تعمل البحرية الأميركية على تسريع إنتاج غواصات "فيرجينيا" (Virginia) من فئة الهجوم النووي السريع، بهدف تعزيز قدراتها على التخفي تحت سطح البحر، وفق موقع Army Recognition.
أعلنت وكالة اللوجستيات الدفاعية الأميركية (DLA)، الأربعاء، عن منح عقد ضخم بقيمة 5 مليارات دولار، يُعرف باسم "عقد تطوير المشتريات البحرية" (MAAC)، لصالح 6 شركات صغيرة؛ بهدف تسريع عمليات التوريد الخاصة بغواصات "فرجينيا" من فئة الهجوم السريع النووي وسفن السطح النشطة.
ويأتي هذا العقد بصيغة "سعر ثابت وكمية غير محددة" ويتضمن 5 خيارات سنوية بقيمة مليار دولار لكل منها، ما يرفع القيمة الإجمالية المحتملة إلى 10 مليارات دولار.
وقد مُنح العقد لشركات ASRC Federal ،Atlantic Diving Supply ،Culmen International ،Fairwinds Technologies ،S&K Aerospace، وSupplyCore، من أجل دعم أسطول البحرية الأميركية من الغواصات النووية الهجومية.
يأتي هذا التوجه في ظل تزايد المخاوف بشأن قدرة البحرية الأميركية على تحقيق أهداف الإنتاج لبرنامج غواصات "فرجينيا"، المصمم لاستبدال غواصات "لوس أنجلوس" القديمة.
وخلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ في أبريل الماضي، شدد مسؤولون في البحرية الأميركية على الحاجة إلى تعزيز القدرات الصناعية، مشيرين إلى تحديات تتعلق بنقص الأيدي العاملة، وتأخر سلاسل التوريد، والقيود على البنية التحتية.
وتهدف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إلى إنتاج غواصتين من طراز "فرجينيا" سنوياً، إلا أن معدل التسليم في عام 2024 لم يتجاوز 1.13 وحدة.
وفي هذا السياق، حصلت شركة BAE Systems على عقد بقيمة 70 مليون دولار من شركة General Dynamics Electric Boat لتصنيع أنابيب صواريخ لوحدة الحمولة (VPM) الخاصة بغواصات Virginia Block VI، ما يعزز قدراتها الهجومية بعيدة المدى تحت سطح البحر.
تعزيز قدرات البحرية الأميركية
ويُعد برنامج "فرجينيا" ركيزة أساسية في بنية القوة البحرية الأميركية تحت سطح البحر، مع خطة لبناء 66 غواصة بحلول عام 2043. ووفقاً لخدمة الأبحاث في الكونجرس، تم طلب 40 غواصة حتى السنة المالية 2024، منها 22 في الخدمة و18 قيد الإنشاء.
وتتميز هذه الغواصات بقدرتها على تنفيذ مهام متعددة تشمل مكافحة الغواصات والسفن السطحية، وجمع المعلومات الاستخباراتية، والضربات الدقيقة، ودعم العمليات الخاصة.
وتكتسب هذه الغواصات أهمية استراتيجية في تموضع الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لا سيما في إطار شراكة AUKUS الأمنية، التي تتضمن بيع ثلاث إلى خمس غواصات من طراز "فرجينيا" لأستراليا. ولتعويض هذا النقص؛ يتعين على البحرية الأميركية بناء وحدات إضافية للحفاظ على جاهزيتها العملياتية في المحيطين الأطلسي والهادئ، ما يفرض ضغوطاً إضافية على القاعدة الصناعية المحلية.
ومنذ عام 2022، انخفض معدل الإنتاج إلى نحو 1.2 غواصة سنوياً. ورداً على ذلك، تم استثمار نحو 10 مليارات دولار لتعزيز قاعدة التصنيع، وتوظيف عمالة ماهرة، وتحديث أحواض بناء السفن، بهدف رفع معدل الإنتاج إلى 2.33 غواصة سنوياً بحلول عام 2028.
ويمثل عقد MAAC وعقد أنابيب VPM مع BAE Systems جهداً منسقاً لتعزيز قدرات البحرية الأميركية تحت سطح البحر، ضمن سياق استراتيجي أوسع يشمل شراكة AUKUS ، ويعكس نية وزارة الدفاع في استعادة القدرة الكاملة على إنتاج الغواصات لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة.