مسيرة Juitian الصينية.. تحليق على ارتفاع 15 ألف متر وهروب من الدفاع الجوي

طائرة Jiutian المسيرة الصينية - Armyrecognition.com
طائرة Jiutian المسيرة الصينية - Armyrecognition.com
دبي-الشرق

أفادت تقارير صينية بأن طائرة Jiutian المسيرة الجديدة، التي تحلق على ارتفاعات شاهقة للغاية وقادرة على السفر طويل المدى، يمكنها العمل بعيداً عن جميع أنظمة الدفاع الجوي تقريباً بفضل سقف تحليقها البالغ 15 ألف متر.

ويمكن للمسيرة Jiutian التي كشفت الصين النقاب عنها في معرض تشوهاي الجوي الخامس عشر، تجاوز العديد من أنظمة الدفاع الجوي التقليدية وإجراء عمليات مستدامة فوق المناطق المتنازع عليها، بحسب موقع Army Recognition.

وقدمت الصين طائرة Jiutian (SS-UAV) المسيرة فائقة الارتفاع وعالية التحمل، في معرض تشوهاي الجوي، في نوفمبر، وطورتها شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC)، بالتعاون مع معهد الطائرات الأول، وشركة شنشي لتكنولوجيا المعدات غير المأهولة، وشركة هايج للاتصالات.

وصُممت طائرة Jiutian المسيرة لتكون طائرة كبيرة ومرنة التكوين. ويبلغ أقصى وزن للإقلاع 16 طناً، وطول جناحيها 25 متراً، ويصل ارتفاعها الأقصى إلى 15 ألف متر، وسرعتها القصوى 700 كيلومتر، ومدى تشغيلي يبلغ 7000 كيلومتر، مع إمكانية تمديد مدة تحليق بعض الوحدات إلى 36 ساعة.

وتعمل الطائرة بمحرك توربوفان عالي الدفع، ومجهزة بثماني نقاط تثبيت أسفل الجناح، وتتميز بوحدة "خلية تماثلية" معيارية قادرة على نشر طائرات مسيرة أصغر حجماً لأغراض الاستطلاع، أو الحرب الإلكترونية، أو مهام الهجوم.

وتتضمن طائرة Jiutian المسيرة حجرة حمولة معيارية تتيح التبديل السريع بين مهام الحرب الإلكترونية، ونقل البضائع، والاستطلاع، والهجوم.

دور الذكاء الاصطناعي

وزودت الصين الطائرة بخوارزميات تحكم في أسراب الطائرات القائمة على الذكاء الاصطناعي، للحفاظ على أدائها في ظل التداخل الكهرومغناطيسي.

وتتيح قدرة الطائرة المسيرة على إطلاق أسراب من المسيرات الأصغر حجماً تنفيذ هجمات مكثفة أو مهام مراقبة موزعة، حسب المتطلبات التشغيلية.

وتشير الادعاءات المتعلقة بالسقف التشغيلي لطائرة Jiutian إلى أنها، بفضل قدرتها على الوصول إلى 15 ألف متر؛ قادرة على العمل بما يتجاوز قدرات الاشتباك للعديد من أنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى المنتشرة حالياً في جميع أنحاء العالم.

أما الأنظمة ذات الأسقف التشغيلية التي تقل عن 15 كيلومتراً، مثل أنظمة صواريخ أرض-جو القديمة من الحقبة السوفيتية وبعض الصواريخ الاعتراضية متوسطة المدى، فلن تتمكن من مواجهة Jiutian بفعالية على ارتفاع تحليقها.

وفي هذه السيناريوهات، يمكن لطائرة Jiutian تنفيذ مهام مع انخفاض خطر الاعتراض، والحفاظ على عمليات مراقبة واستهداف مستمرة في الأجواء التي تفتقر إلى دفاعات حديثة عالية الارتفاع.

قدرات الدفاع الجوي

ومع ذلك، تتمتع أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة بالقدرة على التصدي للتهديدات الجوية التي تعمل على ارتفاع 15 كيلومتراً أو أكثر، إذ يستطيع نظام THAAD الأميركي اعتراض أهداف على ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومتراً، بينما يبلغ الحد الأقصى التشغيلي لكل من نظام Patriot Pac-3 ونظام KM-SAM Block II الكوري الجنوبي حوالي 20 كيلومتراً.

كما تتمتع مدمرات Aegis اليابانية للدفاع الصاروخي الباليستي، ونظام Sky Bow III التايواني، بالقدرة على اعتراض أهداف على ارتفاعات عالية.

وبالتالي تظل طائرة Juitian في المناطق التي تحميها هذه الأنظمة الحديثة، معرضة لتهديدات جسيمة على الرغم من ارتفاعها التشغيلي، ما يتطلب من الجيش الصيني ضمان تفوق جوي موضعي أو اتخاذ تدابير مضادة للحد من مخاطر الاعتراض.

ومن الناحية الاستراتيجية، تم تصميم طائرة Juitian لدعم العمليات بعد ترسيخ التفوق الجوي، وإجراء عمليات مراقبة مستمرة، وتوجيه ضربات دقيقة، والعمل كمركز قيادة لأسراب الطائرات المسيرة.

والمسيرة مصممة لمهام عبر مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، وربما مهام موسعة نحو أهداف استراتيجية مثل جوام.

ويتيح تصميمها المعياري التكيف مع مختلف أنماط المهام، بما في ذلك دوريات الحدود، والإغاثة في حالات الكوارث، والدعم اللوجستي، في السياقات العسكرية والمدنية.

وتُعد طائرة Juitian جزءاً من جهود الصين الأوسع لتطوير قدرات متقدمة للطائرات المسيرة، مُتابعة منصات مثل سلسلتي Wing Loong و Caihong، اللتين شهدتا استخداماً عملياً دولياً.

وتجمع الطائرة بين سمات تحمل تُضاهي طائرة RQ-4 Global Hawk وقدرات هجومية تُضاهي طائرة MQ-9 Reaper، مع إضافة القدرة على نشر أسراب من الطائرات المسيرة، وهي ميزة غير متوفرة في الأنظمة الأميركية.

وبينما تُوضح البيانات الرسمية هذه الميزات، لم يتم التحقق بعد من الأداء التشغيلي للطائرة الصينية بشكل مستقل في ظروف القتال.

ويعكس المشروع استثماراً كبيراً، إذ خُصصت له أكثر من 3 مليارات يوان (نحو 413 مليون دولار)، وإنتاج محلي كامل، وسلسلة تصنيع تغطي جميع المراحل، من تصنيع المكونات إلى تكامل النظام.

بيئات اختبار

وطورت شركة هايج للاتصالات والجهات المرتبطة بها بيئات رقمية للاختبار، ودمجت تقنيات وقود الهيدروجين، واستخدمت بروتوكولات اتصال كمية لتعزيز موثوقية المهمة.

وفيما يتعلق بالتطبيقات المدنية، تدعم وحدات Juitian مهاماً مثل اللوجستيات الطارئة، والمراقبة الجوية، وعمليات البحث والإنقاذ.

وتشمل المفاهيم التشغيلية المستقبلية النشر من سفن هجومية برمائية مثل Type 076، ما يعزز القدرات التشغيلية للطائرات المسيرة البحرية الصينية.

وبينما يُبرز بعض المحللين المزايا التشغيلية المتمثلة في تقليل مخاطر الأفراد وزيادة المدى التشغيلي الذي توفره عمليات أسراب الطائرات التي يتحكم بها الذكاء الاصطناعي، يُحذر آخرون من مخاطر زعزعة الاستقرار المرتبطة بانخفاض عتبات الصراع.

تصنيفات

قصص قد تهمك