أظهرت لقطات مصورة، نشرتها مجموعة OSINT Tysk عبر تطبيق "تليجرام"، طائرة زراعية من طراز Zlin Z-137 Agro Turbo مزودة بصاروخين جو-جو من طراز R-73 موجهين بالأشعة تحت الحمراء، وهي أحد أكثر حلول الدفاع الجوي الأوكرانية غير التقليدية التي تبنتها حتى الآن.
وتُبرز هذه المشاهدة استراتيجية كييف المستمرة في تحويل المنصات المدنية المتاحة إلى أنظمة عسكرية، بهدف التصدي للتهديد المتزايد للطائرات المسيّرة البطيئة ومنخفضة التحليق مثل طائرة Geran-2 الروسية، وفق موقع Army Recognition.
الطائرة Zlin Z-137، التي صُنعت في تشيكوسلوفاكيا في الثمانينيات، كانت مخصصة في الأصل لعمليات الرش الزراعي على ارتفاعات منخفضة وسرعات بطيئة، وهي مواصفات تجعلها اليوم منصة مثالية لاعتراض الطائرات المسيّرة التي تحلّق بنفس النمط.
وتضم الطائرة تسليحاً يتكون من صاروخ R-73 تحت كل جناح، إلى جانب أسطوانتين داخليتين قد تكونان خزانات وقود أو بقايا من وظيفة الرش الأصلية.
مواصفات R-73
يُعتبر صاروخ R-73، المعروف لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) باسم AA-11 Archer، يتميز بقدرته على الاشتباك مع أهداف بزاوية تصل إلى ±75 درجة، ما يمنحه مرونة كبيرة في مواجهة الطائرات المسيّرة المناورة.
وقد استخدمته أوكرانيا سابقاً على مقاتلات MiG-29 وSu-27، كما تم دمجه مؤخراً في منصات أرضية وبحرية مرتجلة مثل نظام Gravehawk الصاروخي المحمول في حاويات، ومركبات Osa المعدّلة، والزورق المسيّر Sea Dragon.
ويُعد استخدام أوكرانيا لصواريخ R-73 على منصات إطلاق غير تقليدية جزءاً من نمط عملياتي أوسع نطاقاً بدأ منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وبينما لا تزال مقاتلات MiG-29 و Su-27 هي المستخدم الرئيسي للصاروخ، فقد تم دمجه بنجاح في أنظمة SAM المتنقلة وحتى الزوارق المسيّرة.
ويندرج تحويل طائرة Z-137 ضمن هذا السياق، حيث توفر هيكل طيران منخفض التكلفة لا يحتاج إلى مدارج طويلة، ويمكنه تنفيذ دوريات واعتراض الطائرات المسيّرة إعاقة أصول المقاتلات الأكثر تكلفة.
تجربة أميركية
ورغم أن هذا النهج أكثر تكلفة من أنظمة مكافحة المسيّرات المصممة خصيصاً مثل النظام الأميركي VAMPIRE، الذي يستخدم صواريخ موجهة بالليزر منخفضة التكلفة، إلا أن استخدام صواريخ R-73 الجاهزة يجعل التنفيذ أسرع.
ويعيد هذا التعديل التذكير ببرنامج القوات الجوية الأميركية OA-1K Skyraider II، المشتق من طائرة رش زراعية من طراز AT-802، لكن البرنامج الأميركي يركز على الهجمات الخفيفة والاستطلاع، وليس على مكافحة المسيّرات تحديداً.
عسكرياً، يُعد هذا التعديل إثباتاً لإمكانية دمج صواريخ عالية القيمة على منصات منخفضة التكلفة، وهو نموذج قد يلهم دولاً أخرى تواجه تهديدات مستمرة من الطائرات المسيّرة لكنها تفتقر إلى عدد كافٍ من المقاتلات.
وسواء دخلت هذه الطائرة الخدمة القتالية أو بقيت تجريبية، فإن المشروع يعكس نمطاً أوسع في استخدام صواريخ R-73 عبر المقاتلات والمنصات الأرضية والبحرية.
وسواء أُجريت عمليات قتالية في نهاية المطاف أو بقيت تجريبية، فإن المشروع يعكس نمطا أوسع نطاقاً لتكييف صواريخ R-73 للاستخدام في المقاتلات، والأنظمة الأرضية المُرتجلة، والزوارق المسيّرة.