أسطول غواصات وسفن هجومية.. ما قدرات إيران البحرية؟

طائرتان هليكوبتر فوق سطح سفينة "مكران" الحربية التابعة للبحرية الإيرانية خلال إبحارها في خليج عمان. 7 نوفمبر 2020 - AFP
طائرتان هليكوبتر فوق سطح سفينة "مكران" الحربية التابعة للبحرية الإيرانية خلال إبحارها في خليج عمان. 7 نوفمبر 2020 - AFP
دبي-الشرق

في خضم توتر الأوضاع في البحر الأحمر جرّاء الهجمات التي تشنها جماعة "الحوثي" في اليمن، على حركة التجارة البحرية، وتهديدها باستهداف السفن الإسرائيلية أو التابعة لها، بسبب حربها على غزة، شكّلت الولايات المتحدة وحلفاؤها قوة المهام البحرية لحماية حركة الملاحة بالمنطقة.

وفي أول رد على الهجمات الأخيرة، قتلت القوات الأميركية 10 عناصر من جماعة "الحوثي" وأصابت اثنين، في أثناء محاولتهم الاستيلاء على سفينة جنوب البحر الأحمر.

وفي أعقاب هذه التطورات، أعلنت طهران إرسال الفرقاطة "ألبُرز" إلى البحر الأحمر عن طريق مضيق باب المندب في إطار المجموعة 94 التابعة لبحرية الجيش الإيراني، لتبدأ مهامها في المياه الدولية لـ"تأمين خطوط الملاحة، ومحاربة القراصنة وغيرها"، الأمر الذي ينذر باحتمال حدوث "احتكاك بحري" بين طهران وأطراف دولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

فما هي القدرات البحرية لإيران؟ وما الفرق بين القوات البحرية النظامية والقوات البحرية التابعة لـ"الحرس الثوري"؟ وما أبرز القطع البحرية التي تمتلكها طهران؟

أسطول زوارق وسفن برمائية

تمتلك القوات البحرية النظامية الإيرانية، 67 قطعة رئيسية مختلفة الأنواع والفئات، بينها 25 غواصة، و8 فرقاطات، و3 كورفيتات، و10 سفن برمائية هجومية، و21 زورق دورية، حسبما أفاد موقع الدليل العالمي للسفن الحربية الحديثة.

وذكر الموقع أن أسطول الغواصات الإيراني، يضم 25 غواصة، بينها 3 غواصات هي "الطارق"، و"نوح"، و"يونس"، من الفئة Kilo صينية الصنع، وغواصة من الفئة "فاتح" إيرانية الصنع تحمل الاسم نفسه، وغواصة قزمية من الفئة "غدير" إيرانية الصنع تحمل اسم "نهنج"، و20 غواصة قزمية أخرى من الفئة "غدير" إيرانية الصنع.

رسم بياني بأعداد الغواصات المملوكة للقوات البحرية في الجيش الإيراني
رسم بياني بأعداد الغواصات المملوكة للقوات البحرية في الجيش الإيراني - wdmmw.org

ويضم الأسطول أيضاً 8 فرقاطات، بينها 3 من الفئة "ألفاند" بريطانية الصنع هي "ألفاند، وألبُرز، وسبلان"، و5 من الفئة "موج" إيرانية الصنع هي "جمران، وديلمان، وسهند، ودينا، ودماوند".

كما يضم كورفيتين من الفئة "باياندور" أميركية الصنع هما "باياندور، ونقدي"، وكورفيت هولندي الصنع من الفئة "حمزة" يحمل الاسم نفسه.

ويتألف أسطول السفن البرمائية الهجومية لدى البحرية الإيرانية من 10 سفن، بينها 4 من الفئة "هنغام" بريطانية الصنع هي "هنغام، ولارك، وطنب، ولاوان"، و6 سفن من الفئة "كربلاء" إيرانية الصنع هي "Fouque، وقشم، وهرمز، وفرور"، وسفينتان تحملان اسم "Ship".

ويضم أسطول زوارق الدورية في البحرية الإيرانية 10 زوارق، بينها 10 من الفئة "كامان" فرنسية الصنع، و5 من الفئة "سينا" إيرانية الصنع، و6 زوارق من الفئة "كيوان" أميركية الصنع.

القوات البحرية للحرس الثوري

وكشف تقرير صدر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية عام 2019، أن القوات البحرية التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني لا تملك قطعاً كبرى أو رئيسية مثل الغواصات والفرقاطات، وإنما قطع صغيرة مختلفة الأنواع والفئات، تناسب نوعية المهام التي ينفذها، والتي تندرج في معظمها تحت تصنيف الحرب غير المتناظرة، وما تتطلبه من خفة الحركة والسرعة في الكر والفر.

وأفاد التقرير بأن القوات البحرية لـ"الحرس الثوري" الإيراني تضم 10 زوارق صواريخ هجومية سريعة من الفئة Houdong، و15 زورق دورية مسلح بطوربيدات من الفئة Peykaap I، و25 زورق دورية صاروخي من الفئة Peykaap II، و5 زوارق دورية صاروخية من الفئة Peykaap III، و10 زوارق دورية صاروخية من الفئة MK 13، و5 زوارق دورية صاروخية من الفئة C-14، و10 زوارق دورية من الفئة "طير"، و15 زورق دورية من الفئة Tarlan و15 زورق دورية من الفئة Kashdom II و20 زورق دورية من الفئة "بوغمار"، وأعداد غير معروفة من زوارق الدورية من فئات "عاشوراء" و"Cougar" و"FB RIB-33" و"جشتي" و"كوتش" و"سراج".

وتملك القوات البحرية لـ"الحرس الثوري" سفينتي إنزال من الفئة "هرمز 21"، و3 سفن إنزال من الفئة "هرمز 24"، وسفينة دعم من الفئة "حارث 55"، و3 سفن نقل من الفئة "سفير كيش"، و3 سفن نقل من الفئة "ناصر".

قطع بحرية أقدم من ثورة إيران

على مدار السنوات الماضية، عكف الجيش الإيراني على الاستثمار بكثافة في تصميم وتطوير سفن حربية وغواصات محلية الصنع سعياً لبسط النفوذ في الممرات المائية الحيوية في المنطقة، ولكن الملحوظ أن معظم القطع الرئيسية في البحرية الإيرانية يعود تاريخ صناعتها أو حصول إيران عليها إلى ما قبل ثورة عام 1979، وهذا ما يفسر وجود قطع غربية الصنع ضمن الأسطول الإيراني، وفي ما يلي نتعرف على أبرز القطع البحرية التي تمتلكها القوات البحرية الإيرانية:

الفرقاطة "ألبُرز"

برز اسم هذه الفرقاطة (المدمرة حسب التصنيف الإيراني) في الآونة الأخيرة بعد الإعلان عن دخولها منطقة البحر الأحمر في ظل التوتر الناتج عن هجمات جماعة "الحوثي" اليمنية.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، في 2 يناير، أن الفرقاطة "ألبرز" عبرت مضيق باب المندب، ودخلت البحر الأحمر.

الفرقاطة ألبُرز التابعة للبحرية الإيرانية في صورة غير مؤرخة.
الفرقاطة "ألبُرز" التابعة للبحرية الإيرانية في صورة غير مؤرخة - Defense Security Asia

وصُنعت الفرقاطة قبل أكثر من 48 عاماً وهي مدمرة بريطانية الصنع حصلت عليها طهران قبل اندلاع الثورة الإيرانية، وانضمت إلى البحرية الإيرانية عام 1972، وخضعت منذ ذلك الحين لعدة عمليات تطوير وتحديث، جرى خلالها تزويدها بمنظومات تقنية وملاحية جديدة، وتعمل حالياً ضمن الأسطول الجنوبي التابع للبحرية الإيرانية.

ويبلغ طول الفرقاطة 94 متراً وعرضها 11 متراً، وتزن 1500 طن، كما أنها مزودة بمحركين بقوة 46 ألف حصان، وتصل سرعتها إلى 72 كيلومتراً في الساعة.

وزُودت الفرقاطة خلال عمليات التحديث والتطوير التي خضعت لها خلال السنوات الماضية، بمنظومة دفاع جوي قصيرة المدى من طراز "كمند" وهي قادرة على إطلاق النار نحو أي هدف يقترب لمسافة كيلومترين بمعدل 4000 - 7000 طلقة في الدقيقة.

الفرقاطة "ألفاند"

وهي فرقاطة خفيفة الوزن بريطانية الصنع، دخلت الخدمة عام 1971، وتستخدمها إيران لإجراء دوريات في منطقة الخليج العربي.

ويصل وزن الفرقاطة إلى نحو 1100 طن، وطولها 94.49 متر، وشعاعها 10.97 (الشعاع هو عرض السفينة عند أوسع نقطة بها)، وهي مزودة بمحركي ديزل من طراز Paxman Ventura بقوة 3800 حصان، وبمحركين توربينيَين غازيين من طراز Rolls- Royce Olympus TM-3A ويولّدان قوة تبلغ 46 ألف حصان لمروحتي الفرقاطة.

وبإمكان الفرقاطة الإبحار بسرعة 44.9 ميل في الساعة، أما مداها فيبلغ 5592 ميلاً (8999 كيلومتراً)، وتستطيع حمل طاقم يتراوح بين 125 و146 فرداً، وهي مزودة بمدفع عيار 114 ملم من طراز Mark 8 القادر على إطلاق 25 طلقة في الدقيقة بمدى يصل إلى 12 ميلا بحرياً (22 كيلومتراً).

الفرقاطة ألفاند التابعة للبحرية الإيرانية. 7 مايو 2014
الفرقاطة "ألفاند" التابعة للبحرية الإيرانية تتزود بالوقود في بورتسودان. 7 مايو 2014 - AFP

والفرقاطة مزودة بنظام دفاع جوي قريب المدى يتمثل في مدفع مزدوج عيار 55/90 ملم من طراز Oerlikon مضاد للطائرات، ومدفعين فرديين عيار 20 ملم من طراز GAM-B01AA، إضافة إلى مدفعي هاون عيار 81 ملم يُستخدمان لقصف الأهداف الشاطئية.

وتتمتع الفرقاطة بقدرات مضادة للغواصات، تتمثل في مدفع من طراز Limbo Mk 10، وطوربيدات 12.75 بوصة مع أنبوبي إطلاق، كما زودتها البحرية الإيرانية مؤخراً، بصواريخ كروز صينية مضادة للسفن من طراز C802.

الفرقاطة "جمران"

وعلى الرغم من أن البحرية الإيرانية تصنف هذه السفينة كمدمرة، إلا أن "جمران" يُنظر إليها من الناحية الفنية على أنها "فرقاطة" بناء على حجمها.

وتعتبر "جمران" أول فرقاطة إيرانية محلية الصنع، وأُعلن عنها عام 2006، وهي عبارة عن سفينة صواريخ موجهة، تتمركز خارج ميناء بندر عباس المطل على الخليج العربي.

ويبلغ طول الفرقاطة 93.88 متر، وشعاعها 11.9 متر، ووزنها 1400 طن، أما سرعتها القصوى فتبلغ 34.5 ميل في الساعة، وتضم طاقماً يتراوح بين 120 و140 فرداً.

الفرقاطة جمران التابعة للبحرية الإيرانية تشارك في تدريبات مشتركة مع البحرية الروسية في المحيط الهندي. 16 فبراير 2021
الفرقاطة "جمران" التابعة للبحرية الإيرانية تشارك في تدريبات مشتركة مع البحرية الروسية في المحيط الهندي. 16 فبراير 2021 - AFP

ولا توجد الكثير من المعلومات المتاحة عن تجهيزات السفينة، لكن من المرجح أن تكون معظم التكنولوجيا المدمجة بها قائمة على تصميم روسي أو صيني، ومع ذلك، يُنظر إليها باعتبارها واحدة من أكبر الإنجازات التكنولوجية في البلاد، ويُعتقد أنها مجهزة بأحدث معدات التتبع والاستهداف والاتصالات والحرب الإلكترونية، كما أنها مجهزة بمهبط للطائرات العمودية.

وفي ما يتعلق بالتسليح، يُعتقد أن "جمران" مجهزة بمدافع بحرية حديثة، وصواريخ موجهة أرض-جو، وأرض-أرض، بالإضافة إلى طوربيدات، ومزودة بمدفع مزدوج عيار 76 ملم، ومدفعين مضادين للطائرات أحدهما من طراز "فتح" عيار 40 ملم والآخر من طراز Oerlikon عيار 20 ملم.

وسلّحت إيران الفرقاطة بصواريخ C-802 كروز الصينية المضادة للسفن، كما تحمل على متنها قاذفات صواريخ أرض-جو من طراز "فجر" للتعامل مع التهديدات الجوية، ومزودة بأنبوبي إطلاق طوربيدات عيار 324 ملم.

الفرقاطة "سهند"

وتُعد الفرقاطة "سهند" (مدمرة حسب التصنيف الإيراني) واحدة من أحدث السفن الحربية التابعة للبحرية الإيرانية، ودخلت الخدمة في ديسمبر 2018، وتتمركز بالقرب من ميناء بندر عباس جنوبي إيران.

ويبلغ طول الفرقاطة 93.88 متر، وشعاعها 11.9 متر ووزنها 1500 طن، كما تصل سرعتها القصوى إلى 34.5 ميل في الساعة، وهي مزودة بـ4 مولدات تعمل بالديزل مع محركين توربينيين يعملان بالديزل بقوة 10 آلاف حصان لكل منهما.

ويتألف طاقم السفينة من نحو 140 فرداً، كما أنها مجهزة لتبقى مع طاقمها في البحر لمدة تصل إلى 150 يوماً في حال توفر الإمدادات المناسبة.

الفرقاطة
الفرقاطة "سهند" التابعة للبحرية الإيرانية تبحر بالقرب من مضيق هرمز. 1 مايو 2019 - AFP

ويُعتقد أن الفرقاطة صناعة محلية بالكامل، ما يُمثل تغييراً واضحاً عن العقود السابقة التي كانت تعتمد فيها البحرية الإيرانية بشكل كبير على التصميمات والتكنولوجيا الأجنبية، لا سيما السوفيتية.

وما يميز الفرقاطة "سهند" أنها تتمتع بتصميم شبحي يجعلها غير مرئية نسبياً لأجهزة الرادار المعادية، فضلاً عن تزويدها بعدد من أنظمة الرادار والاتصالات وأجهزة الاستشعار، بالإضافة إلى مهبط مخصص للمروحيات.

ويتمثل تسليح الفرقاطة في مدفع آلي من سلسلة "فجر-27" عيار 76 ملم، و4 صواريخ أرض-جو من طراز "محراب"، ويمكن تزويدها بـ4 صواريخ من طراز "نور" أو 8 صواريخ من طراز "قادر" المضادة للسفن.

والسفينة مجهزة بمدفع واحد عيار 40 ملم من طراز "فتح 40" مضاد للطائرات، بالإضافة إلى مدفع رشاش من طراز Oerlikon AA عيار 20 ملم، وأنبوبي إطلاق طوربيد عيار 324 ملم للتعامل مع الغواصات والتهديدات السطحية الأخرى.

الفرقاطة "ديلمان"

وتُعد الفرقاطة "ديلمان" (مدمرة حسب التصنيف الإيراني) أحدث قطعة بحرية، إذ انضمت في نوفمبر الماضي، وتتمتع بتصميم خارجي يعزز قدراتها الشبحية.

ويبلغ طول الفرقاطة 95 متراً، وشعاعها 11.13 متر ووزنها 1655 طناً، وهي مزودة بمحركين كل منهما بقوة 10 آلاف حصان مع 4 مولدات تعمل بالديزل بقوة 740 حصاناً، بينما تبلغ أقصى سرعة للسفينة 34.5 ميل في الساعة، ويتألف طاقمها من 140 فرداً.

الفرقاطة ديلمان التابعة للبحرية الإيرانية في ميناء بندر أنزلي. 27 نوفمبر 2023
الفرقاطة "ديلمان" التابعة للبحرية الإيرانية في ميناء بندر أنزلي. 27 نوفمبر 2023 - AFP

ويُعتقد أن الفرقاطة مزودة بأنظمة حرب إلكترونية، ورادار ثلاثي من طراز Asr 3D PESA، كما أنها مزودة بمدفع من فئة "فجر-27" عيار 76 ملم، مدعوماً بمدفع آلي عيار 30 ملم أو 40 ملم، إلى جانب مدفعين آليين من طراز Oerlikon عيار 20 ملم.

والسفينة مجهزة بـ4 صواريخ أرض-جو من طراز "محراب"، وصواريخ "نور" أو "قادر" المضادة للسفن، بالإضافة إلى أنبوبي إطلاق طوربيد عيار 324 ملم.

زورق الصواريخ "بيكان"

ويُعد الزورق "بيكان" واحداً من 4 زوارق صاروخية تنتمي إلى الفئة "سينا" التي دخلت الخدمة عام 2003، ويختلف زورق "بيكان" عن الزورق الذي يحمل الاسم نفسه Paykan P224 الذي غرق عام 1988 خلال عملية "فرس النبي" التي شنها الجيش الأميركي داخل المياه الإقليمية الإيرانية، رداً على إصابة إحدى القطع البحرية الأميركية بلغم بحري زرعته إيران في منطقة الخليج العربي خلال حربها مع العراق.

ويبلغ طول الزورق 47 متراً، وشعاعه 7.10 متر، ووزنه 275 طناً، ويصل عدد طاقمه إلى 31 فرداً، ويعمل بـ4 محركات ديزل بقوة 14400 حصان، ويستطيع الإبحار بسرعة قصوى تبلغ 41.4 ميل، بينما يبلغ مداه 850 ميلاً (1368 كيلومتراً).

زورق الصواريخ بيكان في صورة غير مؤرخة.
زورق الصواريخ "بيكان" التابع للبحرية الإيرانية في صورة غير مؤرخة. - Naval Post

ويحتوي تسليح الزورق على مدفع عيار 67 ملم، ومدفع آلي مضاد للطائرات عيار 40 ملم، وما بين 2 و4 صواريخ صينية مضادة للسفن من طراز C802.

وتستعين البحرية الإيرانية بالزوارق الصاروخية السريعة مثل زورق "بيكان" في ضربات الكر والفر ضد السفن الحربية الأكبر حجماً، وعمليات البحث والإنقاذ واعتراض السفن المعادية.

الغواصة Kilo

هي غواصة سوفيتية الصنع دخلت الخدمة في إيران في أبريل 1982، ولا تزال في الخدمة ضمن القوات البحرية لبعض الدول، مثل الصين، والجزائر، وبولندا، ورومانيا، وفيتنام.

ويبلغ طول الغواصة 74 متراً، وشعاعها 9.90 متر، ووزنها على السطح 2350 طناً، و 4 آلاف طن في عمق البحر، وتستطيع الغوص على عمق يصل إلى 300 متر.

وجُهّزت الغواصة بمحرك تقليدي يعمل بالديزل والكهرباء، إلى جانب مولدين يعملان بالديزل لإنتاج ما يصل إلى 6800 حصان لتشغيل مروحة واحدة مثبتة في مؤخرتها، أما سرعتها فوق الماء، فتصل إلى 13.8 ميل في الساعة، وتحت الماء 28.8 ميل في الساعة، ويصل مداها إلى 7500 ميل.

الغواصة Kilo التابعة للبحرية الإيرانية في صورة غير مؤرخة.
الغواصة Kilo التابعة للبحرية الإيرانية في صورة غير مؤرخة - Wikimedia

ويمكن للغواصة البقاء في البحر مع طاقمها المكون من 52 فرداً لمدة تصل إلى 45 يوماً، تزداد في حال حصلت على إمدادات.

ويتألف تسليح الغواصة، من 6 أنابيب طوربيد عيار 533 ملم، ونظام صواريخ مضادة للسفن من طراز Club S، كما يمكن للغواصة نشر 24 لغماً بحرياً في حال لم تحمل طوربيدات، بينما تضم النسخة الروسية من الغواصة 8 أنظمة صواريخ أرض-جو من طراز SA-N-10 Gimlet.

غواصة الفئة "فاتح"

وتُعد الغواصة "فاتح" أول غواصة إيرانية محلية الصنع، ويصاحبها في مهامها زورقان من الفئة "فاتح"، ويُعتقد أن تصميمها يعتمد بشكل أساسي على تصميمات الغواصات الصينية والكورية الشمالية، ودخلت الخدمة رسمياً عام 2015.

ويبلغ طول الغواصة 47.85 متر، وشعاعها 4.57 متر ووزنها فوق سطح الماء 530 طنا، وتحت الماء تصل إلى 600 طن، وتستطيع الإبحار بسرعة 12.7 ميل في الساعة فوق سطح الماء، وبسرعة 16.1 ميل تحت الماء، أما مداها فيصل إلى 4200 ميل (6759 كيلومتراً).

الغواصة فاتح التابعة للبحرية الإيرانية. 20 أبريل 2023
الغواصة "فاتح" التابعة للبحرية الإيرانية. 20 أبريل 2023 - Tasnim News

ويبدو تصميم الغواصة تقليدياً بعض الشيء، ومزودة بشراع أو "زعنفة" في منتصف هيكلها، ويُعتقد أن هذه المنطقة بها غرفة قفل لاستخدامها من قبل عناصر القوات الخاصة أو الضفادع البشرية الذين ينفذون مهاماً سرية أو تخريبية.

والغواصة مجهزة بمحرك يعمل بالديزل والكهرباء، ويمكنها البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 35 يوماً، لكن عدد طاقمها غير معروف، وربما لا يقل عن 20 فرداً بناء على تصميمات لغواصات مشابهة.

ويتكون تسليح الغواصة من 4 أنابيب طوربيد عيار 533 ملم مثبتة في مقدمة الغواصة، مع إمكانية تزويدها بصواريخ وألغام بحرية.

الاستراتيجية البحرية الإيرانية

وفرَّق تقرير صدر عن مكتب الاستخبارات البحرية الأميركي عام 2017 بين القوات البحرية النظامية الإيرانية، ونظيرتها التابعة لـ"الحرس الثوري"، من حيث الاستراتيجية والعقيدة والمهام الموكولة لكل منهما.

وبالنسبة للقوات البحرية النظامية، يتمثل دورها في الدفاع عن أراضي البلاد وحماية مصالحها الاقتصادية في خليج عمان وبحر قزوين ومضيق هرمز وخليج عدن، كما تلعب دوراً في إكساب طهران قدر من الهيمنة الإقليمية، من خلال الدبلوماسية البحرية والتعاون مع قوات بحرية لدول أخرى.

وتُعد القوات البحرية النظامية الإيرانية في وضع أفضل من تلك التابعة لـ"الحرس الثوري"، فيما يتعلق بدعم بعض الأهداف الاستراتيجية، بالنظر إلى امتلاكها قطعاً بحرية أكبر حجماً واتباعها ثقافة بحرية أكثر تقليدية، وحضورها القوي في المنطقة المعروفة باسم "المثلث الذهبي" بين مضائق ملقا وهرمز وباب المندب، حيث تعبر نسبة معتبرة من التجارة البحرية العالمية.

ولكن القوات البحرية النظامية تلعب دوراً هامشياً في استراتيجية الردع الإيرانية مقارنة ببحرية "الحرس الثوري"، وإن كان يقع على عاتقها الدفاع عن خليج عمان ومضيق هرمز في حالة نشوب أي نزاع، كما أن لها وزناً مهماً في صناعة القرارات المتعلقة بمهاجمة أو احتجاز السفن التجارية، أو تقييد أو منع الوصول إلى مضيق هرمز، على الرغم من تقادم قطعها وعدم قدرتها على خوض مواجهات أبعد من حدود خليج عمان.

اقرأ أيضاً

واشنطن ولندن تكثفان الضغوط على الحوثيين.. وإيران تدفع بمدمرة للبحر الأحمر

كثفت الولايات المتحدة وبريطانيا ضغوطها على الحوثيين، فيما أعلنت إيران الدفع بمدمّرتها إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، دون تحديد أسباب نشرها.

أما استراتيجية القوات البحرية التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني، فتُعد امتداداً لاستراتيجية الدفاع الوطني الإيرانية، والتي تهدف إلى ردع الهجمات البحرية المعادية، والتصعيد السريع في حال فشل الردع، وشن حرب ممتدة في حالة الضرورة، ويُعد استغلال الجغرافيا وعقيدة الحرب غير المتناظرة في مواجهة خصم متفوق تكنولوجياً جزءاً أساسياً من الاستراتيجية.

وتُقدم المياه الضحلة في الخليج ومضيق هرمز ميزة نسبية لبحرية "الحرس الثوري"، إذ يمكن لقطعها صغيرة الحجم وخفيفة الحركة والسريعة اختراق دفاعات القطع البحرية المعادية، والتحرك بطرق غير تقليدية لتحقيق مفاجأة تكتيكية، كما يعتقد قادة القوات البحرية التابعة لـ"الحرس الثوري" أن "روح التفاني والإقدام التي يتمتع بها أفرادها يمكن أن تتغلب على قوى بحرية أخرى أكثر اعتماداً على التكنولوجيا".

وتعمد القوات البحرية لـ"الحرس الثوري" بشكل متكرر إلى تذكير الخصوم والعالم بشكل عام بحجم الضرر الذي يمكن أن يلحق بالاقتصاد العالمي في حالة الإضرار بمصالح إيران، من خلال مهاجمة السفن التجارية في مضيق هرمز، واستعراض القوة والقدرات خلال التمارين التي تجريها بشكل دوري.

وفي حال فشل الردع، تقتضي استراتيجية القوات البحرية لـ"الحرس الثوري" الإيراني باستخدام أحد أو بعض، أو كل وسائل خمس، للتصدي للسفن الحربية المعادية أو مهاجمة السفن التجارية، وهذه الوسائل هي: "الألغام البحرية، وصواريخ كروز المخصصة للدفاع الساحلي، والزوارق الصغيرة خفيفة أو ثقيلة التسليح، والقوات الخاصة البحرية أو مشاة البحرية، والطيران البحري".

تصنيفات

قصص قد تهمك