قريباً تعمل في إسرائيل.. ماذا نعرف عن المنظومة الدفاعية الأميركية "ثاد"؟

إطلاق صاروخ اعتراضي من طراز ثاد من مجمع Pacific Spaceport Complex في ألاسكا أثناء تجربة الطيران THAAD (FET)-01 في كودياك، ألاسكا، الولايات المتحدة. 30 يوليو 2017 - reuters
إطلاق صاروخ اعتراضي من طراز ثاد من مجمع Pacific Spaceport Complex في ألاسكا أثناء تجربة الطيران THAAD (FET)-01 في كودياك، ألاسكا، الولايات المتحدة. 30 يوليو 2017 - reuters
دبي-الشرق

تستعد الولايات المتحدة لإرسال بطاريات منظومة الدفاع الجوي "ثاد" (Terminal High Altitude Area Defense)، إلى إسرائيل، من أجل المساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، في أعقاب الهجمات التي شنتها إيران في 13 أبريل و1 أكتوبر الجاري.

وتمتاز هذه المنظومة المتقدمة بأنها مخصصة للعمل في المناطق عالية الارتفاع، حيث تستطيع إسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.

صائد الصواريخ الباليستية

وفقاً لموقع "Missile Threat"، يُعتبر نظام الدفاع الصاروخي الجوي للمناطق عالية الارتفاع "ثاد"، نظاماً قابلاً للتنقل، ويعترض الصواريخ الباليستية أثناء مرحلتها النهائية.

ويشتمل على رادار وصاروخ اعتراضي أحادي المرحلة قادر على إصابة الهدف وتدميره، لردع الصواريخ الباليستية داخل الغلاف الجوي أو خارجه، ويشغل طبقة متوسطة في نظام الدفاع الصاروخي الباليستي الأميركي، إذ يغطي منطقة دفاعية أكبر من نظام "باتريوت". وقد أثبت قدرته على مواجهة الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.

وبدأت الولايات المتحدة في تطوير هذا النظام الذي دخل برنامج التطوير والحد من المخاطر عام 1992، وأجرى الجيش الأميركي أول اختبار لإطلاق نموذج أولي من "ثاد" في أبريل 1995، ودخل مرحلة تطوير الهندسة والتصنيع في يونيو 2000.

ويتضمن النظام 4 مكونات رئيسية، هي: الصاروخ الاعتراضي، ومركبة الإطلاق، والرادار، ونظام التحكم في إطلاق النار.

ويبلغ طول صاروخ "ثاد" الاعتراضي 6.2 متر، وقطره 0.4 متر، ويزن 662 كيلوجراماً عند الإطلاق.

ويتألف هذا الصاروخ من معزز أحادي المرحلة يعمل بالوقود الصلب ومركبة حركية تعمل بالوقود السائل. 

ويوفر نظام "ثاد" الدفاع للأهداف على مسافة تتراوح بين 150 و200 كيلومتر.

وعلى عكس أنظمة الدفاع الصاروخي الأخرى، يمكن للنظام اعتراض الأهداف داخل الغلاف الجوي وخارجه.

ويعتمد قاذف نظام "ثاد" على شاحنة تكتيكية ثقيلة ذات 4 محاور وقابلة للتحرك الموسع.

ويحمل كل قاذف ما يصل إلى 8 صواريخ اعتراضية، يتم وضعها في عبوات إطلاق بطول 6.6 متر ووزن 1044 كيلو جرام.

وتوجد 8 صواريخ اعتراضية لكل قاذفة، وتشتمل بطارية "ثاد" النموذجية على 6 قاذفات، ويستغرق إعادة تحميل كل قاذفة ما يصل إلى 30 دقيقة.

رادار المراقبة

يستخدم نظام "ثاد" رادار المراقبة الراداري القابل للنقل التابع "AN/TPY-2" لاكتشاف وتتبع الصواريخ المعادية على مسافة تتراوح بين 870 إلى 3000 كيلومتر.

ويمكن نشر هذا الرادار في وضعين: الأمامي، حيث يكتشف الصواريخ في مرحلة الصعود للإشارة إلى عناصر "BMDS" الأخرى، والوضع الطرفي، حيث يوفر بيانات التتبع للاشتباكات الطرفية.

ويتضمن "AN/TPY-2" أربعة أنظمة فرعية رئيسية، هي الهوائي الرئيسي، أو وحدة معدات الهوائي، ووحدة المعدات الإلكترونية، ووحدة معدات التبريد، ووحدة الطاقة الأساسية. وتستخدم هذه الرادارات البحرية الأميركية.

التحكم في النيران

يشرف مكون التحكم في إطلاق النار والاتصالات في نظام "ثاد" على عمليات البطارية، ويتولى نقل معلومات التحكم في إطلاق النار إلى عناصر أخرى من القوة المشتركة.

ويشتمل كل نظام، المعروف باسم مجموعة المحطة التكتيكية، على محطة عمليات تكتيكية (TOS) مع محطتين تشغيليتين، ومحطة التحكم في الإطلاق، والتي تتضمن روابط بيانات لاسلكية ومعدات شبكات وواجهات كابلات الألياف الضوئية، ومجموعة دعم المحطة التي تتضمن هوائيات تعتمد على مركبات دعم الكابلات.

وتعمل هذه الأنظمة بشكل متناغم، وتتحكم في عمليات إطلاق البطاريات، وتنقل معلومات التحكم في إطلاق النيران من الرادار إلى شبكة القيادة والتحكم وإدارة المعارك والاتصالات الأكبر حجماً.

ومن خلال الاتصال بشبكة القيادة والتحكم وإدارة المعارك والاتصالات، يمكن لنظام "ثاد" تبادل بيانات التتبع مع أنظمة "Aegis"، وأنظمة الدفاع الصاروخي "باتريوت".

وأظهرت وكالة الدفاع الصاروخي لأول مرة اعتراضاً لصواريخ "باتريوت" باستخدام نظام "ثاد" عام 2020.

مشغلون أجانب

وافقت وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي الأميركية، عام 2012 على بيع نظام "ثاد" إلى قطر والإمارات، وهو أول بيع عسكري أجنبي لهذا السلاح.

وفي 2013، أبرمت شركات أميركية اتفاقية أولية بقيمة 1.135 مليار دولار لتوريد بطاريتين من نظام "ثاد" إلى الإمارات.

وبحسب ما ورد، تضمنت الصفقة ما يصل إلى 192 صاروخاً اعتراضياً، ورادارين من طراز "AN/TPY-2"، و12 قاذفة، وأنظمة دعم أخرى.

وبحلول أواخر 2015، أكمل 81 فرداً من أفراد الخدمة في الإمارات التدريب على نظام "ثاد". وعملت الإمارات على تفعيل أولى بطارياتها عام 2016.

ووافقت الولايات المتحدة في 2017 على بيع عسكري أجنبي محتمل لما يصل إلى 7 بطاريات من نظام "ثاد" إلى السعودية بتكلفة تقدر بنحو 15 مليار دولار.

وفي العام 2022، مع ارتفاع وتيرة هجمات "جماعة الحوثي" على الإمارات والسعودية، تمكن نظام "ثاد" من إسقاط الصواريخ الباليستية وحماية الأجواء.

وكشف قائد القيادة المركزية الأميركية السابق، كينيث ماكنزي، أن النظام الدفاعي الإماراتي كان فعالاً في التصدي للهجمات الصاروخية التي تعرضت لها البلاد في تلك الفترة.

وأشار ماكنزي إلى أن الولايات المتحدة تتعاون مع الإمارات ومع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتطوير حلول أكثر فاعلية لإيقاف الهجمات باستخدام الطائرات من دون طيار.

تصنيفات

قصص قد تهمك