تنافست مقاتلة من طراز F-35 من إنتاج شركة "لوكهيد مارتن" Lockheed Martin الأميركية، ومقاتلة من طراز Su-57E من إنتاج شركة "يونايتد إيركرافت" United Aircraft الروسية، الاثنين، في عرض جوي نادر خلال معرض دبي للطيران بالإمارات.
كانت مقاتلة F-35 أول من ظهرت في سماء دبي، وحلقت فوق مطار آل مكتوم الدولي، حيث قدمت عرضاً جوياً لمدة 8 دقائق، ظهر الاثنين، تلتها المقاتلة الروسية بعد نحو 90 دقيقة، وفق "بلومبرغ".
تُعد عروض الطائرات عنصراً أساسياً في العروض الجوية، حيث تستعرض شركات "إيرباص"، و"بوينج" وغيرها من شركات الدفاع أحدث معداتها.
وذكرت "بلومبرغ"، أن دولة الإمارات كانت قد سعت سابقاً لشراء مقاتلات F-35، لكنها علّقت المفاوضات في عام 2021 بسبب مطالب أميركية بوقف استخدام معدات شركة "هواوي" الصينية في شبكتها للاتصالات، واتخاذ خطوات أخرى للابتعاد عن الصين.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستبيع طائرات F-35 إلى السعودية.
وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي التي تشغل طائرات F-35 الشبحية، والتي قد تصل تكلفة الواحدة منها إلى نحو 100 مليون دولار.
أما Su-57E فلم تُبع للتصدير بعد، ولم يُكشف علناً عن تكلفة الوحدة. وتعرض الشركة إمكانية الإنتاج المحلي للعملاء الأجانب، وستشمل الصفقات نقل التكنولوجيا، وفق بيان صادر عن الشركة الروسية. ولا يُعرف الكثير عن أداء طائرة Su-57E ذات المحركين، ما يجعل من الصعب على الدول المهتمة تقييمها.
والطائرات الشبحية أكثر تعقيداً وتكلفة في التشغيل من المقاتلات العادية، ما دفع بعض الدول إلى التركيز على تعزيز ترساناتها بتلك الطرازات الأقل تطوراً بدلاً من شراء عدد قليل من الطائرات الشبحية.
ومع وجود الولايات المتحدة وروسيا على جانبين متقابلين في حرب أوكرانيا، فمن النادر أن تظهر شركات تصنيع الطائرات في نفس المكان. كانت المرة الأولى التي ظهرت فيها هذه الطائرات في معرض الهند الجوي 2025 في فبراير الماضي.
F-35.. الأكثر تطوراً في العالم
وتُعتبر طائرة F-35، المُصممة بتقنية التخفي التي تُمكنها من التهرب من الرادارات، أكثر الطائرات المقاتلة تطوراً في العالم.
وتصف شركة Lockheed Martin المصنعة، الطائرة المقاتلة F-35 بأنها "الأكثر فتكاً وبقاء واتصالاً" في العالم، مما يمنح الطيارين ميزة ضد أي خصم، ويُمكنهم من تنفيذ مهامهم والعودة سالمين.
وتُعد طائرة F-35 بالغة الأهمية للحفاظ على الهيمنة الجوية لعقود مقبلة. ويُقدم فريق المقاتلة قدرات دعم متكاملة لضمان جاهزية الطائرة للمهام، في أي وقت وفي أي مكان. وتوجد 3 فئات من طائرة الجيل الخامس الأميركية الصنع: F-35A وF-35B، وF-35C.
وصممت طائرة F-35A للعمل من المدرجات التقليدية، وهي الطراز الأكثر شيوعاً الذي تستخدمه القوات الجوية الأميركية ومعظم العملاء من حلفاء واشنطن الدوليين.
وتهبط طائرة F-35B عمودياً كطائرة مروحية، ويمكنها الإقلاع لمسافات قصيرة جداً، مما يسمح لها بالعمل من قواعد ميدانية قصيرة وصعبة، ومن مجموعة من السفن القادرة على الإقلاع والهبوط.
وتُشغل طائرة F-35B كل من مشاة البحرية الأميركية، وبريطانيا، والقوات الجوية الإيطالية، بينما صُمم طراز F-35C، للعمليات من على متن حاملات الطائرات، وتشغلها البحرية الأميركية، وتعتبر أول مقاتلة شبحية في العالم بعيدة المدى من الجيل الخامس.
قدرات المقاتلة Su-57E الروسية
عرضت روسيا نسخة مخصصة للتصدير من مقاتلة الجيل الخامس Su-57E في المعرض، في أول ظهور علني للطائرة الشبحية بالشرق الأوسط، ما يشير إلى سعي موسكو لتصبح منافساً رئيسياً في سوق المقاتلات الشبحية العالمية.
ونقل موقع Army Recognition، عن محللين عسكريين لم تسمهم قولهم إن روسيا تهدف إلى تقديم Su-57E كخيار من الجيل الخامس موفر للتكاليف، مع أن القدرة الإنتاجية طويلة الأمد، ودعم الاستدامة لا يزالا محل تساؤلات رئيسية للمشغلين الإقليميين.
وشهد العرض الثابت للطائرة استعراضاً نادراً لحجيرات الأسلحة الداخلية، المحملة بالذخائر الجوية والأرضية، والمضادة للإشعاع، ما يبرز فلسفة النقل الداخلي التي تركز على التخفي، والتي تعد جوهر متطلبات القتال من الجيل الخامس.
وتشير استراتيجية ثنائية الأبعاد أيضاً إلى ثقة روسيا في النضج التكنولوجي لطائرة Su-57E، ما يدل على أن موسكو مستعدة لتسويق المنصة ليس فقط كمشروع تطوير مكثف للنماذج الأولية، ولكن كنظام جاهز للتصدير بالكامل، ومصمم لتحدي روايات الجيل الخامس الغربية.
ومع ذلك، كان عامل الجذب الرئيسي داخل الجناح الروسي هو نموذج Su-57E المصنوع بدقة، والذي يتميز بفوهات مسطحة 2D TVC جرى تطويرها حديثاً لمحرك AL-51F-1، والمصمم للتواصل بصرياً مع الفوائد الخفية، والديناميكية الهوائية لنظام الدفع المحدث.
وتصل سرعة الطائرة إلى 2+ ماخ، وهي مصممة للقتال الجوي القريب، مقارنة بطائرة F-35 التي تعطي الأولوية للتخفي، ودمج أجهزة الاستشعار.
ويلعب محرك AL-51F-1، دوراً حاسماً في تحويل Su-57E إلى منصة تصدير من الجيل التالي من خلال دمج الدفع العالي، والمدى المحسن، والتوقيع بالأشعة تحت الحمراء المخفضة، وقدرة TVC المتقدمة المصممة للقتال الجوي المتطور في المستقبل.
ويشبه تكوين الفوهة المسطحة ترتيب فوهة F119 في طائرة F-22 Raptor، ولكنه مصمم بشكل فريد لجسم طائرة Su-57 المختلط، مع الاحتفاظ بالخطوط الديناميكية الهوائية السلسة للطائرة، دون حاجة إلى إعادة هيكلة هيكل الطائرة بشكل كبير.
وتوفر قنوات التهوية المعروضة في نموذج SU-57E تدفق هواء التبريد فوق مكونات العادم، ما يقلل من توقيع الأشعة تحت الحمراء للطائرة، ويعقد الكشف بواسطة أنظمة IRST التي تستخدمها المقاتلات الصينية والأميركية والهندية بشكل متزايد.
وتوجد مجموعة أجهزة الاستشعار الخاصة بـ Su-57E حول بنية الرادار N036 Byelka AESA التي تتميز بأكثر من 1500 وحدة T/R نشطة، ما يوفر نطاقات اكتشاف تصل إلى 400 كيلومتر، وتغطية كاملة بزاوية 360 درجة عبر صفائف مثبتة على الجانب.
ومع قدرة حمولة داخلية تتجاوز 5500 كيلجرام، ونصف قطر قتالي يتجاوز 1500 كيلومتر، يمكن للطائرة Su-57E تنفيذ مهام الضربة العميقة، وأدوار الحظر البحري، وعمليات الهيمنة الجوية بعيدة المدى دون مساس بالقدرة على التخفي.
