مواجهة بين طائرتين أميركية وروسية.. من يفوز PAK DA أم B-21؟

القاذفة الشبحية الجديدة عالية التقنية B-21 Raider. 2 ديسمبر 2022 - REUTERS
القاذفة الشبحية الجديدة عالية التقنية B-21 Raider. 2 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

تتسابق أميركا والصين وروسيا للحصول على أفضل قاذفة قنابل استراتيجية بعيدة المدى، وتفوقت الولايات المتحدة في هذا المجال منذ فترة طويلة، لكن هذه الهيمنة التي اكتسبتها أميركا بعد الحرب الباردة، أصبحت موضع شك كبير، بحسب مجلة The National Interest

ولم تكتف الصين بالكشف عن سلسلة من الطائرات الحربية التي يمكنها مواجهة التفوق الأميركي المفترض في تكنولوجيا التخفي، بل إن روسيا تحاول الانخراط في هذا السباق أيضاً، إذ تعمل على تطوير ما تعتقد أنه يشكل ثقلاً موازناً لأحدث قاذفة أميركية استراتيجية بعيدة المدى B-21 Raider. 

وتطلق روسيا على نسختها من هذا النظام اسم PAK DA، وسط جدل في الغرب بشأن ما إذا كانت الطائرة، التي بناها مكتب تصميم Tupolev الشهير ستحلق في أي وقت قريب.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت روسيا عزمها مواصلة إنتاج طائرة PAK DA، لكن هناك تقارير أفادت بأن الطائرة لن يجري بناؤها حتى ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، بسبب القيود المفروضة على القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي حال نجحت روسيا في بناء طائرة الجيل السادس، فإن المواجهة التخيلية بين PAK DA ونظيرتها الأميركية B-21 Raider مثيرة للاهتمام.

دون سرعة الصوت

من المتوقع أن تكون الطائرة الروسية دون سرعة الصوت، وأن تصل إلى سرعة 497 ميلاً في الساعة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن المصممين الروس فضلوا المدى والتخفي على السرعة لهذه الطائرة على وجه التحديد.

ويقترح المصممون أن يتراوح مدى الطائرة بين 4000 و 7500 ميل دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود. 

وسيكون لطائرة PAK DA سقف خدمة يبلغ 65617 قدماً، مع أقصى وزن للإقلاع يبلغ حوالي 145 طناً.

ومع ذلك، لا يوجد شيء مؤكد معروف عن مواصفات الطائرة، ويُعتقد أن تعتمد على 4 محركات turbofan من طراز Kuznetsov، وتطوير محرك جديد، يُعرف باسم "Product RF" مصمم خصيصاً للطائرة. 

وبالنسبة لحمولتها، أفادت تقارير بأن الطائرة ستحمل ما بين 60 و 70 ألف رطل من الأسلحة، ويرجح أن تشمل الأسلحة صواريخ كروز، مثل Kh-102 وKh-555 وKh-101/102، كما ستكون مصممة لحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية والنووية.

علاوة على ذلك، تستغل روسيا مزاياها على أميركا في تطوير الأسلحة الأسرع من الصوت من خلال وضع مشتقات من Kh-47M2 Kinzhal وربما صواريخ كروز Kh-95 الأسرع من الصوت على هذه الطائرة.

وألمحت مصادر روسية إلى احتمال سفر PAK DA بأسراب من الطائرات دون طيار لتشكيل سرب Loyal Wingman أيضاً، وتمنح الطائرة روسيا قدرات هجومية كبيرة تفتقر إليها قوات موسكو.

القاذفة B-21

في الوقت نفسه، طورت الولايات المتحدة قاذفة شبحية بعيدة المدى من الجيل التالي متمثلة في طائرة B-21 Raider، وجرى كشف النقاب عنها لأول مرة، العام الماضي، فوق سماء منشأة بالمديل في قاعدة إدواردز الجوية بكاليفورنيا.

وصُممت الطائرة B-21 بمواد فريدة تمتص الرادار في شكل جناح طائر، ويستند هذا النظام إلى الدروس المستفادة من برنامج القاذفة الشبحية بعيدة المدى B-2 Spirit الأقدم.

ووفقاً لمصمميها، فإن القاذفة B-21 قادرة على حمل حمولات تقليدية ونووية، ويمكنها نشر مجموعة متنوعة من الذخائر، مثل القاذفة PAK DA. 

ويعتزم الأميركيون أن تطلق القاذفة B-21 أسلحة نووية، مثل قاذفات الجاذبية B61 وB83، بالإضافة إلى الأسلحة النووية بعيدة المدى (LRSO)، كما صممت القوات الجوية الأميركية أيضاً صاروخ كروز فرط صوتي لمنافسة صواريخ كروز فرط الصوتية التي ينوي الروس نشرها من قاذفة PAK DA.

وبالنسبة للأسلحة التقليدية، سيضع الأميركيون مجموعة من الأنظمة في طائرة B-21، وتشمل هذه الأنظمة الذخائر الموجهة بدقة، مثل ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، التي تسمح لها بتنفيذ المهام دون الحاجة إلى قواعد أمامية.

وتوقعت دوائر عسكرية أن يبلغ مدى طائرات B-21 نحو 7456 ميلاً، ما يسمح للطائرة بتنفيذ مهام على مستوى العالم دون الحاجة إلى قواعد أمامية. 

ومع إقدام الصين وروسيا وإيران على تطوير أنظمة متقدمة لمنع الوصول أو منع دخول المنطقة (A2/AD) يمكنها منع غالبية القوات الأميركية من نشر قواتها في المناطق التي توجد بها تلك الأنظمة، يمكن استخدام طائرات B-21 لتفجير فقاعات منع الوصول ومنع دخول المنطقة.

وكما هو الحال مع القاذفة الروسية PAK DA، تخطط القوات المسلحة الأميركية لنشر طائرات B-21 في أسراب مختلطة. 

وعلى الرغم من أن طائرات B-21 ستكون نظاماً مأهولاً، إلا أنها ستعمل في بعض الأحيان جنباً إلى جنب مع أنظمة غير مأهولة في شكل Loyal Wingman.

وتعلم مصممو القاذفة B-21 من القاذفة B-2 Spirit، والتي كانت مكلفة وصيانتها صعبة، وجرى تصميم القاذفة B-21 لتكون ما يسمى بـ "الطائرة اليومية". 

وكما يوحي هذا المصطلح، فإن القاذفة B-21 مصممة لتكون جاهزة للمهام في جميع الأوقات، وبالتالي فإن متطلبات صيانتها أقل تعقيداً. 

وفي الواقع، يعتقد الأميركيون أن القاذفة B-21 ستكون أرخص في الصيانة بمرور الوقت من سابقاتها من القاذفات الشبحية الأخرى.

وتوجد مشكلة كبيرة واحدة تتعلق بطائرة B-21، فهي باهظة التكلفة إلى حد كبير. 

وبسبب تكلفتها الضخمة، استقرت القوات الجوية الأميركية التي تحتاج إلى 300 وحدة من هذه الطائرات لكي يكون لديها قوة فعّالة من طائرات B-21، على شراء 150 طائرة فقط. 

ونظراً لأن تكلفة كل طائرة ستبلغ نحو 700 مليون دولار، فإن احتمال حصول القوات الجوية على أكثر من حفنة منها ضئيل في أفضل تقدير. 

من يفوز؟

لن يكون من الممكن أن تتنافس طائرة B-21 Raider أو طائرة Tupolev PAK DA في قتال مباشر. 

وفي حال اندلعت مواجهة بين واشنطن وموسكو، أو إذا تصاعدت حرب أوكرانيا إلى حرب مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، فإن قدرات الطائرتين ستكون حاسمة بالنسبة للجانبين.

ويبدو أن طائرة PAK DA تتفوق على منافستها B-21 Raider. 

ويواجه الأميركيون صعوبة بالغة في بناء منصات متقدمة، فضلاً عن أن القاعدة الصناعية في روسيا أفضل بكثير من القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية.

وبالإضافة إلى ذلك، ستتمتع بسعة إقلاع أكبر بكثير من تلك الموجودة في B-21، وهذا يعني أن PAK DA يمكنها حمل المزيد من الذخيرة إلى هدفها. 

ويمتلك الروس ترسانة أسلحة فرط صوتية قوية وموثوقة ومتنامية، بخلاف الولايات المتحدة. 

وبفضل اتفاقية New Start التي جرى توقيعها في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بين الولايات المتحدة وروسيا، تمتلك موسكو ترسانة نووية أكثر حداثة من واشنطن.

وحتى لو كانت قدرات التخفي لدى طائرة B-21 متفوقة بشكل كبير على قدرات PAK DA، فإن روسيا يمكنها نظرياً إنتاج هذه الأنظمة بكميات كبيرة، ويمكنها تحميلها بصواريخ أكثر فتكاً من تلك التي يمكن لأميركا تحميلها، ويمكنها مهاجمة أهداف بعيدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بسرعة أكبر بكثير من الولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك