تعمل الصين على تأسيس بنية ضخمة من أقمار الاستشعار عن بعد، وذلك بغرض المساعدة في استهداف القوات الأميركية، حال تحركها للدفاع عن تايوان في أي صراع محتمل، وفق ما ذكره موقع "ون ديفينس".
وقال نائب رئيس العمليات الفضائية الأميركية للاستخبارات، جريج جانيون، إن الصين أطلقت أكثر من 400 قمر اصطناعي خلال العامين الماضيين، معظمهم تقريباً مصمم لتتبع الأهداف على الأرض.
وأوضح جانيون، أن هذه الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد، صُممت خصيصاً للمسح والاستطلاع في غرب المحيط الهادئ والعالم.
وأكد أن الأقمار الاصطناعية الصينية تم تصميمها ببنية متكاثرة، وذات أرقام كثيرة، لتكون مرنة ضد الهجوم، وهي بنية مصممة لخوض الحرب والاستدامة خلال الصراع، مشيراً إلى أن الغرض من الاستطلاع والمراقبة، من ارتفاعات عالية، هو إبلاغ الجيوش بالقرارات المتعلقة بالسيطرة على الحرائق.
وقال جانيون إنه منذ إنشاء ذراع الفضاء العسكري الصيني في عام 2015، شهدت البلاد زيادة بنسبة 550 % في الأصول الموجودة في المدار.
وأوضح أن الجيش الصيني تقدم بسرعة في الفضاء بطريقة "لا يقدرها إلا القليل من الناس"، إذ أكد قدرة المراقبة الصينية في المدار المتزامن مع الأرض، وهو مدار أبعد في الفضاء حيث تحوم الأقمار الاصطناعية بشكل عام فوق نفس الجزء من الأرض.
أغراض مدنية
وأطلقت الصين أول قمر اصطناعي في العالم، والوحيد حتى الآن، يدور حول الأرض مع حمولة رادارية ذات فتحة اصطناعية إلى الفضاء، العام الماضي، تحت اسم (Ludi Tance-4 (Land Exploration-4، إذ تعتبر ميزة هذا النوع من الرادار في مدار الأرض هو أنه يوفر تغطية وصوراً ثابتة، حتى عبر السحب وأثناء ساعات الليل.
بدورها، زعمت الصين، إن القمر الاصطناعي مخصص لأغراض مدنية بحتة، وهو ادعاء يرفضه نائب رئيس العمليات الفضائية الأميركية للاستخبارات، جريج جانيون، مؤكداً، أن الصين عملت مؤخراً على وضع جهاز تصوير رادار في المدار المتزامن في أغسطس الماضي، موضحاً أنه تم تصميم الرادار لينظر إلى منطقة غرب المحيط الهادئ، رغم مزاعم بكين بأن الرادار يتعلق بالزراعة.
وقال جانيون إن عدد الأقمار الاصطناعية التي يتعين على القوة الفضائية مراقبتها قد زاد أيضاً بشكل كبير، لافتاً إلى أنه حالياً القوة الفضائية تنسق مجموعة من حوالي 1000 هدف ذي أولوية في الفضاء.
وأوضح أن القوة الفضائية الأميركية تجمع هذه البيانات وتضعها في مستودع يسمى "مكتبة البيانات الموحدة"، حتى تتمكن واشنطن وشركاء التحالف من الوصول إلى المعلومات.
وأشار جانيون إلى أن وجود المزيد من أجهزة الاستشعار، يعني نقل المزيد من البيانات، مؤكداً أنه في العام 2019، كانت القوة الفضائية الأميركية ترسل حوالي 6 إلى 7 تنبيهات حول مناورات الأقمار الاصطناعية شهرياً، لكن اليوم، ترسل 11 ألفاً شهرياً، وهي بيانات تتلقاها من الولايات المتحدة والحلفاء في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم.
وحذر جانيون من أن الصين تحاول أن تفعل الشيء نفسه، وتتواصل مع دول في أميركا الجنوبية وإفريقيا لتشكيل شراكات وحل فجوات التغطية في الفضاء.
يشار إلى أن الجيش الأميركي كان يتمتع في السابق بقدرة على استهداف وضرب أهداف متحركة على مسافات طويلة للغاية، وهي ميزة ينفرد بها البنتاجون عن دول منطقتي المحيطين.