قيادة "مستقبل الجيش" بدأت تجني الثمار بعد 5 سنوات من تأسيسها

كيف يخطط الجيش الأميركي لما بعد عام 2030؟

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث مع عدد من أفراد الجيش الأميركي - 2 نوفمبر 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث مع عدد من أفراد الجيش الأميركي - 2 نوفمبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أنشأ الجيش الأميركي قبل 5 سنوات قيادة جديدة من فئة 4 نجوم، أطلق عليها "قيادة مستقبل الجيش"، ورصد لها ميزانية بمليارات الدولارات، وهي وحدة مصممة لتحديث الجيش، ولضمان إعداد الجنود بشكل أفضل لحروب الجيل القادم. 

ووفقاً لموقع "defensenews"، تحصد الآن القيادة ثمارها، إذ بدأ الجيش في تسليم مركبات قتالية جديدة للجنود، وسيقوم قريباً بنشر صواريخ طويلة المدى، كما اختارت شركة لصناعة طائراتها الهجومية بعيدة المدى. 

وخلال العام الماضي، واجهت القيادة حالة من عدم اليقين، إذ كافح الجيش لإيجاد من يحل محل قائد هذه الوحدة الذي شغله بديل مؤقتاً من نهاية 2021 حتى أكتوبر 2022.

وفي الوقت نفسه، عملت وزيرة الجيش الأميركي كريستين وورموث على تحديد الأدوار والمسؤوليات للقيادة الجديدة، والتي قال البعض إنها "جردت الوحدة من بعض السلطات". 

وفي خريف 2022، عيّن الجيش الأميركي رئيساً جديداً، وهو الجنرال جيمس ريني الذي جعل من أولوياته ضمان وجود هدف دائم للقيادة، ومع اقتراب الجيش من تحقيق هدفه عام 2030، يقول المسؤولون إن "القيادة ستبقى وستوسع نطاق تركيزها". 

وقال رئيس أركان الجيش الجنرال راندي جورج: "لا أرى أن هناك دوراً متناقصاً، بل هو في الواقع دور متزايد لقيادة مستقبل الجيش"، مضيفاً أنه "كلّف قائد الوحدة بالإشراف على التطور والتحول المستمر الذي سيكون مهمة هذه الوحدة".

وقالت وورموث إن الدور سيمنح قيادة مستقبل الجيش "نطاقاً أوسع"، ما يجعلها ليس فقط "لاعباً مهماً في مشروع الاستحواذ" لكن ستكون القيادة المسؤولة عندما يتعلق الأمر بتجربة القدرات الجديدة والناشئة، واختبار المفاهيم التي تقوم عليها الأعمال المستقبلية. 

وأضافت: "أعتقد أنهم سيواصلون لعب دور مهم في التجارب، وستقود القيادة الجهود المبذولة لتصميم هيكل يمكنه استيعاب القدرات الجديدة قيد التطوير، وتجهيزها لمواجهة العدو في 2040 وما بعده". 

التحول المستمر 

وركزت قيادة مستقبل الجيش في أيامها الأولى على تطوير الاحتياجات والتي كانت مهمة قيادة التدريب والعقيدة، قبل أن ينقلها كبار المسؤولين إلى قيادة مستقبل الجيش، وكلفوا الوحدة الجديدة بضمان أن تكون العملية منظمة ومنضبطة ومتسقة. 

وسيكون التركيز الأساسي الجديد لقيادة مستقبل الجيش، هو دراسة كيفية تطور القوات باستمرار.

وبالنسبة لريني، فإن هذا يتجاوز مجرد تطوير وإدخال معدات جديدة، فالتحول هو كيفية استخدام الجيش لتلك القدرات الجديدة داخل التشكيلات، وكيف ستبدو تلك التشكيلات. 

ومن المتوقع أن النسخة الجديدة من قيادة مستقبل الجيش ستكون جزءاً من فريق يعمل مع قيادات رئيسة أخرى مسؤولة عن التدريب والعقيدة والعتاد والقوات والاستحواذ. 

وقال الجنرال ريني: "مهمتنا هي تحويل الجيش لضمان الاستعداد المستقبلي"، مشيراً إلى أن القيادة ستصمم قوات 2040 وما بعده.

وأضاف: "قيادة مستقبل الجيش ستعمل مع قيادة التدريب والعقيدة وقيادة العتاد العسكري وقيادة الجيش، بهدف تصميم تشكيلات مجهزة بقدرات حديثة، مؤكداً على أهمية فرع الاستحواذ بالجيش". 

ولتعزيز عمل القيادة مع فرع الاستحواذ بالجيش، أنشأ ريني مقراً متقدماً في البنتاجون يقضي فيه نائبه المدني، ويلي نيلسون، حوالي نصف وقته، كما يرغب في أن يقوم الجيش بإدخال التكنولوجيا التجارية إلى القوات بسرعة أكبر. 

وقالت ستيسي بيتيجون، محللة شؤون الدفاع في مركز أبحاث الأمن الأميركي الجديد، إن ريني ينبغي أن يعمل مع جميع قيادات الجيش، نظراً لأنه "لا يملك السلطة أو القدرة على تفعيل بعض التغييرات التي يود تحقيقها". 

فرق متعددة الوظائف 

عندما أسس الجيش قيادة المستقبل، قام كذلك بإنشاء "فرق متعددة الوظائف" للتركيز على أولويات التحديث. وشكل 6 فرق وهي: "إطلاق النار الدقيق بعيد المدى، المركبات القتالية من الجيل التالي، طائرات الإقلاع العمودي المستقبلية، الشبكة الإلكترونية، الدفاع الجوي والصاروخي، وقدرة الجندي على الفتك". 

هناك أيضاً نوعان آخران من الفرق متعددة الوظائف، أحدهما "لتحديد المواقع والملاحة والتوقيت، والآخر للبيئة الاصطناعية للتدريب.

وأوضح ريني أن دور هذه الفِرق، هو تحديد المشكلة، واتخاذ قرار بشأن كيفية معالجتها، وجلب الخبراء، وتوفير الموارد وتوفير كل ذلك لصناع القرار. 

وأنشأت قيادة مستقبل الجيش فريقاً جديداً يعالج التحديات اللوجستية والتي اعترف الجيش بأنها ستصبح أكثر تحدياً خصوصاً مع نقل القوات والمعدات إلى ساحة المعركة، وبينما يستعد الجيش لمعركة محتملة مع الصين، فإنه يتوقع أن تكون الخدمات اللوجستية معقدة. 

وقال ريني إن فرق المهام المتعددة لم تنشأ لتستمر طويلاً، وإنه يدرس تطويرها وأمامه في سبيل ذلك "ثلاثة خيارات رئيسية"، أولها إلغاء الفرق التي انتهى دورها وتوفير مواردها لأمور أخرى، والثاني هو تغيير دور الفرق، فيمكن تغيير فرقة الملاحة وتحديد المواقع لتصبح مسؤولة عن الاستشعار عن بعد، أما الخيار الثالث فهو توسيع نطاق عمل الفرقة، وإضافة مسؤوليات أخرى لها، مثل إسناد مشكلات إطلاق النار القريب والتقليدي لفرقة إطلاق النار الدقيق بعيد المدى". 

المزيد من التجارب 

في صيف 2020، بدأت تجربة الجيش في "مشروع التقارب" في قاعدة التجارب بمدينة يوما في ولاية أريزونا، والهدف منها تقييم التقدم الذي أُحرِز في جهود التحديث. 

وفي نوفمبر التالي، أصبح جهداً مشتركاً، إذ حاولت أفرع القوات المسلحة الأخرى ربط أجهزة الاستشعار والقناصة، للحصول على قدرة مشتركة على اكتشاف التهديدات وتتبعها والقضاء عليها في ساحة المعركة. 

وقالت وورموث إن قيادة مستقبل الجيش ستواصل "لعب دور مهم في التجارب من خلال مشروع التقارب، بما يجعله أكثر تطوراً، وبعدد أكبر من المشاركين". 

النسخة الأخيرة من التجارب عقدت في خريف 2022، وحققت زيادة في نطاق التجربة وحجمها، وانضمت إليها القوات البرية للمملكة المتحدة وأستراليا في محاولة لتحسين تبادل البيانات. 

ويهدف الجيش الأميركي إلى إجراء تجربته التالية في 2024 باستخدام قاعدة مشاة البحرية في بندلتون، وقاعدة فورت إيروين في كاليفورنيا. 

وصرح اللفتنانت جنرال روس كوفمان، نائب رئيس قيادة مستقبل الجيش، بأن القدرات التي قد تثبت نجاحها في مشروع التقارب، ستستمر في الخضوع للاختبار في بيئات العالم الحقيقي الأكثر تحدياً، لذا ستجري مناورات في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

صياغة المفاهيم 

في العام الماضي، اعتمد الجيش عقيدته الجديدة، وهي العمليات متعددة المجالات، كما أن قيادة مستقبل الجيش تعمل بالفعل على صياغة مفهوم الحرب القادمة. 

وصرح ريني خلال مقابلة هذا الصيف بأنه يستعد لإصدار مفهوم قتالي للعمليات في 2040، وقبل أسابيع فقط من المؤتمر السنوي لرابطة الجيش الأميركي، سلم ريني مسودة أولية لكل من وورموث وجورج. 

وقالت وورموث إن المسودة لن تخرج على الأرجح عن عقيدة المجالات المتعددة، لكنها ستركز بشكل كبير على الأنظمة ذاتية التحكم والذكاء الاصطناعي، وتأثير تلك القدرات في المعركة، مضيفة أن "علينا أن نتوقع أن تكون هذه القدرات أكثر استخداماً مما هي عليه الآن". 

وقال ريني إن المفهوم الجديد سيعكس التغييرات في الحرب، الناتجة عن التغييرات في ساحة العمليات المستقبلية، وعلى الجيش أن يبدأ في وضع ميزانية لذلك خلال السنوات الخمس المقبلة.

تصنيفات

قصص قد تهمك