الجيش الأميركي يسعى لإنتاج 30 ألف قذيفة عنقودية سنوياً

جنود أميركيون يحملون ذخائر عنقودية خلال تدريب ميداني. 7 يوليو 2023 - AFP
جنود أميركيون يحملون ذخائر عنقودية خلال تدريب ميداني. 7 يوليو 2023 - AFP
دبي-الشرق

يبحث الجيش الأميركي التعاقد مع شركات قادرة على تصنيع ما يصل إلى 30 ألف قذيفة سنوياً من القذيفة العنقودية الجديدة XM1208 عيار 155 ملم.

وتنتج الولايات المتحدة حالياً نحو 40 ألف قذيفة مدفعية شهرياً، في وقت تكافح فيه واشنطن وأوروبا لزيادة إنتاج ذخائر مدافع "هاوتزر" استجابة لواقع الحرب في أوكرانيا.

وأوضح موقع Defense News، أن القذيفة XM1208 تحمل 9 ذخائر فرعية متطورة من طراز M99، والتي صُمّمت للإطلاق من مدفعَي M109A6/7 Paladin وM777A2، ويمكن أن تصل إلى مدى أقصى يُقدّر بنحو 14 ميلاً.

وأشار تقييم الأسواق الذي أُجري في 20 نوفمبر الجاري، إلى أن تصنيع XM1208 يمكن بواسطة عدة شركات.

وقال الجيش الأميركي إن "الشركات التي تحصل على موافقة التصنيع يجب أن تتضمن الحد الأدنى من معايير الاستدامة والحد الأقصى لقدراتها".

ووفقاً لتقرير صادر عن المكتب التنفيذي للبرنامج المشترك للأسلحة والذخيرة التابع للجيش الأميركي، فإن "الذخائر تُطلق في وقت محدد مسبقاً أثناء الطيران باستخدام فتيل التوقيت الإلكتروني M762/A1، وتُسلح أثناء سقوطها، وتُوجّه عبر مثبت شريطي، وتُطلق نحو 1200 شظية تنجستن مُشكلة مسبقاً على ارتفاع حوالي متر ونصف فوق منطقة الهدف".

وإذا فشل فتيل القرب الموجود على الذخيرة الفرعية، فهناك 4 بدائل، هي التفجير عند الاصطدام، والطاقة الحرارية العالية، وفتيلان إلكترونيان.

وتعتبر عملية حدوث التفجير، أو عدم حدوثه، الدافع وراء ظهور الجيل التالي من القذائف العنقودية مثل XM1208، في ظل السعي للتقليل من الحوادث الجانبية اللاحقة للمدنيين إذا لم تنفجر الذخيرة.

عدم انتهاك المعاهدات الدولية

ويحاول الجيش الأميركي التوفيق بين تصنيع قذائف مدفعية قادرة على إطلاق ذخائر فرعية متعددة، ولكن دون انتهاك المعاهدات الدولية التي تحظر الأسلحة العنقودية.

ويعود تاريخ الأسلحة العنقودية عندما استخدمها سلاح الجو الألماني في الحرب العالمية الثانية بشكل مخالف للقوانين الدولية، لأن استخدام قنبلة واحدة لإطلاق عدد كبير من القنابل الصغيرة يزيد من احتمالات إصابة المدنيين، خاصة في المناطق التي يصعب فيها تحديد موقع الأهداف بدقة.

وفي الماضي، لجأ الجيش الأميركي إلى الذخيرة التقليدية المحسنة ثنائية الغرض DPICM، لمواجهة هجوم محتمل من القوات السوفيتية.

واحتوت الذخائر على عدد كبير من الذخائر الصغيرة المضادة للدبابات والأفراد بحجم القنابل اليدوية، تتراوح بين 72 قنبلة صغيرة في قذيفة هاوتزر M864 عيار 155 ملم، و644 قنبلة صغيرة في قذيفة M26 التي يطلقها نظام إطلاق الصواريخ المتعدد M270.

وكانت مشكلة هذه الذخائر أن معدل فشلها يتراوح بين 2 إلى 14%، ما يشير إلى أن ساحات القتال ربما تمتلئ بقنابل صغيرة غير منفجرة، يمكن أن تتسبب في قتل المدنيين.

وفي عام 2008، أصدرت وزارة الدفاع الأميركية قراراً يقضي بأن لا يتجاوز معدل الفشل في الذخائر العنقودية 1%، إلا أنه تم إلغاء هذه السياسة في عام 2017.

ويخطط الجيش الأميركي الآن لاستبدال الذخائر التقليدية المُطلقة بالمدافع DPICM بذخيرة التأثير الميداني المُطلقة بالمدافع C-DAEM.

ويتضمن البرنامج قذيفة XM1180 لإطلاق قنابل مضادة للدروع، وقذيفة XM1208 لإطلاق ذخائر عنقودية صغيرة تستهدف الأفراد والمركبات الخفيفة.

قدرة قتل ضد أهداف كثيرة

وأعلن الجيش الأميركي بعد اختبار ناجح لنظام XM1180 في مارس 2024 أن "الأهداف تشمل توفير قدرة قتل ضد مجموعة واسعة من الأهداف غير المؤكدة، وتوسيع النطاق والفعالية ضد نيران المدفعية المضادة، وتوفير حل موثوق يمكن تشغيله في بيئات متنازع عليها مع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مع التخفيف من خطر الضرر الناجم عن الذخائر غير المنفجرة".

ويرجح أن يحتفظ الجيش الأميركي بذخيرة DPICM حتى مع نشر الأسلحة العنقودية من الجيل التالي.

وصرح مارك كانسيان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، لموقع Defense News بأن "الجيش الأميركي أكد باستمرار فعالية ذخائر DPICM ويجب الاحتفاظ بها في المخزون للاستخدام في حالات الطوارئ". 

وأضاف أنه "من غير المرجح أن يتغير هذا، لأنه تقدير قائم على بيانات الاختبار والخبرة العملياتية".

وأضاف كانسيان: "تكمن المشكلة الرئيسية في ذخيرة ICM في خفض معدل الذخائر غير المتفجرة إلى أقل من 1% بتكلفة مالية ووزنية مقبولة". 

وتابع: "نجحت المحاولات السابقة في خفض معدل الذخائر غير المتفجرة، ولكن ليس إلى أقل من 1%، لذا فإن جهود الجيش مستمرة".

تصنيفات

قصص قد تهمك