"الشعاع الحديدي".. تقنية عسكرية إسرائيلية بانتظار تمويل أميركي

منظومة الشعاع الحديدي الذي تقوم شركة رفائيل الإسرائيلية صناعتها - Rafael
منظومة الشعاع الحديدي الذي تقوم شركة رفائيل الإسرائيلية صناعتها - Rafael
دبي-الشرق

تسعى الإدارة الأميركية لتخصيص 1.2 مليار دولار من ميزانيتها الإضافية الطارئة للاستثمار في السلاح الإسرائيلي للطاقة الموجهة الذي يطلق عليه "الشعاع الحديدي"، والذي يعتبره الجيش الأميركي سلاحاً يلبّي احتياجاته الخاصة، وفق ما أورده موقع " Defense News".

وقال رئيس شؤون الاستحواذ في الجيش الأميركي دوجلاس بوش إنه، خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، شاهد النموذج الأولي من تقنية "الشعاع الحديدي" أو Iron Beam الذي يهدف إلى زيادة قدرة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المعروف باسم "القبة الحديدية"، واصفاً التقنية بأنها "مثيرة للاهتمام".

وأضاف: "إذا نجح الإسرائيليون، فمن المؤكد أن يفكر الجيش الأميركي في الاستفادة منه. هناك فرق تكنولوجي بين سلاح الليزر الأميركي والنظام الإسرائيلي، الذي يسلك مساراً مختلفاً، ويمكن لواشنطن الاستفادة من المساعي الإسرائيلية، بهدف استكشاف مسارات متعددة ومعرفة ما ينجح منها".

وشدد بوش على أنه لا يستطيع الخوض في تفاصيل هذه التكنولوجيا، لكنه كشف أن الاختلافات تتعلق بـ "كيفية توليد شعاع الليزر وتوجيهه"، وكل منها يستخدم مستويات مختلفة من الطاقة. 

 مساعٍ محلية 

وبشكل منفرد، تعمل الولايات المتحدة على تطوير قاذفة ليزر عالي الطاقة كجزء من القدرة غير المباشرة للحماية من الهجمات، التي يطلق عليها اختصاراً "IFPC"، وهي نظام للدفاع ضد الصواريخ وقذائف المدفعية والهاون وصواريخ كروز والطائرات المسيرة. 

وعلى الرغم من حدوث تأخير نتيجة معوقات في سلسلة التوريد، إلا أن الجيش بصدد استلام النماذج الأولية من شركة "داينيتكس" Dynetics التابعة لشركة "لايدوس" Leidos الأميركية المتخصصة في أنظمة الدفاع والطيران وتكنولوجيا المعلومات. 

وتتولى عملاق الصناعات العسكرية "لوكهيد مارتن" تطوير الجزء الخاص بسلاح الليزر في نظام "IFPC"، حيث منح الجيش عقداً للشركة في أكتوبر لتسليم نظامين لأسلحة الليزر بقدرة 300 كيلو وات لبرنامج النماذج الأولية لـ IFPC، مع وجود فرصة لتسليم وحدتين إضافيتين. 

صفقة محتملة 

ولم يوافق الكونجرس بعد على التمويل الإضافي الذي يبلغ 106 مليارات دولار في المجمل، لدعم الاحتياجات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها، بما يشمل أوكرانيا وإسرائيل. 

ووفقاً لـ "Defense News"، يعارض عدد متزايد من الجمهوريين في مجلس النواب تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا، ويطالبون بدلاً من ذلك بتقديم مبلغ إضافي مستقل لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار. 

وقال المحلل العسكري الأميركي مارك مونتجمري إنه إذا وافق الكونجرس على التمويل الإضافي ستتمكن الولايات المتحدة من عقد صفقة مع الحكومة الإسرائيلية تكون فيها الملكية الفكرية مملوكة للشركات المعنية في الدولتين، وهما "RTX" الأميركية و"رفائيل" الإسرائيلية للصناعات العسكرية، اللتين عملتا معاً لتطوير نظام "القبة الحديدية". 

وفي أوائل عام 2022، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت عن خطة البلاد لإنشاء "جدار ليزر" للتحول من إنفاق الأموال على كمية كبيرة من الصواريخ الاعتراضية إلى استخدام أشعة ليزر ذات الكلفة القليلة. 

وقال بينيت إن النظام سيكون جاهزاً للعمل بحلول العام المقبل، لكن في وقت لاحق من ذلك العام، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها من المحتمل أن تنشر النظام خلال عامين. 

وعلى الرغم من أن النظام لم يبدأ تشغيله بعد، إلا أن إسرائيل أعلنت في أبريل 2022 نجاحها في اعتراض قذائف هاون وصواريخ مضادة للدبابات في التجارب الأخيرة في صحراء النقب في الشهر السابق. 

وفي فبراير، عرضت إسرائيل "الشعاع الحديدي" في معرض "آيدكس" العسكري في الإمارات، وقد سلط الخبراء الضوء على التحدي التكنولوجي أمام الليزر للتعامل مع رشقات صاروخية كبيرة، بالنظر إلى أن الليزر يستغرق وقتاً لتسخين الهدف حتى يدمره؛ حيث يحتاج إلى إصابة الهدف بثبات لمدة ثانيتين أو ثلاث ثوانٍ لتدمير صاروخ واحد. 

تأتي تلك التقارير وسط حرب مستمرة شنتها إسرائيل منذ أكثر من 3 أسابيع على قطاع غزة بهدف "القضاء على حركة حماس"، إذ ضاعفت معدل إطلاق الصواريخ مقارنة بالحرب التي خاضتها في مايو من عام 2021. 

ففي عام 2021، كانت "حماس" قادرة على إطلاق ما يقرب من 125 صاروخاً على مدار عدة دقائق، أما في هجوم 7 أكتوبر الشهر الماضي، فتفيد التقارير بأن الحركة الفلسطينية أطلقت ما بين 3 إلى 5 آلاف صاروخ على إسرائيل خلال فترة زمنية مدتها 20 دقيقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك