لم تجد شركة "Stratolaunch" (ستراتولونش) الأميركية لصناعة الفضاء، اسماً مناسباً لطائرتها العملاقة للاختبارات الفرط صوتية من اسم (Roc) أو "الرُّخ"، مستعيرة اسم الطائر الأسطوري العملاق من التراث العربي.
ووفقًا لموقع "Defense News" المتخصص في الشؤون العسكرية، تبلغ حمولة الطائرة "الرُّخ" 500 ألف رطل، أو ما يفوق وزن 33 فيلًا، وهي عبارة عن جسم مزدوج لطائرتين "Boeing 747" متحدتي الجناحين، حيث تمتد المسافة بين طرفي جناحي الطائرة 385 قدماً، ما يجعلها أعرض طائرة في العالم.
وتشغل وحدها حظيرة كاملة في منشأة التصنيع والاختبار التابعة لشركة "Stratolaunch" في ميناء موهافي الجوي والفضائي بولاية كاليفورنيا، وهي من إنتاج شركة "Scaled Composites"، وأُنتجت بطلب من شركة "Stratolaunch".
وأوضح الموقع أن شركة "Stratolaunch" صمّمت وصنعت الطائرة "Roc" في البداية كمنصة إطلاق فضائي، تحمل صواريخ صغيرة الحجم إلى ارتفاعات عالية، ثم تطلقها إلى مداراتها في الفضاء، لكن في عام 2019 بدأت الشركة تستخدم الطائرة لغرض مختلف تماماً، وهو اختبارات الطيران الفرط صوتي.
اختبار طائرة "فرط صوتية"
وفي الوقت الحالي، تهيّئ الشركة الطائرة "Roc" لطلعة تحمل خلالها طائرتها الأخرى للاختبارات الفرط صوتية "Talon-A" (وتعني "المخلب" بالعربية)، في موعد يُحتمل أن يكون قبل نهاية العام.
في حين من المقرّر أن تهبط الطائرة "Talon-A" في مياه المحيط الهادئ عند انتهاء اختبارها الأول، تتطلع شركة "Stratolaunch" إلى إجراء اختبار ثان أوائل العام المقبل، تصل خلاله الطائرة إلى سرعة فرط صوتية، وتهبط على مدرج أرضي.
ولفت الموقع إلى أن من شأن نجاح الاختبار المنتظر للطائرة الفرط صوتية "Talon-A" أن تكون له نتائج بالغة الأهمية بالنسبة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، التي تولي اهتماماً كبيراً لتطوير ونشر أسلحة فرط صوتية، وامتلاك القدرة على التصدي لأسلحة مماثلة تعكف كل من الصين وروسيا على تطويرها.
وفي سبيل ذلك يعمل البنتاجون على زيادة مستوى دقة اختباراتها، وفي عام 2022 حددت هدفاً لها الوصول إلى إجراء اختبار طيران فرط صوتي مرة أسبوعياً، ولكن حتى الآن تقتصر البرامج الفرط صوتية الكبيرة على إجراء بضعة اختبارات سنوياً فقط.
ونقل الموقع عن الرئيس التنفيذي لشركة Stratolaunch، زخاري كريفور، أن أنظمة مثل "Talon-A" توفر لوزارة الدفاع الأميركية وسيلة معقولة التكلفة قابلة لإعادة الاستخدام، لاختبار والتحقق من كفاءة مكونات وأنظمة فرعية وتقنيات أخرى عالية السرعة.
ولم تكشف الشركة عن تكلفة الطلعة الواحدة لطائرة "Talon-A"، ولكن كريفور ذكر أنها أقل بكثير من تكلفة اختبارات الطيران الفرط صوتي التي تجريها وزارة الدفاع الأميركية، والتي يكلف الواحد منها قرابة 100 مليون دولار، وفقاً لخدمة أبحاث الكونجرس الأميركي.
وفيما تستعد شركة Stratolaunch لإجراء أول اختبار فرط صوتي للطائرة "Talon-A" انطلاقاً من الطائرة "Roc"، يعكف مهندسو وطيارو الشّركة على إجراء سلسلة اختبارات أرضية وجوية للطائرتين بانتظار موعد الاختبار.
وفي مايو الماضي، أجرت نسخة أولية من الطائرة "Talon-A" ما يسمى "اختبار السقوط"، حيث جرى إسقاطها من طائرة "Roc"، وتُركت تنزلق بشكل حر نحو نقطة محددة مسبقاً، وفي نوفمبر الماضي أجرت الشركة ما يُسمى "اختبار تاكسي"، حيث تم ربط طائرة "Talon-A" بمنصة الإطلاق الكبيرة لطائرة "Roc".
وأخيراً، في 3 ديسمبر أُجري للطائرتين اختبار تحمّل، حيث زُودت الطائرة "Talon-A" بنفس نوع الوقود الذي ستستخدمه خلال رحلتها الأولى بسرعة فرط صوتية، ولكنها لم تنفصل عن الطائرة "Roc" خلال الاختبار، وإنما حلقتا معاً لمدة 3 ساعات من أجل جمع بيانات عن نظام الدفع الخاص بالطائرة "Talon-A"، والتحقق من أن أنظمة القياس عن بعد الخاصة بكلتا الطائرتين تعمل كما ينبغي.
وقالت الشركة في 7 ديسمبر، إنها لا تزال تراجع بيانات الاختبار، ولكن يبدو أن أداء الطائرتين كان على ما يُرام، ومع أنه من المتوقع إجراء طلعة اختبار طيران الطائرة "Talon-A" بسرعة فرط صوتية قبل نهاية العام، فإن مراجعة بيانات الاختبار والخطوات اللاحقة ستُجرى خلال العام المقبل.
وفي الوقت ذاته، تعمل شركة Stratolaunch على تسريع إنتاج عدد أكبر من طائرات "Talon-A"، وعلى مقربة من حظيرة الطائرة "Roc" في ميناء موهافي الجوي والفضائي، تقع منشأة تصنيع الطائرة "Talon-A"، وبداخلها 3 طائرات في مراحل مختلفة من التجميع، حيث أثبتت الشركة قدرتها على تصنيع 3 أو 4 طائرات في نفس الوقت.
ومن المتوقع أن تزداد قدرتها الإنتاجية في حال أتمت الطائرة اختبار السرعة الفرط صوتية بنجاح، وتلقت الشركة طلباً كبيراً لشرائها، وأتمت مؤخراً شراء طائرة جديدة حاملة للطائرات من طراز "Boeing 747" للمساعدة في استيعاب وتلبية الطلب على طائرات "Talon-A".