرة الاستعراب إلى ما قبل تأسيس إسرائيل، إذ جاءت من البريطانيين الذين اقترحوا على القيادة استغلال الإمكانيات التي يتمتع بها اليهود الشرقيون الذين استوطنوا فلسطين، وذلك عبر انتقاء مجموعة منهم والعمل على تجنيدهم في إطار استخباراتي، ثم زرعهم في صفوف العرب داخل فلسطين وخارجها، وفق ما أورده المركز الفلسطيني للإعلام.

معركة خان يونس

بعد التوغل الأولي الذي شنته القوات الإسرائيلية في شمال غزة، حشدت القيادة العليا للجيش الفرقة 98 في خان يونس جنوبي القطاع.

وتميز هذا المركز الحضري الكثيف بتجمع كبير للأصول العسكرية وقوات تابعة لحركة "حماس"، فتحولت إلى منطقة قتال مركزية وموقع لمعارك شرسة.

دخلت الفرقة خان يونس بكامل قوتها لتنفيذ سلسلة من الهجمات المنسقة بهدف تفكيك القيادة الجنوبية لـ"حماس".

وتضمنت هذه العمليات قتالاً من منزل إلى منزل وتطهير المباني المفخخة، وخلال حملة خان يونس، قامت فرق قتالية من الفرقة 98 بمداهمة مئات المواقع العسكرية لـ"حماس"، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.

وخلال عملياتها في خان يونس، عملت الفرقة مع قوات النخبة الأخرى على تدمير أقسام كبيرة من شبكة الأنفاق الضخمة في المدينة بحسب الجيش الإسرائيلي.

واستخدمت الوحدات المتخصصة تقنيات وتكتيكات متقدمة للكشف عن الممرات تحت الأرض ورسم خرائطها وتحييدها.

وطوال فترة الصراع، عملت الفرقة 98 على دمج التكنولوجيا المتطورة في عملياتها. من أنظمة إدارة ساحة المعركة بمساعدة الذكاء الاصطناعي إلى قدرات الطائرات المسيرة المتقدمة. 

وكانت الفرقة في طليعة جهود الجيش الإسرائيلي للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة في الحرب الحضرية.

وبشكل عام، أثبت أداء الفرقة 98 في حرب غزة مكانتها كواحدة من أكثر قوات النخبة كفاءة في إسرائيل، وفقا لموقع Israel Radar.

ومع تطور الصراع في غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي في تحويل تركيزه الاستراتيجي إلى الجبهة الشمالية.

وبعد أن اكتسبت الفرقة خبرة قتالية في غزة، أصبحت على استعداد للعودة إلى مجال خبرتها الأصلي على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

تصنيفات

قصص قد تهمك