القاذفة الشبحية H-20 رهان صيني على اللحاق بركب واشنطن وموسكو

القاذفة الاستراتيجية الشبحية الصينية H-20 - eurasiantimes.com
القاذفة الاستراتيجية الشبحية الصينية H-20 - eurasiantimes.com
دبي -الشرق

تقترب قاذفة القنابل الصينية Xi'an H-20، التي ظلت قيد التطوير لأكثر من 10 سنوات من إجراء رحلتها الأولى، وقال مسؤولون صينيون، إنه لا يوجد تأخير في موعد إجراء أول رحلة جوية للقاذفة، مؤكدين أنه يجري العمل على حل جميع المشكلات، بحسب موقع EurAsian Times المتخصص في شؤون الدفاع.

وربما يؤدي تطوير هذه القاذفة إلى جانب الغواصات والصواريخ النووية المتنامية التي تُطلق من صوامع، إلى استكمال قدرات "الثالوث النووي" الذي يتألف من 3 أنظمة متباينة ويرفع قدرة الصين إلى نفس المستوى الذي تتمتع به الولايات المتحدة وروسيا.

وستكون القاذفة قادرة على تهديد أهداف أميركية يمكن أن تشمل قواعد عسكرية أميركية رئيسية في جوام وهاواي.

لكن مسؤول استخباراتي أميركي، لم يذكر اسمه للموقع، قال إن القاذفة الصينية واجهت العديد من مشكلات التصميم الهندسي وربما لن تكون بجودة القاذفات الأميركية. 

كانت الولايات المتحدة أعلنت قبل بضعة أشهر، أن طائرتها B-21 Raider دخلت مرحلة الإنتاج بمعدل منخفض.

وأضاف المسؤول أن هناك مشكلات تتعلق بانخفاض إمكانية المراقبة، وإلكترونيات الطيران المتقدمة"، لافتاً إلى أن القاذفة متخلفة من الناحية التكنولوجية عن B-2 أو B-21. 

وسلطت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، الضوء على التقدم الصيني في الجو والفضاء سعياً للحصول على ميزانية أكبر للدفاع ودعم برامج الطيران الكبرى.

واعتبر موقع EurAsian Times، أنه من شأن القاذفة الجديدة، إلى جانب الصواريخ الجوية الصينية المتقدمة، أن تمنح بكين اختراقاً أفضل في غرب المحيط الهادئ وجبال الهيمالايا.

أنواع القاذفات الصينية

وعملت القوات الجوية الصينية على تشغيل مئات من قاذفات القنابل من طراز Il-28، بما في ذلك 300 قاذفة مرخصة، وأنتجت طراز H-5  منذ عام 1965.  

وأحالت الصين جميع طائرات Il-28 إلى التقاعد اعتباراً من عام 2011. 

وتعتبر Xi’an H-6 القاذفة النفاثة ذات محركين، وهي نسخة من الطائرة السوفيتية Tupolev Tu-16، الطائرة القاذفة الصينية الأساسية.  

وأدخلت الصين، طراز Tu-16 إلى الخدمة في عام 1958. وكانت أول رحلة للطائرة H-6 في عام 1959، وانضمت إلى الخدمة في عام 1969. 

وعملت الصين على بناء 230 طائرة من الطراز H-6، ولكن حالياً لديها في الخدمة نحو 180 قاذفة فقط.  

وتتمتع القاذفة H-6  بنصف قُطر تشغيلي يبلغ حوالي 3000 كيلومتر فقط، وبالتالي فإن قدرتها على الاختراق محدودة.  

وتعتبر القاذفة الصينية أكثر عرضة للاكتشاف المبكر والاعتراض، كونها منصة كبيرة وبطيئة.  

ويتوقع أن تكون الطائرة H-20 ذات تصميم "جناح طائر"، وتتمتع بقدرة حمولة تصل إلى حوالي 10 أطنان من الأسلحة التقليدية أو النووية، ويبلغ مداها 8500 كيلومتر على الأقل.  

وتُظهر الصور المتاحة مداخل هواء مسننة، وأسطح ذيل مزدوجة قابلة للطي يمكن تبديلها بين الطائرات الخلفية الأفقية والذيول على شكل حرف V. 

وأعلن نائب قائد القوات الجوية الصينية، وانج وي، أنه من المنتظر الكشف عن H-20 "قريباً جداً".

ولا تزال جودة طائرات H-20 الشبحية وإلكترونيات الطيران والجناح الإلكتروني علامة استفهام، وفقا لـ EurAsian Times. 

وأضاف الموقع أنه حتى لو أجرت الطائرة H-20 أول رحلة لها، خلال عام 2025، فلن تدخل الخدمة قبل عام 2030، وستستغرق عقداً آخر لتصبح جاهزة للقتال.

قائمة القاذفات الأميركية

في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة أسطولاً كبيراً من القاذفات الاستراتيجية.

وعملت واشنطن على بناء ما يقرب من 750 طائرة من طراز Boeing B-52 Stratofortress ذات 8 محركات بدءاً من عام 1952، ومن المتوقع أن تستمر الطائرة في الطيران بعد عام 2050.

وطورت الولايات المتحدة أكثر من 100 قاذفة قنابل أسرع من الصوت من طراز Rockwell B-1 Lancer بدءاً من عام 1973، ولا تزال 45 طائرة من طراز B-1B في الخدمة، ويمكن أن تتقاعد بعد عام 2036.

وتعتبر B-2 Spirit من تصنيع شركة Northrop Grumman  أول قاذفة قنابل خفية ظهرت في يناير 1997، ويمكن أن تحمل تلك القاذفة ما يقرب من 23 طناً من الذخائر النووية أو التقليدية.

القاذفة الشبحية الاستراتجية الأميركية B-21
القاذفة الشبحية الاستراتجية الأميركية B-21 - eurasiantimes.com

وتُخزن الطائرة B-2 في حظيرة مكيفة بقيمة 5 ملايين دولار للحفاظ على طلائها الخفي، فضلاً عن إعادة الطلاء كل 7 سنوات.

وأجرت القاذفة الشبحية Northrop Grumman B-21 Raider، أول رحلة لها في 10 نوفمبر 2023، ويصفها خبراء بأنها "أول طائرة من الجيل السادس في العالم"، مع تقنيات القيادة والتحكم المشتركة لجميع المجالات لمشاركة البيانات عبر الأنظمة الأساسية.

وB-21 أصغر حجماً وأخف وزناً من B-2 ومصممة بوحدات معيارية مفتوحة للسماح بالترقيات السهلة، وربما القدرة على تصدير المكونات إلى المشترين الأجانب. 

ومن المتوقع أن تدخل الخدمة مع القوات الجوية الأميركية في عام 2027، وأن تقدم وزارة الدفاع الأميركية طلباً أولياً لشراء 100 طائرة لصالح القوات الجوية تمهيداً لبناء أسطول كامل من 175 إلى 200 طائرة.

وفي ديسمبر 2022، قُدرت تكلفة الطائرة B-21 بنحو 700 مليون دولار.

وتقدر القوات الجوية الأميركية، إنفاقاً ما لا يقل عن 203 مليارات دولار على مدى 30 عاماً، لتطوير وشراء وتشغيل أسطول مكون من 100 طائرة من طراز B-21. 

وتخطط القوات الجوية الأميركية أيضاً، للحصول على مقاتلة جديدة بعيدة المدى من برنامج الجيل القادم للهيمنة الجوية لمرافقة الطائرة B-21 في عمق أراضي العدو، ويمكن للطائرة B-21 أن تحلق لمسافة 4000 كيلومتر دون تزود بالوقود.  

القاذفات الروسية 

حلقت طائرة Tupolev Tu-95 Bear، وهي قاذفة قنابل استراتيجية ومنصة صواريخ ذات محرك توربيني، لأول مرة عام 1952، وجرى بناء أكثر من 500 منها، واستخدمت لأول مرة في الحرب في عام 2015، ومن المتوقع أن تستمر في الخدمة مع القوات الجوية الروسية حتى عام 2040 على الأقل.

وTupolev Tu-22M Backfire هي قاذفة قنابل هجومية استراتيجية، أسرع من الصوت ومتغيرة الجناح وبعيدة المدى، وظهرت لأول مرة عام 1972، وصنعت موسكو نحو 500 منها، وتوقف إنتاجها في عام 1993، ولكن لا تزال توجد 66 طائرة في الخدمة.

ويمكن للطائرة أن تحمل 24 طناً من الذخائر في نقاط التثبيت الخارجية وحجرة الأسلحة الداخلية معاً، كما يمكنها حمل 4 صواريخ باليستية أسرع من الصوت تطلق من الجو، من طراز Kh-47M2 Kinzhal، ذات قدرة نووية.

وأطلقت القاذفة 9 صواريخ Kinzhal على أهداف في أوكرانيا، العام الماضي.

وتعتبر Tupolev Tu-160 قاذفة قنابل استراتيجية روسية ثقيلة ذات أجنحة متغيرة أسرع من الصوت، وذات قدرة نووية، وتم بناء 41 قاذفة منها ودخلت الخدمة عام 1987، وورثت أوكرانيا 19 طائرة منها من الاتحاد السوفييتي. وسلمت روسيا 8 طائرات منها مقابل تخفيف ديون الغاز عام 1999.

وفي فبراير 2020، أجرت الطائرة Tu-160M ​​المحدثة أول رحلة لها. ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقداً لشراء 10 طائرات Tu-160M2 المطورة.

وتملك روسيا قاذفة قنابل خفية من الجيل التالي هي Tupolev PAK DA وهي قيد التطوير؛ لتحل في النهاية محل Tupolev Tu-95 في القوات الجوية الروسية. ومن المرجح أن تدخل الخدمة عام 2027. 

وهذه القاذفة لديها قدرة على حمل 30 طناً بحد أقصى، ومدى يصل إلى 12 ألف كيلومتر وقوة تحمل تصل إلى 30 ساعة.  

وبسبب الحرب الأوكرانية المستمرة، والترقيات المخطط لها، والمشتريات الإضافية لطائرات Tu-160M2، ربما يكون برنامج PAK DA متأخراً عن الجدول الزمني، بحسب الموقع.

مزايا وقيود القاذفات 

القاذفات هي منصات كبيرة الحجم، ما يجعلها قادرة على حمل كمية كبيرة من الوقود، وبالتالي يتسع نطاقها القتالي، فضلاً عن إمكانية حمل كمية كبيرة جداً من الأسلحة.

وتؤدي قدرة القاذفات على حمل صواريخ كروز كبيرة الحجم إلى توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى، وتعني الأعداد الأكبر من الأسلحة القدرة على معالجة المزيد من الأهداف في نفس المهمة.  

ويمكن للقاذفات حمل صواريخ جو-جو الخاصة بها، كما تتمتع أيضاً بقدرة أكبر على توليد الطاقة الكهربائية، ما يجعلها منصات رائعة لإيواء أسلحة الطاقة الموجهة كثيفة الاستهلاك للطاقة.

ويقلل التخفي الفعال بشكل كبير من فرصة اكتشافها على الرغم من حجمها الكبير.

وقد تكون تكلفة بضعة أسراب من القاذفات الشبحية، أقل من تكلفة حاملة طائرات، وتوجه ضربة أكبر على مسافات مماثلة، كما أن احتياجها للدفاع عنها أقل بكثير.

أما من حيث العيوب فتتمثل في أن الحصول على القاذفات وصيانتها مكلف، كما أنها أقل مرونة، لكن خفة الحركة ليست ذات أهمية قصوى بالنسبة للاشتباكات القتالية طويلة المدى، ويمكن للتحليق دون سرعة الصوت أن يتم ملاحقتها بواسطة المقاتلات أو الصواريخ.

تصنيفات

قصص قد تهمك