تعمل البحرية الأميركية على تحويل فكرة إنتاج سفن حربية من طراز Zumwalt، التي اعتُبرت "خطأً مكلفاً"، إلى "سلاح فتاك" عبر تطوير أول سلاح أسرع من الصوت محمول على السفن، والذي يتم تركيبه على 3 من مدمراتها الشبحية.
وتوجد المدمرة الموجهة بالصواريخ Zumwalt في حوض بناء السفن بولاية ميسيسيبي، وانتهى العمال من تثبيت أنابيب الصواريخ التي تحل محل الأبراج المزدوجة لنظام مدفعي لم يتم تفعيله أبداً؛ لأنه كان باهظ التكلفة، بحسب موقع Defense News.
وبمجرد اكتمال النظام، ستوفر Zumwalt منصة لتنفيذ ضربات سريعة ودقيقة من مسافات أكبر، ما يزيد من فائدة السفينة الحربية.
وقال المحلل الدفاعي في معهد هدسون، برايان كلارك، إن فكرة إنتاج سفن Zumwalt كانت خطأً وتكلفتها مرتفعة، لكن البحرية الأميركية حولتها إلى منصة لإطلاق الأسلحة فرط الصوتية.
وعلى مدى العقدين الماضيين، عملت الولايات المتحدة على تطوير عدة أنواع من الأسلحة الأسرع من الصوت، لكن الاختبارات الأخيرة التي أجرتها كل من روسيا والصين شكلت ضغوطاً على الجيش الأميركي لتسريع إنتاجها.
وتسافر الأسلحة الأسرع من الصوت بسرعة تتجاوز 5 ماخ (نحو 6120 كيلومتراً)، أي 5 أضعاف سرعة الصوت، مع القدرة الإضافية على المناورة ما يجعل إسقاطها أكثر صعوبة.
تجربة صينية
والعام الماضي، ذكرت صحيفة"واشنطن بوست"، أن من بين الوثائق التي سربها عضو الحرس الوطني الجوي السابق في ماساتشوستس، جاك تيكسيرا، كانت إحاطة من وزارة الدفاع الأميركية، أفادت بأن الصين اختبرت مؤخراً سلاحاً فرط صوتي متوسط المدى يسمى DF-27.
ومن البرامج الأميركية التي يجري تطويرها من أجل Zumwalt برنامج "الضربة السريعة التقليدية"، ومن المنتظر إطلاقها هذه الأسلحة مثل صاروخ باليستي ثم إطلاق مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت، وتسافر بسرعات تتراوح بين 7 و 8 مرات أسرع من سرعة الصوت قبل ضرب الهدف.
ويجري حالياً تطوير نظام الأسلحة بشكل مشترك بين البحرية والجيش، وسيتم تجهيز كل من المدمرة من فئة Zumwalt بـ 4 أنابيب صواريخ، كل منها بـ 3 صواريخ بإجمالي 12 سلاحاً فرط صوتياً لكل سفينة.
ومن خلال اختيار Zumwalt، تحاول البحرية الأميركية إضافة فائدة إلى سفينة حربية تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار، والتي يعتبرها المنتقدون خطأً مكلفاً على الرغم من أنها تعمل كمنصة اختبار للعديد من الابتكارات.
نظام مدفعي متقدم
وكان من المقرر أن توفر Zumwalt القدرة على شن هجوم بري، باستخدام نظام مدفعي متقدم مزود بقذائف صاروخية، لفتح الطريق أمام مشاة البحرية للهجوم على الشاطئ.
وجرى تزويد السفينة الأميركية الأحدث، بمدافع عيار 155 ملليمتراً مخبأة في أبراج خفية جرى إلغاؤها؛ لأن تكلفة كل قذيفة صاروخية تتراوح بين 800 ألف ومليون دولار.
وتظل المدمرات الثلاث من فئة Zumwalt، أكثر السفن الحربية السطحية تقدماً لدى البحرية الأميركية من حيث التقنيات الجديدة.
وتشمل هذه الابتكارات الدفع الكهربائي، والشكل الزاوي لتقليل التوقيع الراداري، وهيكل غير تقليدي يخترق الأمواج، والتحكم الآلي في النيران والأضرار، وبيت سطح مركب يخفي الرادار وغيره من أجهزة الاستشعار.
ووصلت سفن Zumwalt إلى حوض بناء السفن التابع لشركة "هنتنجتون إنجالز إندستريز" في باسكاجولا بولاية ميسيسيبي في أغسطس 2023 وجرى إخراجها من المياه لأداء العمل المعقد المتمثل في دمج نظام الأسلحة الجديد.
وتقرر هذا الأسبوع فصلها استعداداً للجولة التالية من الاختبارات وعودتها إلى الأسطول، كما أنه جرى خلال الصيف، اختبار سلاح أميركي فرط صوتي بنجاح، إذ لا يزال تطوير الصواريخ مستمراً.
وتريد البحرية الأميركية البدء في اختبار النظام على متن Zumwalt في عام 2027 أو 2028.
تكلفة باهظة
ومن المتوقع أن تكون تكلفة نظام الأسلحة الأميركي باهظة، وبحسب مكتب الميزانية بالكونجرس، فإن تكلفة شراء 300 سلاح وصيانتها على مدى 20 عاماً ستبلغ نحو 18 مليار دولار.
ويرى المنتقدون أن العائد ضئيل للغاية مقابل التكلفة.
وقال الرئيس التنفيذي لمعهد البحرية الأميركية، راي سبايسر، إن السفن توفر القدرة على ضرب العدو من مسافة آلاف الكيلومترات، خارج نطاق معظم أسلحة العدو، ولا يوجد دفاع فعال ضدها.
وأكد سبايسر أن الصواريخ التقليدية الأقل تكلفة، لا تعد صفقة جيدة، إذا كانت غير قادرة على الوصول إلى أهدافها، معتبراً أن "الجيش الأميركي ليس لديه خيار آخر سوى ملاحقتها".
وأشار المدير الرئيسي للأسلحة التي تفوق سرعة الصوت في مكتب مساعد وزير الدفاع للتكنولوجيات الحرجة، جيمس ويبر، إن الولايات المتحدة تعمل على تسريع عملية التطوير؛ لأن الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت تم تحديدها على أنها "حيوية للأمن القومي الأميركي".
وقال إن "إطلاق قدرات جديدة تعتمد على تقنيات تفوق سرعة الصوت يمثل أولوية بالنسبة لوزارة الدفاع الأميركية لدعم وتعزيز الردع المتكامل، وبناء مزايا دائمة".