بابارو يناقض زيلينسكي: الكوريون الشماليون لم يشاركوا في القتال على الخطوط الأمامية بأوكرانيا

قائد بالجيش الأميركي: كوريا الشمالية تتلقى مقاتلات روسية "فتاكة" قريباً

مقاتلتان روسيتان من طراز Su-27 وMiG-29 - Military Watch Magazine
مقاتلتان روسيتان من طراز Su-27 وMiG-29 - Military Watch Magazine
دبي-الشرق

أعلن قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ -USINDOPACOM، الأدميرال صمويل بابارو، أن القوات الجوية لجيش كوريا الشمالية ستتلقى مقاتلات روسية من الجيل الرابع من طراز Mig-29 وSu-27، ما سيسمح للبلاد بتوسيع عدد الأسراب الحديثة في الخدمة بسرعة.

وأضاف القائد العسكري الأميركي أن البلدين توصلا إلى اتفاق بشأن نقل هذه الطائرات "الهائلة" مؤخراً، مضيفاً أن القرار اُتخذ بعد أن عرضت بيونج يانج تقديم أفراد لدعم المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا دون مطالبة من موسكو، بحسب مجلة Military Watch.

وأشار بابارو أيضاً إلى أنه على عكس ادعاءات المسؤولين الأوكرانيين، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لم يشارك الكوريون الشماليون في القتال على الخطوط الأمامية.

ويتناقض تصريح بابارو مع الصور التي تناقلتها مصادر غربية على نطاق واسع عن "موجات بشرية" من الكوريين الشماليين قيل إنه يجري نشرهم كوقود للمدافع.

القطاع الأكثر تنوعاً

وتنشر كوريا الشمالية حالياً ما يتراوح بين 40 و60 مقاتلة من طراز Mig-29 من الجيل الرابع، تم تجميع الغالبية العظمى منها في البلاد بموجب ترخيص في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وبخلاف ما يقدر بنحو 60 مقاتلة من طراز Mig-23ML، والتي تعد من أقوى الطائرات المقاتلة التي تم تطويرها خلال الجيل الثالث، يتألف بقية الأسطول من مقاتلات من الجيلين الأول والثاني، وعفا عليها الزمن نسبياً. 

ومع ذلك، عملت كوريا الشمالية على تحديث العديد من فئات مقاتلاتها القديمة محلياً، بما في ذلك دمج قمرة القيادة الزجاجية وأنظمة الحرب الإلكترونية الحديثة، وتطوير صواريخ جو-جو محلية متطورة. 

ويُعتقد أن عمر الأسطول قد أدى إلى اقتراب العديد من الطائرات من نهاية عمرها الخدمي، ما يجعل نشر مقاتلات جديدة ذا قيمة عالية. 

ويعد قطاع الدفاع في كوريا الشمالية من بين أكثر القطاعات تنوعاً واكتفاءً ذاتياً في العالم، إذ برز الطيران المقاتل لفترة طويلة كواحد من المجالات القليلة التي اعتمدت فيها القوات المسلحة للبلاد بشكل كبير على عمليات الاستحواذ الأجنبية. 

وتتمتع روسيا باحتياطيات كبيرة من طائرات Mig-29 الجديدة التي نادراً ما تستخدم، بما في ذلك العديد من الطائرات غير المجمعة، والتي يمكن بناؤها في كوريا الشمالية نفسها. 

ويمكن لهذه الطائرات أن تملأ عشرة أسراب مقاتلة أو أكثر لتحل محل طائرات Mig-17 وMig-19 وMig-21 القديمة في البلاد.

وتم تطوير Su-27 وMiG-29 كجزء من مزيج تكميلي عالي ومنخفض، حيث تمتعت كل منهما بخصائص مميزة على نظيراتها الأميركية F-15 وF-16 خلال الثمانينيات.

ومع ذلك، أدى الانحدار في قطاع الطيران القتالي في روسيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، إلى إبطاء معدل تحديث كلتا فئتي المقاتلات، ما يعني أن أحدث المتغيرات من F-15 وF-16 اليوم تتمتع بمكانة أفضل بكثير بالمقارنة بأحدث طائرات MiG-29 وSu-27، بالقياس بما كان عليه الحال خلال عصر الحرب الباردة. 

طائرة الجيل الخامس

يعتمد مدى مساهمة طائرات MiG-29 وSu-27 في قدرات الحرب الجوية لكوريا الشمالية بشكل كبير على مدى تحديثها وفئات الصواريخ التي تم تجهيزها بها. 

وعلى سبيل المثال، تنشر طائرات MiG-29M وMiG-29SMT الحديثة رادارات صفيف طورية متقدمة، وبسعر أعلى يتم تقديمها للتصدير مع فئات متقدمة من رادارات AESA مثل Zhuk-A / AE. 

كما يمكنها نشر صاروخ جو-جو من طراز R-77M المتطور للغاية، والذي يتمتع بمزايا كبيرة مقارنة بصاروخ AIM-120C/D الذي تنشره الولايات المتحدة وحلفاؤها.

ويحتمل بشكل كبير ألا يتم تحديث طائرات Mig-29 وSu-27 التي تم تسليمها إلى أحدث المعايير، وأنه بعد استلام هذه الدفعات الأولية من مقاتلات الجيل الرابع الأقل تقدماً بتكلفة زهيدة نسبياً، ستسعى كوريا الشمالية بعد ذلك إلى شراء مقاتلات أحدث وأكثر تقدماً مثل Su-57. 

وتم اعتبار بيونج يانج عميلاً محتملاً للمقاتلة الجديدة من الجيل الخامس، مع قيام روسيا بتوسيع نطاق إنتاجها بسرعة. 

ويوفر العدد الهائل من المقاتلات والقاذفات القديمة نسبياً في حقول كوريا الشمالية، مع وجود أكثر من 500 طائرة من حقبة حرب فيتنام وطائرات أقدم في الخدمة، مساحة كبيرة لاستيعاب أعداد كبيرة من المقاتلات الروسية في القوات الجوية الكورية الشمالية.

وتعتبر الصفقة التي تم التوصل إليها بشأن طائرات Mig-29 وSu-27 قد تمثل المرحلة الأولى فقط من عمليات الاستحواذ الجديدة، إذ يمهد الاستيعاب التدريجي لمقاتلات الجيل الرابع الطريق لعمليات استحواذ لاحقة من الجيل الخامس. 

وبالرغم من الفوائد الكبيرة التي ستعود على كوريا الشمالية من عمليات الاستحواذ الجديدة، فإن التكاليف التشغيلية الأعلى للطائرات الأحدث، خاصة طائرة Su-27 الكبيرة بعيدة المدى، تعني أن استبدال المقاتلات القديمة بأخرى أحدث من المرجح أن يستلزم انكماشاً كبيراً في أسطول المقاتلات في البلاد، ما لم يتم زيادة التمويل المتاح للاستدامة بشكل كبير.

وظهرت تكهنات حول قيام كوريا الشمالية بشراء طائرات مقاتلة جديدة من روسيا.

وفي أواخر أكتوبر، أفادت مصادر حكومية كورية جنوبية بإرسال طياري الطيران القتالي الكوريين الشماليين إلى فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا. 

وزاد من هذه التكهنات بدء التدريب على تشغيل فئات جديدة من المقاتلات الروسية. 

ثغرات في حظر الأسلحة

ومع بقاء بيونج يانج تحت حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، فقد استكشف خبير بارز في شؤون الأمن الكوري الشمالي، في يناير، الثغرات المحتملة التي قد تسعى موسكو إلى استغلالها لتسهيل صادرات المقاتلات. 

وأبرز إيه بي أبرامز، مؤلف الكتاب الأخير عن الأمن الكوري الشمالي "البقاء على قيد الحياة في عصر القطب الواحد: المواجهة التي استمرت 35 عاماً بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة"، أن هناك وسيلتين أساسيتين يمكن لموسكو القيام بهما، الأولى هي "تصدير المقاتلات من الفئات التي تمتلكها البلاد بالفعل مثل Mig-29"، والتي يمكن القول إنها تم تسليمها قبل الحظر "للحفاظ على درجة من الإنكار المعقول". 

وفي ما يتعلق بالخيار الثاني الأكثر إثارة للجدل، أوضح أبرامز أنه إذا استحوذت كوريا الشمالية على طائرات مقاتلة روسية غير طائرات Mig-29، مثل المقاتلات الأكثر تقدماً من طراز Su-35 وSu-57 التي تفقدها  زعيمها كيم جونج أون مؤخرا في زيارة إلى روسيا في سبتمبر، فيمكن أن يرافق هذه الطائرات أفراد روس في القواعد الكورية الشمالية، ويُقدمون على أنهم يعملون تحت قيادة روسية مشتركة. 

ويمكن حتى نشر مثل هذه المقاتلات بعيدة المدى، القادرة بسهولة بالغة على الطيران عبر كوريا من المطارات عبر الحدود الروسية، بين القواعد في البلدين لتعزيز هذا التصور، مع الاحتفاظ بمهام مثل اعتراض القاذفات الأميركية بالقرب من شبه الجزيرة والتحليق فوقها أثناء العروض العسكرية في بيونج يانج.

تصنيفات

قصص قد تهمك