مقترح روسي لتحويل دبابات قديمة إلى ناقلات جنود بهدف "توفير حماية فائقة"

دبابة T-55 من الحقبة السوفيتية - فيتالي كوزين
دبابة T-55 من الحقبة السوفيتية - فيتالي كوزين
دبي-الشرق

اقترحت مصادر عسكرية روسية برنامج تحديث منخفض التكلفة يهدف إلى تحسين حماية القوات في ساحة المعركة، ويتضمن المقترح تحويل دبابات T-55، وT-62من الحقبة السوفيتية المُخرَجة من الخدمة إلى ناقلات جنود تحمل اسم BTR-T.

ويهدف هذا المفهوم إلى استخدام الهياكل المدرعة الحالية لإنشاء منصات قادرة على نقل المشاة بأمان في ظروف إطلاق نار كثيفة، ما يُقدم تحسيناً كبيراً على نماذج BMP، وBTR ذات الحماية الخفيفة الموجودة حالياً في الخدمة، وذلك وفقاً لموقع Army Recognition.

وكانت دبابة T-55 التي طُرحت في عام 1958، أول دبابة سوفيتية تدمج الحماية ضد التأثيرات النووية والبيولوجية والكيميائية الكاملة ومدفع رئيسي مستقر، وهي ميزات جعلتها تصميماً مهيمناً خلال الحرب الباردة.

ومع بناء أكثر من 95 ألف وحدة، تظل واحدة من أكثر الدبابات إنتاجاً في التاريخ، وحملت خليفتها T-62 التي دخلت الخدمة في عام 1961، مدفع U-5TS أملس 115 ملم، ودرع أمامي مٌحسن، ومحرك ديزل V-55 أو V-55U أكثر قوة، يولد ما يصل إلى 580 حصاناً.

وتم تصميم كلتا الدبابتين بأنظمة ميكانيكية بسيطة وقوية، ما يجعلهما سهل الصيانة، والتشغيل في البيئات القاسية.

وحتى بدون الحماية النشطة الحديثة، توفر أغطية مدفعها، وألواحها الأمامية السميكة، وهياكلها الفولاذية حماية فائقة أكبر من ناقلات الجنود المدرعة ذات العجلات الروسية الحالية أو مركبات المشاة القتالية المجنزرة في فئات الوزن المكافئة.

ويتم الحفاظ على العديد من هذه الهياكل في مرافق التخزين الروسية، وغالباً ما تتطلب تجديداً معتدلاً فقط قبل أن تصبح جاهزة للتحويل.

وتعتبر دبابة T-62، التي طُرحت عام 1961 كخليفة لدبابة T-55، أول دبابة قتال رئيسية تدخل الخدمة بمدفع أملس السبطانة، وهو مدفع U-5TS عيار 115 ملم، القادر على إطلاق قذائف عالية السرعة خارقة للدروع ومثبتة بزعانف.

وتميزت بهيكل فولاذي ملحوم مع درع أمامي يصل سمكه إلى 100 ملم، وبرج مصبوب يوفر حماية 214 مم في المقدمة، وبدعمها بمحرك ديزل V-55V ذي 12 أسطوانة بقوة 580 حصاناً، استطاعت T-62 الوصول إلى سرعات على الطرق تصل إلى 50 كلم/ساعة مع مدى تشغيلي يبلغ حوالي 450 كم.

وسمح نظام تعليقها بقضيب الالتواء، إلى جانب مساراتها العريضة، بحركة جيدة في التضاريس اللينة، بينما سهلت أنظمتها الميكانيكية البسيطة الصيانة بالميدان.

وعلى الرغم من أن أنظمة التحكم في النيران أصبحت قديمة وفقاً للمعايير الحديثة، إلا أن هيكل الدبابة القوي ونظام نقل الحركة يظلان مناسبين لأعمال التحويل الثقيلة، ما يوفر قاعدة مدرعة قوية لنقل القوات أو أدوار المركبات الداعمة.

ويتضمن تحويل ناقلة الجنود المدرعة (BTR-T) المقترح إزالة البرج الأصلي واستبداله بهيكل علوي مدرع منخفض الارتفاع مزود بفتحات سقفية أو حجرة جنود خلفية.

ويمكن تصميم حجرة الجنود لاستيعاب من 8 إلى 10 جنود مجهزين تجهيزاً كاملاً، مع ترتيبات جلوس مصممة لتخفيف حدة الانفجارات، وسرعة الخروج.

ويرجح أن تشمل ترقيات الدروع تركيب كتل من الدروع التفاعلية المتفجرة (ERA) من طراز Kontakt-1 أو Kontakt-5 على القوس الأمامي والتنانير الجانبية، بالإضافة إلى دروع شبكية أو قفصية لصد القذائف الصاروخية RPG.

ويمكن تعزيز أرضية الهيكل بحشوة على شكل حرف V لتحسين مقاومتها للألغام المضادة للدبابات والعبوات الناسفة المرتجلة، ما يجعل المنصة أقرب إلى معايير الحماية الحديثة من مستوى MRAP.

وللتسليح، يُمكن تزويد نسخة ناقلة الجند المدرعة الثقيلة بمحطة أسلحة يتم التحكم فيها عن بُعد (RCWS) مثل المدفع الآلي عيار 30 ملم 2A42، أو 2A72، ومدفع رشاش محوري عيار 7.62 ملم PKT، وقاذف قنابل يدوية آلي مثل AG-17 أو AGS-30.

وسيُمكّن دمج أنظمة التحكم في النيران الحديثة، ومناظير التصوير الحراري، وأجهزة تحديد المدى بالليزر، المُركبة من القتال على مدار الساعة في جميع الظروف الجوية.

كما يُمكن دمج وحدات الحرب الإلكترونية، مثل أنظمة التشويش لمواجهة الطائرات المسيرة والذخائر الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي  (GPS)، بدلاً من التسليح الثقيل في المهام المتخصصة.

ومن الناحية التكتيكية، سيمنح إدخال مركبات BTR-T في التشكيلات الآلية، الوحدات الروسية قدرة اختراق وهجوم حضري مماثلة لقدرة مركبة Achzarit الإسرائيلية، التي كانت مبنية على هياكل T-55.

ويمكن لهذه المركبات قيادة هجمات على المناطق الحضرية المحصنة، وامتصاص الموجة الأولى من نيران الدروع المضادة، ونشر المشاة مباشرة في المناطق المتنازع عليها مع تقليل التعرض للأسلحة الصغيرة بشكل كبير.

كما سيسمح لها درعها الثقيل بالعمل في فرق أسلحة مشتركة إلى جانب دبابات القتال الرئيسية، ما يوفر دعماً في البيئات التي تكون فيها مركبات المشاة القتالية ذات العجلات أو المجنزرة الأخف وزناً معرضة لخطر شديد.

ومن الناحية العملية، سيزيد هذا من قدرة تحمل الألوية الآلية الروسية في معارك الاستنزاف من خلال تقليل خسائر الأفراد في أثناء الهجمات الراجلة، وتحسين القدرة على البقاء في المناطق المتنازع عليها.

عيوب تكتيكية

على الرغم من أن تحويل دبابات T-55، و T-62إلى ناقلات جنود ثقيلة يوفر حماية أكبر، إلا  أن لها عيوباً ملحوظة، فمساحتها الداخلية لا تزال ضيقة حتى بدون البرج، ما يحد من الراحة والسعة.

كما يقلل وزنها، الذي يزيد عن 36 طناً لدبابات T-55، و40 طناً لدبابات T-62، من قدرتها على الحركة في التضاريس الوعرة، ويظل استهلاك الوقود مرتفعاً على الرغم من تحديث محركاتها.

وبدون تغييرات هيكلية كبيرة، يتعين على القوات الخروج من الفتحات العلوية، ما يعرضها للنيران، وتظل هذه المركبات أهدافاً كبيرة وبطيئة للصواريخ الحديثة والطائرات المسيرة والذخائر الجوالة، كما أن محركاتها الديزل القوية تُصدر بصمة حرارية عالية، ما يسهل اكتشافها.

وخلقت الحرب في أوكرانيا سياقاً عالمياً عدل فيه الطرفان مراراً وتكراراً الأسلحة الموجودة لتلبية متطلبات ساحة المعركة العاجلة.

وحولت القوات الروسية شاحنات مدنية إلى منصات إطلاق صواريخ متنقلة، وحولت دبابات T-55 القديمة إلى منصات دعم مدفعية، وأعادت توظيف مدافع بحرية مضادة للطائرات للدفاع الجوي البري.

وأظهرت القوات الأوكرانية براعة مماثلة، حيث عملت على تركيب صواريخ موجهة مضادة للدبابات على مركبات مدنية، وحولت الجرارات الزراعية إلى مركبات إنقاذ مدرعة، ودمجت أبراجاً غربية الصنع في هياكل من الحقبة السوفيتية.

صناعة الدفاع الروسية

ويُسلط هذا الاقتراح الضوء أيضاً على الواقعين الصناعي واللوجستي للصراع الحالي شديد الشدة.

وتواجه صناعة الدفاع الروسية اختناقات إنتاجية واستنزافاً كبيراً للدروع في الخطوط الأمامية، مع فقدان مئات من دبابات القتال الرئيسية ومركبات المشاة القتالية الحديثة في القتال.

ويُعد تصنيع منصات مدرعة جديدة كلياً مثل T-90M أو Kurganets-25 أمراً مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً، ويتطلب مرافق متخصصة، ومكونات عالية التقنية محدودة العرض.

وفي المقابل، يُحسن تحويل هياكل دبابات T-55، وT-62المخزونات الحالية، وعمليات التصنيع المُجربة، ما يسمح بتسليم أسرع للمركبات الجاهزة للقتال بتكلفة زهيدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك