كشفت شركة "لوكهيد مارتن" Lockheed Martin الأميركية عن منظومة دفاعية ذكية جديدة، تحت اسم "الأمن في القرن الحادي والعشرين"، والتي تهدف إلى تعزيز الردع متعدد المجالات.
وتهدف الشركة من خلال هذه المنظومة، التي تظهر للمرة الأولى ضمن فعاليات معرض ومؤتمر الدفاع الدولي "آيدكس 2025" في أبوظبي، إلى إعادة تعريف الردع الدفاعي ليواكب التهديدات المستقبلية، وضمان التفوق العملياتي من خلال التقنيات المتصلة والمرنة، مما يعزز الأمن والاستقرار العالمي.
وتشمل هذه المنظومة مقاتلات الجيل الخامس وتقنيات الاعتراض المتقدمة، لتحقق التكامل بين جميع الأنظمة وضمان أن تعمل معاً بسلاسة في البر والبحر والجو.
قال يوهان جانسن، مدير إدارة الاتصال بشركة "لوكهيد مارتن" الأميركية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إنه "يمكن لمقاتلات الجيل الخامس أن تعمل ضمن منظومة دفاعية متطورة، حيث يتم التعامل معها باستخدام تقنيات الاعتراض الحديثة. يتم اتخاذ القرار بشأن الأنظمة التي سيتم استخدامها، ثم يتم تقييم نتائج المعركة، والفكرة الأساسية هي أن جميع الأنظمة تعمل معاً بسلاسة".
وأضاف جانسن أن "التكامل لا يقتصر على العتاد الخارجي فحسب، بل يشمل أيضاً أنظمة البرمجيات الذكية"، مشيراً إلى أن "هذه المنظومة قيد الاختبار والتطوير المستمر، فأي نظام شامل يتم بناؤه من خلال مكونات تدريجية، حيث يتم تطوير وربط الأنظمة المختلفة بشكل مستمر، بحيث تتفاعل الأنظمة الثنائية ثم الثلاثية، إلى أن يتمكن الجميع من التواصل مع بعضهم البعض في وقت واحد".
الذكاء الاصطناعي وأنظمة الدفاع
وبشأن دور الذكاء الاصطناعي، أكد أنه جزء لا يتجزأ من الأنظمة الدفاعية، فهو ليس مفهوماً جديداً، حيث يتم استخدامه منذ الخمسينيات، لكنه اليوم أصبح أكثر تطوراً من حيث المسؤولية والمهام المعقدة التي يمكنه إنجازها".
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يدخل في العديد من المجالات داخل أنظمة الدفاع، بما في ذلك "المراقبة والاستطلاع، ومعالجة كميات هائلة من البيانات وتحليلها بسرعة، وتحسين كفاءة الصيانة التنبؤية، وإدارة سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، وغيرها".
ولفت إلى أن "كل هذه المهام التي كانت تتطلب قدراً هائلاً من العمل البشري أصبحت الآن أكثر كفاءة بفضل الذكاء الاصطناعي، مما يتيح للضباط والجنود التركيز على المهام ذات الأولوية الأعلى".
وتابع: "نحن نركز على الابتكار، فهو جوهر عملنا اليومي، ونفهم احتياجات عملائنا، وندرك كيف يتغير المشهد الدفاعي، ونعمل على ضمان حصول عملائنا على القدرات التي تمكنهم من حماية شعوبهم وبُناهم التحتية وردع أي تهديد محتمل".
ثورة في الاتصالات العسكرية
وعن مدى نجاعة هذه المنظومة، أكد جانسن أن "هناك العديد من التدريبات والتمارين العسكرية التي تثبت كفاءتها. تجري الجيوش، مثل الجيش الأميركي والبريطاني، تدريبات دورية لاختبار قابلية التشغيل البيني بين الأنظمة المختلفة ومدى موثوقيتها. كل تجربة جديدة تؤكد قدرة النظام على تحسين الاتصال والفاعلية التشغيلية".
ولتحقيق التكامل بين المقاتلات المختلفة مثل F-35 وF-16، بيَّن أن "الإجابة تكمن في البروتوكولات المستخدمة للتواصل بين الأنظمة، فالهدف هو توحيد الاتصال بحيث تتمكن الطائرات المختلفة من التفاعل بفعالية كما لو كانت جزءاً من فريق رياضي متكامل، حيث لا يقتصر الاتصال بين كل لاعب والمدرب، بل يمتد إلى اللاعبين أنفسهم والمشجعين والإدارة، مما يشكل ثورة في الاتصالات العسكرية".
ومضى يقول إن المنظومة تشمل كذلك نظام الدفاع الجوي "ثاد" THAAD وصواريخ PAC 3 المضادة للطائرات، بالإضافة إلى طائرة هليكوبتر من طراز Seahwak والبارجة الحربية ASEV، والقمر الاصطناعي LM-400، منوهاً إلى أن "جميع هذه التقنيات يمكن أن تشكل جزءاً من منظومة دفاع جوي متكاملة ضد الصواريخ الباليستية".
واستدرك حديثه بالقول إنه "يمكن دمج أنظمة تسليح ودفاع مختلفة عن تلك الموجودة في المنظومة الأميركية، بحسب احتياجات كل عميل".
وأردف بالقول إن "الهدف النهائي هو الجمع بين مختلف أنظمة الدفاع الجوي في منظومة واحدة متكاملة، بحيث تعمل جميع الأنظمة معاً لضمان أقصى قدر من الحماية".