يصعب اكتشافها وإسقاطها.. ما هي الطائرة "صياد 107" التي ضربت إسرائيل؟

مسيَّرة إيرانية تظهر أثناء تدريب على الحرب الإلكترونية في مكان غير معلوم بإيران. 25 أغسطس 2023 - Reuters
مسيَّرة إيرانية تظهر أثناء تدريب على الحرب الإلكترونية في مكان غير معلوم بإيران. 25 أغسطس 2023 - Reuters
دبي-الشرق

تمكنت طائرة مسيرة أطلقتها جماعة "حزب الله" اللبنانية، الأحد، من اختراق الدفاعات الإسرائيلية، بعدما اختفت بشكل كامل عن شاشات الرادار، لتضرب قاعدة تدريب لواء جولاني، ما أودى بحياة 4 وإصابة 60 من الجيش الإسرائيلي.

وكشف تحقيق أولي في سلاح الجو الإسرائيلي تفاصيل الحادث، إذ أفاد بأن "حزب الله" أطلق مخططاً هجومياً مشتركاً، تضمن طائرات مسيرة، و 3 صواريخ دقيقة، استهدفت منطقة حيفا في نفس الوقت.

وتمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك منظومة القبة الحديدية وسلاح البحرية، من اعتراض طائرتين مسيرتين، بينما اختفت الطائرة الثالثة التي كانت تحلق شمال شرق مدينة عكا عن شاشات الرادار.

ورجح موقع ynetnews "أن تكون الطائرة دون طيار التي أطلقها (حزب الله) من طراز صياد 107".

ماذا حدث؟

وكان الاعتقاد أن الطائرة المسيرة تحطمت بعد فقدان الاتصال بها لفترة طويلة، نظراً لارتفاعها المنخفض أو التشويش الذي يطبقه الجيش الإسرائيلي على نظام GPS.

ومع ذلك، كشف التحقيق أن الطائرة "تم رصدها لفترة قصيرة على شاشات الرادار، ولم يتم التعرف عليها لمدة نصف ساعة، باستثناء فترة قصيرة دامت دقيقة إلى دقيقة ونصف، لكن لم يتم تصنيفها كتهديد جوي في الوقت المناسب".

وأكدت مصادر في سلاح الجو ما نشرته إذاعة الجيش، بأن "قسم المراقبة الجوية تلقى بلاغاً من الشرطة بشأن طائرة مشبوهة شوهدت في منطقة يوكنعام".

وعلى الرغم من هذا البلاغ، تم تفسير المعلومة على أنها "تخص مروحية إسرائيلية كانت تحلق في المنطقة نفسها"، ما أدى إلى تأخر الاستجابة المناسبة.

ونظراً لوجود مروحية في الجو في المنطقة نفسها، وفي الوقت ذاته، ظن سلاح الجو أنها "نفس المروحية".

ونتيجة لهذا الحادث، أصدر قائد سلاح الجو الإسرائيلي توجيهات بتوسيع نطاق التحذيرات المتعلقة بالطائرات المسيرة التي تفقد الاتصال بها، مع التأكيد على عدم الافتراض بأنها "تحطمت إلا في حال وجود دليل قاطع".

ومن المتوقع أن "تشهد إسرائيل خلال الأيام المقبلة، تفعيل صافرات إنذار في مناطق مختلفة، كجزء من إجراءات الحذر، حتى لو تبين لاحقاً أنها "إنذارات كاذبة".

وقال سلاح الجو الإسرائيلي: "نحن ندخل في وضع الدفاع، حتى لو فقدنا الاتصال بطائرة مسيرة لمدة نصف ساعة، ولم نكن نعرف مكانها، سنتجه إلى أقصى درجات الحذر".

"صياد 107"

وتصنع الطائرة المسيرة التي أطلقتها جماعة "حزب الله"، في إيران، وهي الطائرة التي تستخدمها الجماعة على نطاق واسع، وتنتجها بكميات كبيرة في لبنان.

ويمكن برمجة مسار طيران "صياد 107" لتغيير الارتفاع والاتجاه بشكل متكرر، ما يجعل من الصعب اكتشافها وتتبعها.

ويبلغ مدى الطائرة ما يصل إلى 100 كيلومتر، وهي "صغيرة الحجم، مع توقيع راداري منخفض للغاية مقارنة بالطائرات المسيرة الأكبر حجماً والمصنوعة من المعدن".

ويعتمد اكتشاف الطائرة على الحرارة المنبعثة من المحرك، والتي يصعب أيضاً تحديدها عبر الوسائل البصرية.

ويفحص الجيش الإسرائيلي كل الاحتمالات، لكن من المؤكد تقريباً أن الطائرة التي ضربت هدفاً حاسماً، وتسببت في خسائر بشرية للجيش الإسرائيلي، لم تكن نموذجاً متخصصاً فحسب، بل إن "حزب الله" نجح أيضاً في التغلب على أنظمة الكشف التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي أو تعطيلها من خلال إطلاق دفعة مختلطة من الصواريخ، وطائرتين دون طيار أخرى استهدفت الجليل الغربي.

وواصلت الطائرات المسيرة تحليقها باتجاه البحر قبالة الساحل الشمالي، واعترضت منظومة القبة الحديدية واحدة منها، فيما أرسل الجيش الإسرائيلي طائرات ومروحيات قتالية لتعقب الطائرات المتبقية، لكن الاتصال بها انقطع.

خبرة كبيرة

واكتسب "حزب الله" اللبناني خبرة كبيرة في تشغيل الطائرات، العام الماضي، ما أدى إلى نجاح هجماتها بشكل ملحوظ.

ويتم اعتراض أكثر من نصف الطائرات التي يطلقها "حزب الله"، إما بواسطة طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي يجري إرسالها لمهاجمتها، أو بواسطة أنظمة القبة الحديدية ومقلاع داود.

ومع ذلك، ونظراً لصغر حجم الطائرات، والتوقيع الراداري الضعيف للغاية، فإن رادارات التحكم في إطلاق النار في القبة الحديدية وأجهزة الاستشعار البصرية على الطائرات المقاتلة والمروحيات غالباً ما تفقد مسارها، خاصة في المناطق الجبلية، حيث تكون أصداء الرادار من التضاريس مهيمنة ومضللة.

وتعد الطائرات المتطورة التي تصنعها إيران مزودة بأنظمة ملاحة بالقصور الذاتي، بالإضافة إلى الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ما يمكنها من البقاء على مسارها وضرب أهدافها حتى في مواجهة تشويش نظام تحديد المواقع العالمي.

وتتجاوز إيران و"حزب الله" أحياناً تشويش نظام تحديد المواقع العالمي الأميركي، باستخدام أنظمة ملاحة عبر الأقمار الصناعية فريدة من نوعها طورتها روسيا أو الصين.

ولم تتمكن روسيا ولا أوكرانيا من التوصل إلى حل فعال لتهديد الطائرات، على الرغم من الحرب الدائرة في المنطقة منذ ما يقرب من 3 سنوات.

ويكافح كل من الجانبين في هذا الصراع لاعتراض الطائرات المتفجرة والاستطلاعية التابعة للجانب الآخر بأعداد كبيرة.

وتتمكن الطائرات المسيرة، خاصة صغيرة الحجم، من التحليق على ارتفاع منخفض وبطيء، فضلاً عن قدرتها على مكافحة أنظمة الكشف البصري لتحديدها.

وكثيراً ما تفشل جميع أجهزة الاستشعار، بما في ذلك الأنظمة البصرية والرادارية، في اكتشافها.

وحاول الجيش الإسرائيلي وصناعات الدفاع الإسرائيلية إيجاد حل لهذه القضية على الأقل منذ بدء الحرب الحالية، ولكن لا يوجد حتى الآن حل فعال للكشف والاعتراض، خاصة في ما يتعلق بالتتبع والاستهداف المستمر، الذي من شأنه أن يسمح باعتراض ناجح للطائرات، والتي هي في الأساس صواريخ كروز مصغرة.

ويمكن الافتراض أنه عندما تتمكن إسرائيل أخيراً من نشر اعتراضات تعتمد على الليزر من الأرض ومن الجو، فإن عملية اعتراض هذه التهديدات ستكون أسهل وأكثر كفاءة من استخدام القبة الحديدية أو مقلاع داود أو الصواريخ الاعتراضية الجوية.

ولن يدخل نظام الليزر، على الرغم من خضوعه لعدة اختبارات، حيز التشغيل حتى منتصف عام 2025.

تصنيفات

قصص قد تهمك