تكهنات باستيلاء روسيا على المدرعة في أوكرانيا وتسليمها لبكين

الصين تقلد المدرعة الألمانية Boxer وتوقعات بتصديرها بسعر أقل

صورة غير مؤرخة للمدرعة الألمانية Boxer - Nationalinterest.org
صورة غير مؤرخة للمدرعة الألمانية Boxer - Nationalinterest.org
دبي-الشرق

أصبحت الصين قوة عظمى في مجال التكنولوجيا المتقدمة، تنافس حتى الولايات المتحدة في مجالات تكنولوجية رئيسية، وهو الصعود الذي تحقق إلى حد كبير اعتماداً على "استنساخ التقنيات والقدرات" الأميركية والأوروبية.

وأشارت مجلة The National Interest، إلا أنه رغم الطفرة في الابتكار والإنتاج المحليين، إلا أن الصين لا تزال تميل أحياناً إلى نسخ التقنيات والمنصات الغربية حرفياً، موضحة أن هذا هو بالضبط ما فعلته مؤخراً مع مركبة Boxer الألمانية متعددة المهام المدرعة، بعدما تمكنت بكين من تصنيع ناقلة جنود مدرعة تشبه تماماً مركبة Boxer، بتصميم هيكل على شكل حرف V، وبنية معيارية، ومقصورة قيادة مدرعة. 

وتأكد ذلك من خلال صور للمركبة أثناء اختبارها في منطقة باوتو الصناعية الصينية، وتُشير التكهنات إلى أن هذا النموذج الألماني المقلد، بعد نجاح اختباره، سيُستخدم كنموذج للتصدير.

ويمكن للمنصة الصينية أن تُستخدم كمنصة اختبار معيارية لأنظمة الأبراج والأسلحة المتوافقة مع طرازات Boxer التي يستخدمها عملاء دوليون.

واعتبرت المجلة الأميركية، أن نسخة Boxer الصينية مثال على محاولة بكين اللحاق بمنافسيها الغربيين الأكثر تكلفة، ومحاولة السيطرة على السوق بمنتجات "مقلدة رخيصة" للنظام الألماني. 

ومن خلال جعل هذا النظام ومكوناته مطابقة للنظام الألماني، يأمل صناع الأسلحة في بكين المنافسة على حصة سوقية حصرية في الشرق الأوسط، من خلال تقديم منتج مماثل بأسعار أرخص بكثير.

ويُعد التصميم الخارجي للمركبة، بما في ذلك تصميم الهيكل على شكل حرف V، صورة طبق الأصل للنظام الألماني، إلا أنه وبغض النظر عن هذه التشابهات السطحية بين ناقلة الجنود المدرعة الصينية غير المسماة والمركبة الألمانية Boxer، لا يُعرف الكثير عن تفاصيل تصميم المنصة الصينية.

وهناك نقص ملحوظ في العلامات أو شعارات الشركات على النظام الصيني، ما يعني أن المركبة لا تزال تجريبية، وربما لا تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج الضخم من التطوير.

مواصفات مركبة Boxer (A2/A3)

ظهرت المركبة Boxer الألمانية عام 2011، ووصل عدد وحداتها المصنعة أكثر من 1866، ويبلغ طول المركبة نحو 8 أمتار، ووزن إجمالي جاهز للقتال نحو 36.5 طن، ونظام تعليق مزدوج.

وتعمل المركبة الألمانية بمحرك MTU 8V199 TE20 القادر على توليد 720 حصان، والوصول إلى سرعة قصوى 103 كيلومترات في الساعة على الطرق الممهدة، بمدى نحو 650 كيلومتراً.

ويمكن تسليح المركبة الألمانية Boxer بمدفع رشاش عيار 12.7 مليمتر/7.62 ملليمتر، ومدفع عيار 30 ملليمتراً، وقذائف هاون، وقاذفات صواريخ.

ويضم الطاقم عادة بين 2 و7 أفراد حسب الطراز. 

ويرجح أن روسيا تشارك الصين معدات حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي استولت عليها. ولا يزال لغزاً كيف تمكن الصينيون من نسخ التصميم المعياري لمركبة Boxer الألمانية المدرعة بدقة متناهية، فلا توجد سجلات لعمليات شراء رسمية لهذه المركبة الألمانية الصنع بواسطة بكين.

"مشكلة خطيرة" لألمانيا

أكدت برلين، في يناير الماضي، تسليم 9 مركبات قتال مشاة من طراز Boxer RCT30، "مجهزة بمركز توجيه نيران متنقل، إلى أوكرانيا". 

وكان من المقرر أن تستخدم أوكرانيا هذه المركبات في أدوار متخصصة للغاية، تشمل القيادة والسيطرة، بالإضافة إلى عمليات مكافحة الطائرات المسيرة البرية.

وتتسم التقارير الإعلامية خلال الشهور الماضية بشأن وضع ناقلات الجنود المدرعة التسع بالغموض.

ويحتمل أن تكون القوات الروسية استولت على بعض هذه المركبات الألمانية الصنع، خلال المعارك على جبهة أوكرانيا. 

 

وكما هي الحال مع الكثير من المعدات التي قدمها حلف "الناتو" واستولت عليها القوات الروسية، فمن المحتمل أن تكون مركبات Boxer التي جرى الاستيلاء عليها أُعيدت إلى روسيا، إذ تم توزيعها أو بيعها لشركات تصنيع الدفاع الصينية، التي بدأت بدورها استنساخها في منطقة باوتو الصناعية في مقاطعة منغوليا الداخلية. 

ويبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحاً لنسخ الصين تصميم المركبة الألمانية، هو أن طرفاً ثالثاً شارك النظام معها. 

وربما كان هذا الطرف الثالث هو روسيا، المتحالفة مع الصين، والتي تسعى جاهدة للاطلاع على تفاصيل أنظمة حلف "الناتو". 

وبغض النظر عن كيفية تمكن الصين من الحصول على ناقلة جند مدرعة ألمانية متطورة، فإن الحقيقة هي أن الصينيين قاموا بنسخها وسيستخدمون الآن نسخهم من Boxer لخفض تكلفة المركبة ومعداتها الداعمة. 

وسيضر هذا بدوره بالميزة التنافسية لألمانيا في سوق تصدير الأسلحة العالمية لهذا النظام تحديداً، ما يمنح ميزة لمصنعي الدفاع الصينيين.

تصنيفات

قصص قد تهمك