تحدد الأهداف بالليزر لصالح F-35.. تعرف على مواصفات طائرة C100 الأميركية المسيرة

طائرة F-35 المقاتلة الأميركية وفي الإطار الطائرة المسيرة C100 - Armyrecognition.com
طائرة F-35 المقاتلة الأميركية وفي الإطار الطائرة المسيرة C100 - Armyrecognition.com
دبي-الشرق

أجرت شركة Performance Drone Works الأميركية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وأنظمة الطائرات المسيرة، عرضاً تجريبياً مع القوات الجوية الأميركية، يجمع بين طائرتها المسيرة C100 وطائرة F-35 A Lightning II.

تضمن العرض استخدام الطائرة رباعية المراوح لتسليط الضوء على الأهداف الأرضية باستخدام مُحدد ليزر، ما مكن المقاتلة الشبحية من إطلاق 4 قنابل من طراز GBU-12 Paveway II خاملة وتوجيهها بدقة، وفقاً لموقع Army Recognition.

وحسب المعلومات الصادرة عن الشركة، جرى تجهيز C100 بجهاز تحديد ليزر Leonardo STAG5 مثبت أسفلها. 

وحددت الطائرة المسيرة الأهداف على نطاقات تدريجية تبلغ 1000 و1500 و2000 متر، مع تسجيل التأثيرات المتتالية للذخائر.

وأظهرت لقطات مصورة، المقاتلة F-35A وهي تحلق فوق المنطقة بالاشتراك مع الطائرة رباعية المروحيات. 

وأشارت الشركة، في بيان، إلى أن النظام نجح في توجيه جميع القنابل إلى أهدافها المحددة.

ولم يعلق سلاح الجو الأميركي بعد على الاختبار، لكن الوصف الذي قدمته الشركة يشير إلى طريقة تسمح لوحدات التحكم في الهجوم الطرفي المشتركة (JTAC) بتحديد الأهداف من مسافة آمنة، ما يحد من حاجة طائرة F-35 إلى الطيران على ارتفاع منخفض أو تولي طائرات أخرى هذه الوظيفة.

تحول إدارة العمليات الجوية

ويُمثل استخدام الطائرات المسيرة التكتيكية لتوجيه ضربات المقاتلات تحولاً جذرياً في إدارة العمليات الجوية. 

ومن خلال نقل تحديد الأهداف إلى نظام مستقل، تُقلل القوات المسلحة الأميركية من الأخطار التي تُواجهها الفرق الأمامية، مُستفيدة في الوقت نفسه من خصائص التخفي التي تُميز الطائرات المقاتلة، والتي يُمكنها البقاء في المدى مع توجيه ضربات دقيقة.

ويشير هذا الجمع بين طائرة مسيرة منخفضة التكلفة نسبياً ومقاتلة من الجيل الخامس إلى مستقبل للقتال الجوي، يُشكله التفاعل الوثيق بين مختلف الطبقات التكنولوجية، جامعاً بين القوة النارية والمرونة التشغيلية.

ويختلف هذا الاختبار عن العمليات المشتركة السابقة، مثل التدريب الثنائي المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين، في يونيو 2024، إذ أطلقت طائرات F-35B ذخائر الهجوم المباشر المشترك GBU-32 على أهداف عائمة حددتها طائرات فلبينية مسيرة وطائرة C-130. 

وفي حالة طائرة C100، تمكنت الطائرة المسيرة من التحليق لمدة 35 دقيقة والبقاء على بُعد نحو 3 كيلومترات من مشغلها، ما يُظهر قدرتها على تحديد الأهداف تلقائياً من موقع آمن. 

وقنابل GBU-12 المستخدمة في التجربة مُشتقة من مجموعة Paveway II، التي تُحول قنبلة Mk 82 وزنها 500 رطل إلى ذخيرة مُوجهة بالليزر، بمدى يتجاوز 14 كيلومتراً.

وتندرج C100 ضمن فئة الطائرات المسيرة من المجموعة 2، وجرى اعتمادها بالفعل من الجيش الأميركي. 

تنوع الحمولات

وأعلن اللواء 173 المحمول جواً، قبل أيام، عزمه الحصول على 4 من هذه الأنظمة إلى جانب أسطول من طائرات FPV المسيرة المصممة خصيصاً. 

وعمل جنود اللواء على تطوير وإصلاح بعض المكونات بأنفسهم باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد واللحام، وصمموا قاذفات قنابل يدوية وأنظمة حمولة تتكيف مع C100 لمهام التسليم التكتيكية. 

وخلال مناورة Agile Spirit 25 متعددة الجنسيات، التي أجريت في جورجيا، في أوائل أغسطس، تم عرض الطائرة المسيرة أيضاً مع حمولات معيارية للإمدادات الطبية أو توصيل الذخيرة، ما يؤكد تنوعها.

ووفقاً لبيان صادر عن الجيش الأميركي، تتمتع C100 بقدرة تحمل تصل إلى 74 دقيقة ومدى 10 كيلومترات، ما يتيح لوحدات المناورة إجراء مهام الاستطلاع أو إعادة الإمداد خارج خط الرؤية، وهي ميزة رئيسية في البيئات الصعبة.

وصُممت طائرة C100 لتكون محمولة وقابلة للنشر من مركبة تكتيكية خفيفة، وتتميز بهيكل رباعي الدوارات قابل للطي، ويمكنها حمل أجهزة استشعار كهروضوئية متنوعة، وحمولات متفجرة صغيرة، أو العمل كحاملة طائرات مسيرة أصغر حجماً. 

وفي العرض التوضيحي مع طائرة F-35، أثبتت الطائرة المسيرة فعاليتها كأداة لتحديد الأهداف عن بُعد، ما سهل استخدام ميزات التخفي للمقاتلة في سيناريوهات الهجوم.

ومع ذلك، يؤدي الاعتماد المتزايد على روابط البيانات وأجهزة الاستشعار المدمجة في الأنظمة ذاتية التشغيل إلى إنشاء نقاط ضعف. 

ولا تزال الطائرات المسيرة، خاصة تلك التي تعمل على مسافات قصيرة ومتوسطة، عرضة للتشويش الإلكتروني والاختراقات السيبرانية التي قد تُعطل أو تُعيق وظيفة استهدافها. 

ربط الأنظمة

ويتطلب التطور المتزايد للحرب الإلكترونية ربط هذه الأنظمة شبكياً، مع توفير حلول احتياطية وتكرارية، للحفاظ على فعاليتها في البيئات المتنازع عليها. 

ويُمثل التعاون بين الطائرات المسيرة والمقاتلات خطوة نحو ساحة معركة أكثر ترابطاً، ولكنها تعتمد في الوقت نفسه على التحكم في الطيف الكهرومغناطيسي.

ويُظهر العرض التجريبي الذي أُجري في يوليو، كيف يُمكن لطائرة مسيرة تكتيكية خفيفة، مُصممة للعمل على مسافات قصيرة ومتوسطة، أن تُعزز مرونة الضربات الجوية مع تقليل المخاطر على المُشغلين المُتقدمين. 

ويُوضح التكامل بين طائرة C100 وطائرة F-35A تطور مفاهيم الحرب المُشتركة، إذ لم يعد تحديد الأهداف والتوجيه الدقيق مُقتصراً على المنصات المُأهولة، بل يُمكن تنفيذه بواسطة طائرات مسيرة مُدمجة ومُدمجة، تُنشر بالقرب من ساحة المعركة.

تصنيفات

قصص قد تهمك