ألمانيا تنفق 26.5 مليار يورو على ملابس الجنود والمركبات المدرعة

جنود في موقع تدريب بقاعدة الجيش الألماني (البوندسفير) بمدينة كليتس في ألمانيا. 23 فبراير 2024 - Reuters
جنود في موقع تدريب بقاعدة الجيش الألماني (البوندسفير) بمدينة كليتس في ألمانيا. 23 فبراير 2024 - Reuters
برلين - دبي -رويترزالشرق

كشفت وثيقة صادرة عن وزارة المالية الألمانية أن برلين تعتزم تخصيص ما يقرب من 19 مليار يورو (22.16 مليار دولار) لتزويد الجنود بملابس ومعدات شخصية جديدة في السنوات المقبلة، بالإضافة إلى 7.5 مليار يورو لشراء مركبات مدرعة جديدة بعجلات.

وتبرر الحكومة مشروع تجهيز القوات، الذي تمتد نفقاته حتى عام 2034، بهدفها الطموح المتمثل في تجنيد 460 ألف جندي بحلول منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، بدلاً من حوالي 280 ألفاً يشكلون قوام الجيش الألماني حالياً.

ووفقاً لوثائق ميزانية الوزارة التي اطلعت عليها "رويترز"، الثلاثاء، ستخصص ألمانيا أيضا حوالي 7.5 مليار يورو حتى عام 2037 لشراء مركبات مدرعة جديدة بعجلات.

الإنفاق الدفاعي لألمانيا

وتسرف ألمانيا في الإنفاق على المشتريات الدفاعية منذ أن حصل المستشار فريدريش ميرتس على الدعم اللازم لإعفاء هذا الإنفاق من حدود الديون، وبناء الجيش غير المجهز تجهيزاً كافياً في مسعى لتحمل مسؤولية أكبر عن الأمن الأوروبي.

ومن المقرر أن يبلغ إجمالي إنفاق ألمانيا على الدفاع في عام 2026، مما يشمل الصناديق الخاصة، حوالي 117.2 مليار يورو لتصل حصتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى حوالي 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي.

تأتي هذه الميزانية ترجمة لمساعي حكومية حثيثة تعتزم تعزيز قدرات الجيش الألماني ليصبح "أقوى جيش تقليدي في أوروبا"، بنص تعبير المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمام البرلمان (البوندستاج)، في مايو.

تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية

وتتزامن الجهود الألمانية في المجال الدفاعي مع سعي دول أوروبية أخرى لتعزيز قدراتها العسكرية كبريطانيا؛ التي أعلن رئيس وزرائها كير ستارمر، في وقت سابق، عن النية لبناء 12 غواصة بحرية نووية في السنوات المقبلة من قبيل الردع أيضاً.

وتراجعت قدرات الجيش الألماني الدفاعية وقدرته على الردع على مدى السنين، على خلفية يقين الحكومات الألمانية المتعاقبة، خاصة في ظل حكم المستشارة التاريخية أنجيلا ميركل، بأن نهاية الحرب الباردة تعني اختفاء الأعداء، وسلاماً شبه دائم في القارة الأوروبية.

وانسجاماً مع هذه الرؤية تم إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية في ألمانيا عام 2011.

ألمانيا بعد حرب أوكرانيا

لكن المتغيرات التي تلت هذه الحقبة، وفي مقدمتها الحرب في أوكرانيا، أعادت الألمان إلى دورة التسليح، فبعد أن وصف مفتش الجيش البري الألماني، ألفونس مايس، عشية الحرب في أوكرانيا عام 2022 جيشه بـ"العاري نسبياً"، برز سعي الألمان واضحاً نحو التحول إلى قوة ضاربة في المستقبل.

وبعد ثلاثة أيام فقط من بدء روسيا حربها في أوكرانيا في فبراير 2022، استخدم المستشار الألماني السابق أولاف شولتز مصطلح تحول الأزمنة Zeitenwende، الذي درج استخدامه دولياً في الأثناء للتعبير عن تعرض المنظومة الأمنية الأوروبية والحدود المتعارف عليها دولياً للتهديد على يد روسيا.

وانطلاقاً من هذه القناعة، صادق البوندستاج، وقتها، على صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو، لتعزيز القدرات العسكرية الألمانية، ثم جاء ميرتس ليكمل طريق سلفه شولتز لتعزيز الجيش الألماني، ليصبح "الجيش التقليدي الأقوى في أوروبا".

وفي تصريحات سابقة، قال المفتش العام للجيش الألماني، كارستن بروير، إن "كل خطط رفع قدرات الجيش الألماني والإصلاحات الهيكلية تضع لنفسها سقفاً زمنياً أقصى هو عام 2029"، مشيراً إلى أنه بحلول ذلك العام، "يتوجب أن يكون الجيش الألماني مستعداً لمواجهة أي تهديد".

تصنيفات

قصص قد تهمك