استخدمت روسيا، قبل نحو شهر، صاروخ "أوريشنيك" (Oreshnik) فرط الصوتي لأول مرة عندما استهدفت مصنع أسلحة في أوكرانيا، في تطور وصفته موسكو بأنه "رسالة قوية" للغرب بسبب الدعم الكبير لكييف، مؤكدة استخدام "كل الوسائل" لمنع هزيمتها في الحرب التي اندلعت في فبراير 2022.
ودفع الهجوم، الأول من نوعه، المديرية الرئيسية للاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية إلى نشْر تقييم استخباراتي بشأن قدرة روسيا على إنتاج هذا السلاح.
وأفاد تقرير مديرية الاستخبارات الأوكرانية بأن روسيا قادرة على إنتاج ما يصل إلى 25 صاروخاً من طراز "أوريشنيك" شهرياً، وهو ما يعادل إنتاج 300 صاروخ سنوياً، بحسب مجلة "Military Watch".
"أوريشنيك" قادر على ضرب 6 أهداف مرة واحدة
وتُعد فئة الصواريخ هذه هي الأولى من نوعها التي يجري تطويرها في روسيا منذ الثمانينيات، وتجمع بين مدى يُقدّر بنحو 4 آلاف كيلومتر مع القدرة على حمل رؤوس حربية متعددة قابلة لإعادة الاستهداف بشكل مستقل.
وبالتزامن مع التقييم الأوكراني، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أيام، أن موسكو تخطط لتوريد صواريخ "أوريشنيك" إلى بيلاروسيا المجاورة، بعد طلب من رئيس البلد المجاور ألكسندر لوكاشينكو.
وأدَّت قدرة صواريخ "أوريشنيك" على نشر الرؤوس الحربية النووية والتقليدية، وضرب ما يصل إلى 6 أهداف باستخدام رؤوسها الحربية المتعددة القابلة لإعادة الاستهداف بشكل مستقل، إلى جعلها ذات قيمة عالية كوسيلة للاشتباك مع قوات الكتلة الغربية في جميع أنحاء أوروبا، وكذلك في عمق المحيط الهادئ والقطب الشمالي، وفق مجلة "Military Watch".
ومن المتوقع أن تؤدي القيمة غير المتكافئة الكبيرة للنظام كوسيلة لمواجهة قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأكبر حجماً إلى دفع موسكو إلى نشر الصواريخ بأعداد كبيرة.
كما يُحتمل أن تكون زيادة إنتاج الصاروخ على حساب انخفاض إنتاج الصواريخ الباليستية ذات المدى العابر للقارات، وأبرزها "آر إس 24 يارس" (RS-24 Yars)، بسعة إنتاج شهرية تبلغ 25 صاروخاً، وهو ما قد يتطلب تحويل مرافق إنتاج "يارس" إلى إنتاج "أوريشنيك".
ومع ذلك، بلغ متوسط إنتاج نظام "يارس" في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أقل من 22 صاروخاً سنوياً، ما يجعل تحقيق إنتاج 300 صاروخ لنظرائه الجدد الأقصر مدى زيادة كبيرة بشكل خاص.