مواجهات حرب أوكرانيا تدفع الصين لتصميم دبابة جديدة بمدفع أصغر

مركبة صينية أرضية مسيّّرة من طراز "VU-T10" في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء بمقاطعة قوانجدونج. 14 نوفمبر 2024 - Reuters
مركبة صينية أرضية مسيّّرة من طراز "VU-T10" في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء بمقاطعة قوانجدونج. 14 نوفمبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

بينما تتسارع سباقات التسلح حول العالم، تشهد الصين تحولاً لافتاً في تصميم دباباتها القتالية، إذ كشفت صور ولقطات فيديو مسرّبة، عن دبابة جديدة بمدفع أصغر حجماً بدلاً من المدفع القياسي عيار 125 ملم.

ويبدو أن هذا التعديل جاء استجابةً للواقع الجديد الذي يتوقع فيه أن تكون المواجهات المباشرة بين الدبابات نادرة وقليلة، تماماً كما هي الحال بساحة الحرب في أوكرانيا.

وأفادت مجلة Military Watch، بأن التوقعات تشير إلى أن الجيوش الحديثة ستعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجّهة المضادة للدبابات في مواجهة الدروع المعادية، حتى إنّ الجيش الروسي، على الرغم من افتقاره لصواريخ مضادة للدبابات ذات قدرات إطلاق وتدمير متطورة وقدرات هجومية من أعلى، نادراً ما يشتبك مع الدبابات الأوكرانية مباشرة بدباباته الخاصة. 

وبدلاً من ذلك، أصبح الاعتماد الأساسي على الدبابات في دعم المشاة ومواجهة قوات المشاة المعادية.

وتوقعت المجلة أن يؤدي تفوق الصين المتنامي في قدرات الحرب عبر الطائرات المسيّرة، إلى جانب تطورها في مجال الصواريخ المضادة للدبابات مثل HJ-10، إلى تقليل حاجة دبابتها الجديدة إلى الاشتباك المتكرر مع الدروع المعادية باستخدام المدفع الرئيسي.

ومع ذلك، تبقى هناك احتمالات كبيرة بأن يعزز التطور في ذخائر الاختراق الصينية الثقة في إمكانية تحقيق قدرة اختراق كافية حتى باستخدام مدفع بعيار 105 ملم.

تعزيز المناورة

المجلة أوضحت أن يتيح تصميم الدبابة بحجم أصغر ومدفع أخف، مستويات عالية من المناورة، فضلاً عن جعل المركبات أكثر سهولة في النقل جواً وبحراً، إذ يُرجّح أن تتمكن طائرة الشحن الاستراتيجي Y-20 من استيعاب دبابتين من الطراز الجديد، مقارنة بواحدة فقط من طراز Type 99 أو Type 96.

وتدمج دبابة القتال الرئيسية الصينية الجديدة شبكة كثيفة من الكاميرات على هيكلها، وأنظمة الرادار النشطة ذات المصفوفة الممسوحة إلكترونياً على برجها، ما يشير إلى أن تصميمها يركز على تحقيق درجة عالية من الوعي بالموقف الميداني.

ويُعتبر هذا أمراً حيوياً لتمكين المركبة من العمل بكفاءة كقوة مضاعفة منتشرة إلى الأمام لدعم الطائرات المسيّرة والمدفعية وأنواع أخرى من الأصول المساندة.

وعلى غرار الدبابة الروسية السابقة T-14، التي جرى الكشف عنها عام 2015 ولكنها عانت من تأخيرات شديدة بشكل خاص في التطوير، فإن المركبة الصينية الجديدة تضم طاقمها جنباً إلى جنب داخل الهيكل، ما يشير إلى تحقيق درجات عالية من الأتمتة.  

وربما يقلل هذا الترتيب الضغط على القائد، ما يسمح له بالعمل كمراقب للطائرات المسيرة أو في أدوار جديدة أخرى. 

ويبدو أن دبابة القتال الرئيسية الصينية الجديدة هي التصميم الأكثر حداثة وثورية على الإطلاق الذي وصل إلى مرحلة النموذج الأولي منذ مطلع القرن، ويسلط الضوء على قدرة قطاع الدفاع الصيني على التكيف مع الحقائق الجديدة بسرعة خاصة. 

تراجع دور الدبابات

وأظهرت دبابات القتال الرئيسية التقليدية القائمة على تصميمات حقبة الحرب الباردة ضعفاً كبيراً في أوكرانيا، حيث فُقد 87% من دبابات M1A1 Abrams التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا في غضون 16 شهراً من مشاركتها في الحرب، بينما تم إخراج غالبية دبابات Leopard 2 الموردة من جميع أنحاء أوروبا بسرعة أكبر.  

وبالمثل، أثبتت دبابة T-72B3 التي شكلت العمود الفقري لوحدات الدبابات في الجيش الروسي أنها معرضة للخطر للغاية خلال الأشهر الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا، ولا سيما للهجمات التي تشنها أنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للدبابات مثل javelin التي أرسلتها الولايات المتحدة.  

ورغم هذه الخسائر الفادحة، إلا أن عمليات التطوير التي أجرتها روسيا وأوكرانيا ودول في مختلف أنحاء العالم الغربي للتخفيف من نقاط الضعف، ظلت أقل جذرية بكثير من التغييرات التي أحدثتها المركبة الجديدة التي ابتكرتها الصين، ما يثير احتمال أن تمر عدة سنوات قبل أن تتمكن دول أخرى من التكيف على نحو مماثل. 

تصنيفات

قصص قد تهمك