5 آلاف عسكري من 4 دول شاركوا في تمرين مشترك يحاكي صراعاً واسع النطاق

في الجزر والأحراش.. كيف يستعد الجيش الأميركي لحرب محتملة مع الصين؟

جنود من الجيش الأميركي يشاركون في مناورات عسكرية في منطقة بوهاكولوا في ولاية هاواي. 9 نوفمبر 2023 - twitter/pohakuloaarmy
جنود من الجيش الأميركي يشاركون في مناورات عسكرية في منطقة بوهاكولوا في ولاية هاواي. 9 نوفمبر 2023 - twitter/pohakuloaarmy
دبي-الشرق

على امتداد سلسلة من الجزر أولها في أرخبيل ولاية هاواي الأميركية شرقي المحيط الهادئ، وآخرها في أرخبيل بالاو غربي المحيط، اجتمعت قوات قوامها 5 آلاف فرد من الولايات المتحدة وبريطانيا وتايلندا وإندونيسيا، لتنفيذ تمرين مشترك يحاكي "صراع واسع النطاق ضد خصم ند في بيئة جزرية وحرشية".

وبعبارة أخرى أكثر وضوحاً، كما يصوغها موقع Defense One المتخصص بالشؤون العسكرية، يجري التمرين لمحاكاة حرب مع الصين في المحيط الهادئ، حتى وإن فضّل مسؤولو الجيش الأميركي تجنب الحديث عن هذه النقطة رسمياً.

ونقل الموقع عن النقيب باستخبارات الجيش الأميركي سام سوليداي، المشارك في التمرين المسمى "JPMRC 24-01" اختصاراً لعبارة (مركز الاستعداد المشترك متعدد الجنسيات في منطقة المحيط الهادئ)، الذي صدقت وزارة الدفاع الأميركية على تدشينه في يونيو الماضي، أن "إجراء تمرين مشترك بين حلفاء أمر طبيعي ومعتاد، ولكن الجديد في هذا التمرين بالتحديد هو السيناريو المصمم له ليحاكي صراعاً يدور في وبين الجزر".

وأضاف: "بالنسبة لنا في الجيش الأميركي، لم نر صراعاً كهذا منذ الحرب العالمية الثانية، وهناك طبقة إضافية من التعقيد تتمثل في تحريك قوات وأصول بين جزر مختلفة وعبور مسطحات مائية، إذ تقدم مجموعة عمليات الطيران الدعم لتمكين تنفيذ هذه المهام".

ولفت إلى أن "هناك أنماط مختلفة من التضاريس تتباين من جزيرة إلى أخرى، من مجاري مائية شديدة الانحدار إلى سهول منبسطة مقفرة"، مشيراً إلى أن "العمل في بيئات وعرة كالتي تمثلها هذه الجزر هي الطريقة المثلى لتدريب الطائرات، من المقاتلات الخفيفة وحتى لواء الطيران القتالي".

تمرينات مشابهة

وأوضح الموقع أن الجيش الأميركي أجرى خلال العقود الأخيرة تمرينات من أحجام مقاربة للتمرين "JPMRC 24-01" في منشآته التدريبية بولايتي كاليفورنيا ولويزيانا، ولكن أهمية هذا التمرين تكمن في التدرب على خوض صراع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بحسب ما ذكره الفريق أول تشارلز فلين، قائد قيادة الجيش الأميركي (القوات البرية) في المحيط الهادئ.

وذكر فلين أنه "لا يمكننا تحمل الخروج من هذه المنطقة (المحيطين الهندي والهادئ). يجب أن نبقى فيها. وفي هذه البيئة نستخدم قطعاً بحرية وست طائرات نقل من طراز C-130 وتسع من طراز C-17 من قيادة القوات الجوية في المحيط الهادئ".

وشاركت في التمرين "JPMRC 24-01"، الذي أُجري بين من 20 أكتوبر حتى 10 نوفمبر، تشكيلات من أسطول المحيط الهادئ الأميركي والقوات الخاصة وقوات مشاة البحرية.

ولفت الرائد رايان ياموتشي، الضابط بمدفعية فرقة المشاة 25 بالجيش الأميركي إلى أن العمل في الأحراش يمثل "تحولاً كبيراً" عن البيئات الحضرية والصحاري المفتوحة، التي اعتاد الجيش الأميركي العمل بها في أفغانستان والعراق.

وأضاف: "العمل في الأحراش علّمنا تعديل بعض تكتيكاتنا وإجراءاتنا لتشغيل المدفعية. نحشد الكثير من قطع المدفعية، وهذا يعني أكبر عدد ممكن من مدافع الهاوتزر والمدفعية الصاروخية لسحق الهدف".

وبدوره، شرح ضابط الإشارة بالجيش الأميركي الرائد جون آزبيل مدى صعوبة التقاط البصمة الكهرومغناطيسية للموجات اللاسلكية في بيئة الأحراش، وقال: "في الصحراء لا توجد عوائق أو تداخلات. الصحراء مفتوحة وإشارات الاتصالات تنساب لمسافات طويلة، أما في المحيط الهادئ فالتضاريس مختلفة تماماً، والبيئة تشكل تحدياً أصحب بالنسبة لنا في سلاح الإشارة".

وعلى الرغم من كون التمرين "JPMRC 24-01" يبدو بوضوح وكأنه موجه إلى الصين بالتحديد، يصر نائب قائد فرقة المشاة 25 لشؤون الدعم العقيد آر جي جارسيا على أنه "ليس موجهاً إلى طرف بعينه"، وإنما الغرض منه "تحمل مسؤولية القيادة من مستوى الجندي إلى أعلى مستويات صناعة القرار".

بناء الثقة

وألمح إلى أن "التدريب في هاواي يمكّن دول شريكة وأفرع أخرى من المشاركة، ويدربنا على البيئة التي سنقاتل فيها".

واتفق قائد لواء مساعدة قوات الأمن الخامس الرائد ماثيو لينسنج ومستشار المناورات باللواء نفسه، النقيب ويل شيروود، على أنه من بين أهم فوائد التمرين "JPMRC 24-01" بناء الثقة بين الولايات المتحدة وشركائها بحيث تطمئن كل دولة مشاركة إلى قدرة الدول الأخرى على العمل معها، وقدرتها على العمل مع الدول الأخرى، وعلى سبيل المثال يتولى الفوج الملكي الاسكتلندي تدريب جنود تايلنديين على تكتيكات المشاة الخفيفة.

وقال النقيب سوباثين بونسانج، قائد سرية الاستطلاع بعيد المدى السادسة بالجيش التايلندي، إن التمرين مختلف تماماً عن التدريبات التي يتلقاها في بلاده، والتي يغلب عليها الطابع الروتيني والجمود.

وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية مراراً أن الصين هي التهديد العسكري الأكبر أمام الولايات المتحدة حالياً، وفي هذا الصدد قال الفريق أول تشارلز فلين إن مما يبعث على الاطمئنان إلى حد كبير تزايد وتكرار التمارين متعددة الأطراف، والتي تساعد على إيجاد حلول متعددة الأطراف للتحديات متعددة الأطراف.

تصنيفات

قصص قد تهمك