في مواجهة F-16.. روسيا تلجأ إلى "حيلة أخيرة" لحماية أسطول البحر الأسود

طائرتان من طراز F-16 تحلقان في سماء رومانيا. 13 نوفمبر 2023 - Reuters
طائرتان من طراز F-16 تحلقان في سماء رومانيا. 13 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

فيما تستعد روسيا لتحويل بعض قواتها شرقاً في البحر الأسود، للابتعاد عن ساحل أوكرانيا، فإن هذه الخطوة قد لا تكون كافية لحماية أسطولها من التهديدات التي ستشكلها مقاتلات F-16، والتي باتت كييف على وشك الحصول عليها، مع إعلان هولندا الجمعة، أنها سترسل أول 18 طائرة من المقاتلة الأميركية إلى أوكرانيا قريباً.

وأشارت صور الأقمار الاصطناعية، التي تظهر أعمال البناء والتجريف بميناء أوتشامشير في منطقة أبخازيا، إلى أن روسيا تستعد لإنشاء قاعدة بحرية جديدة على البحر الأسود في منطقة انفصالية معترف بها إلى حد كبير بأنها جزء من جورجيا، وفق مجلة "نيوزويك".

وقال زعيم المنطقة أصلان بزانيا في تصريحات لصحيفة "إزفيستيا" الروسية في وقت سابق من هذا العام، إن "موسكو ستنشئ قاعدة بحرية جديدة في المنطقة الانفصالية، لزيادة القدرة الدفاعية لكل من روسيا وأبخازيا".

وأثارت أنباء القاعدة الجديدة في أبخازيا مخاوف من احتمال قيام موسكو بتوسيع نطاق الحرب في أوكرانيا، مما قد يجر جورجيا إلى الصراع، في وقت تأمل تبليسي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذي دعم جهود كييف في مواجهة الكرملين.

ونقلت موسكو بالفعل بعض الأصول من شبه جزيرة القرم إلى قاعدتها في نوفوروسيسك، بمنطقة كراسنودار الروسية. 

وستبعد القاعدة البحرية في أوتشامشير الأسطول الروسي بعيداً عن الشواطئ الأوكرانية، مما يجعله أقل عرضة للهجمات.

وقال الخبير العسكري وأستاذ الشؤون الدولية بجامعة سيراكيوز في نيويورك روبرت موريت، إن القوات الأوكرانية تواصل شن هجمات على السفن الروسية، ومنشآت الموانئ في المياه المتاخمة لأوكرانيا، وفي شبه جزيرة القرم وخارجها.

وأضاف موريت أن العديد من الهجمات المدمرة على قواعد الأسطول الروسي في البحر الأسود خلال الأشهر الأخيرة "قدَّمت حافزاً قوياً لموسكو للبحث عن ميناء أكثر أماناً في منطقة أبخازيا".

من جهته، قال المحلل بمركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية فريدريك ميرتنز، إن أوتشامشير بعيدة عن أوكرانيا بقدر الإمكان ضمن حدود البحر الأسود.

وأضاف ميرتنز أن هذا التراجع الاستراتيجي أصبح حتمياً بالنسبة لأسطول البحر الأسود الروسي، وهو شهادة على العمليات الأوكرانية الحالية، ومؤشر واضح على الخطر الذي يُمثله الوصول الوشيك لمقاتلات F-16.

وطلبت أوكرانيا في أكثر من مناسبة من حلفائها الغربيين الحصول على طائرات من الجيل الرابع من طراز F-16. وأعلنت الولايات المتحدة الموافقة على تصدير المقاتلات من الحلفاء إلى كييف.

وأكد ميرتنز أنه بالرغم من عدم وضوح الرؤية بشأن موعد محدد لوصول المقاتلات الأميركية إلى أوكرانيا، إلا أنها ستكون بمثابة ترقية كبيرة للقوات الجوية في كييف، وستشكل "تهديداً أكثر خطورة" للأسطول الروسي في البحر الأسود.

وأشار ميرتنز إلى أن أوكرانيا تستخدم طائرات أقدم من طراز Su-24 تعود إلى الحقبة السوفيتية، ومزودة بصواريخ كروز من طراز "ستورم شادو" Storm Shadow زودتها بها بريطانيا لطرد روسيا من قاعدتها الرئيسية على البحر الأسود في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم.

تهديد أكبر

وفي منتصف سبتمبر الماضي، استخدمت أوكرانيا صواريخ Storm Shadow لتدمير غواصة روسية في سيفاستوبول. 

ونوه ميرتنز بأن التهديد الذي تشكله مقاتلات F-16 سيكون أكثر خطورة، لقدرتها على استخدام الأسلحة الغربية بأقصى إمكاناتها، بما في ذلك صواريخ "هاربون" Harpoon.

وقال إنه في مواجهة مقاتلات F-16 التي تديرها أوكرانيا، ستحتاج موسكو إلى الاعتماد على قواتها الجوية الفضائية VKS، لحماية أسطولها السطحي، خاصة وأن سفن الدفاع الجوي الروسية لا ترقى إلى مستوى نظيراتها الأميركية، ما يشكل "تحدياً حقيقياً" في مواجهة القوة الجوية الأوكرانية المتزايدة في البحر الأسود.

وقدَّر ميرتنز أن روسيا قد تفقد قبضتها على وسط البحر الأسود، على الرغم من أن هذا لا يعني أن أوكرانيا يمكن أن تسيطر بعد ذلك على المنطقة.

وأكد أن التراجع إلى أوتشامشير هو "علامة على أن الحرب في البحر لا تسير وفقاً لخطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، ولكنها خطوة ذكية من جانب روسيا.

وأوضح أن  موسكو قد تكون قادرة من هذه القاعدة على إعادة تحميل صواريخ كروز من طراز "كاليبر" على سفنها، وهو أمر "له معنى عسكري قوي".

تهديد لجورجيا

وندد السياسيون في جورجيا بخطط إنشاء قاعدة بحرية روسية في أوتشامشير، ووصفوها بأنها "تهديد مباشر" لتبليسي وآمالها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وقالت وزارة الخارجية في جورجيا، إن مثل هذه التصرفات تمثل "انتهاكاً صارخاً لسيادة البلاد ووحدة أراضيها".

ويبدو أن استعدادات روسيا لإنشاء قاعدة في أبخازيا لم تعرّض تطلعات جورجيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي للخطر. 

وقال موريت إن بناء قاعدة بحرية دائمة في أوتشامشير يعزز مطالبة روسيا بأبخازيا، ما قد يزيد من خطر جر تبليسي إلى اشتباكات بحرية في البحر الأسود.

ويستبعد الخبراء أن يتم جر جورجيا إلى حرب ضد روسيا، أو الانضمام إلى أوكرانيا في كفاحها المستمر منذ قرابة العامين.

وأكد ميرتنز أنه من المرجح أن تبذل جورجيا كل ما في وسعها لتجنب الانجرار إلى صراع ضد روسيا.

وقال إن هذه الأخبار لا تزال سيئة لكل من جورجيا والدول الغربية، لأنه على المدى الطويل، سيؤدي ذلك إلى زيادة تعقيد الوضع المعقد للغاية بالفعل.

تصنيفات

قصص قد تهمك