البحرية البريطانية تدشن الغواصة النووية السادسة من فئة AStute

صورة غير مؤرخة لغواصة نووية من فئة Astute تحمل اسم HMS Agamemnon تابعة للبحرية البريطانية - British Navy
صورة غير مؤرخة لغواصة نووية من فئة Astute تحمل اسم HMS Agamemnon تابعة للبحرية البريطانية - British Navy
دبي -الشرق

دشنت البحرية البريطانية الغواصة النووية السادسة من فئة Astute، تحت مسمى HMS Agamemnon، في حوض بناء السفن التابع لشركة BAE Systems في مدينة بارو إن فورنيس، خلال حفل حضره نحو 500 شخص وترأسه الملك تشارلز الثالث.

في اليوم ذاته، تم قطع أول لوح فولاذي للغواصة HMS King George VI، وهي الرابعة ضمن فئة Dreadnought، ما يعكس التطوير المتوازي رئيسيين للغواصات في بارو، وفقاً لموقع Army Recognition.

وكانت أعمال بناء الغواصة Agamemnon قد بدأت في يوليو 2013، وتم تسميتها رسمياً في أبريل 2024، قبل أن تُخرج من قاعة "ديفونشاير دوك" (Devonshire Dock Hall) في 2 أكتوبر 2024 تلاه الإطلاق في اليوم التالي.

ويُعد تدشينها في سبتمبر 2025 تتويجاً لأكثر من 12 عاماً من العمل، رغم تأثر الجدول الزمني بعوامل عدة، منها تداعيات جائحة فيروس كورونا، وتخصيص الموارد لبرنامج Dreadnought، وتعقيدات تصميم Astute.

التدشين يمثّل خطوة أولى نحو الجاهزية التشغيلية، إذ ستبقى HMS Agamemnon في بارو لإجراء اختبارات نهائية تشمل تجارب الأحواض وتكامل الأنظمة، قبل بدء التجارب البحرية ونقلها لاحقاً إلى قاعدة كلايد البحرية الملكية البريطانية (HMNB Clyde).

وتحمل الغواصة اسم Agamemnon استمراراً لتقليد بحري يعود إلى القرن الثامن عشر، وتضم لوحة شرف مصنوعة من خشب البلوط المأخوذ من سفينة سابقة تحمل الاسم ذاته، في إشارة إلى تاريخها القتالي.

اقرأ أيضاً

سباق الغواصات النووية.. إمكانيات ضخمة وخطر محدق

اليوم تتنافس القوى العظمي على تطوير غواصات نووية تستطيع الغوص لعقود. التقرير يكشف كيف تعمل؟ وما خطرها الحقيقي؟ كما يروي أيضاً قصة انفجار الغواصة الروسية كورسك.

مواصفات الغواصة النووية

تُعد HMS Agamemnon الغواصة السادسة من فئة Astute، الذي يشمل 7 غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية، وهي الوحدة قبل الأخيرة في السلسلة.

يبلغ طول الغواصة نحو 97 متراً، وتزن 7400 طن، وتعمل بمفاعل PWR2 من إنتاج "رولز رويس" (Rolls-Royce)، مزود بدفع نفاث، ويكفي لتشغيل الغواصة طوال عمرها دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود.

وتُحدد مدة التشغيل بحسب المؤن والطاقم، وتصل عادة إلى 90 يوماً، وتضم منظومة القتال مجموعة "سونار 2076" من شركة "تاليس" Thales، وصواري CM010 البصرية، إلى جانب أجهزة استشعار أخرى.

وتحتوي على ستة أنابيب طوربيد عيار 533 ملم، مع قدرة تخزين تصل إلى 38 سلاحاً، تشمل طوربيدات "سبييرفيش" (Spearfish) الثقيلة، وصواريخ كروز "توماهوك" (Tomahawk) للهجوم البري، التي توفر مدى هجوم يصل إلى نحو 1000 ميل.

وأعلنت البحرية الملكية أن صاروخ Tomahawk Block 5 سيدخل الخدمة ليحل مكان النسخ السابقة، مع تحسينات في الاتصال والتوجيه أثناء الطيران. ويبلغ عدد أفراد الطاقم نحو 98، مع إمكانية استيعاب عناصر إضافية.

مهام الهجوم والتأمين

تضطلع غواصات Astute، ومنها Agamemnon، بمهام تشمل مرافقة قوات الردع في البحر، ودعم مجموعة حاملات الطائرات، وتأمين البنية التحتية تحت الماء، وجمع المعلومات الاستخباراتية، ونشر قوات العمليات الخاصة من منصة غاطسة.

وتتيح الطوربيدات والصواريخ المجنحة تنفيذ مهام منع الوصول والهجوم البري، فيما توفر أنظمة الاستشعار قدرات الكشف والتتبع في البيئة تحت الماء.

وتنضم Agamemnon إلى أسطول البحرية البريطانية في وقت تأثّر بغياب الغواصات بسبب جداول الصيانة والإصلاحات الممتدة.

وفي وقت سابق من العام الجاري، عملت مجموعة حاملة الطائرات HMS Prince of Wales في المحيط الهادئ دون مرافقة غواصة، بعد عودة HMS Anson إلى قاعدة Clyde، بينما أفادت تقارير بتوقف HMS Ambush وHMS Artful لفترات طويلة.

ومن المتوقع أن تسهم Agamemnon في زيادة توافر الغواصات من خلال زيادة المرونة مع تناوب المنصات من خلال التحديثات والصيانة.

تمثّل فئة Astute الجيل الحالي من الغواصات الهجومية النووية البريطانية، وقد حلت محل فئة Trafalgar.

وتتميز كل غواصة بمفاعل PWR2، ودفع نفاث، ومصفوفات سونار مدمجة، واستخدام صواري بصرية بدلاً من المناظير التقليدية. ويشمل البرنامج 7 غواصات، تم تدشين 6 منها، فيما لا تزال الأخيرة قيد الإنشاء.

وكان من المقرر في الأصل تسمية الغواصة الأخيرة باسم Agincourt لكن أعيدت تسميتها إلى HMS Achilles، ومن المتوقع دخولها الخدمة بين عامي 2028 و2029. 

وتشير مصادر مفتوحة إلى أن تكلفة Agamemnon بلغت نحو 1.533 مليار جنيه إسترليني، ما يضعها في النطاق المتوسط من حيث الإنفاق ضمن الفئة.

 

وقد واجه البرنامج صعوبات مبكرة في التصميم والبناء تطلبت خبرة خارجية، خصوصاً في التصميم ثلاثي الأبعاد بمساعدة الكمبيوتر والتجهيز العمودي، ولكن استقرت عملية البناء لاحقاً.

 ويأتي وصول Agamemnon في مرحلة ختامية من دورة بناء Astute، بينما تتسارع التحضيرات للغواصات المستقبلية.

واستُخدم حفل التدشين لتسليط الضوء على استمرارية برامج الغواصات البريطانية في بارو، لا سيما التقدم المتوازي لعمليات لأعمال Astute وDreadnought.

وبدأ أول قطع فولاذي لسفينة HMS King George VI مؤخرا لتصنيع الغواصة الرابعة من فئة Dreadnought، والتي ستحل محل فئة Vanguard في أوائل العقد المقبل، للحفاظ على الردع النووي البريطاني في إطار عملية "ريليسلس" (Relentless).

ومنح صفة "ميناء ملكي" لمدينة بارو اعترافاً بأكثر من قرن في بناء الغواصات في المدينة، وتأكيداً على دورها المحوري في دعم قطاع الدفاع النووي.

وتشير أرقام عام 2024 إلى وجود أكثر من 13 ألفاً و500 وظيفة مرتبطة بقطاع الدفاع النووي في بارو، مع توقعات بنمو إضافي مع انتهاء بناء Astute وتسارع أعمال Dreadnought. ويضمن هذا الإطار الصناعي استمرارية المهارات والبنية التحتية مع انتقال المملكة المتحدة من جيل غواصات إلى آخر.

وتحتل الغواصة HMS Agamemnon موقعاً انتقالياً بين فئة Astute وبديلها المخطط له، وتشير البيانات المرتبطة بمراجعة الدفاع الاستراتيجي إلى زيادة عدد الغواصات البريطانية، خلال العقد المقبل.

ويهدف برنامج SSN-AUKUS إلى تقديم تصميم جديد لغواصة هجومية لتحل محل فئة Astute بدءاً من أواخر العقد المقبل فصاعداً.

وتعزز Agamemnon قوة الغواصات الهجومية، مما يوفر دعماً إضافياً لقوة الردع، ودعم مجموعة حاملة الطائرات، وأمن البنية التحتية تحت الماء، والعمليات الحليفة.

وعلى المدى الطويل، يمثّل التشغيل إحدى الخطوات الأخيرة في برنامج Astute قبل الانتقال إلى SSN-AUKUS، مما يربط القدرات الحالية بهيكل الأسطول الاستراتيجي المخطط له للعقد المقبل.

تصنيفات

قصص قد تهمك