رغم خروجها من الخدمة.. بيلاروس تراهن على تحديث مقاتلات SU-27

مقاتلة بيلاروسية من طراز سوخوي سو-27 تهبط بالقرب من قرية فولكا على بعد حوالي 150 كيلومتراً جنوب غرب مينسك. 19 أكتوبر 2008 - reuters
مقاتلة بيلاروسية من طراز سوخوي سو-27 تهبط بالقرب من قرية فولكا على بعد حوالي 150 كيلومتراً جنوب غرب مينسك. 19 أكتوبر 2008 - reuters
دبي-الشرق

أعادت بيلاروس استخدام المقاتلة Su-27 مؤخراً، بعد خروج الأسطول من الخدمة، وذلك بعد أخضعتها لتحديث مكثف، إذ تعد وثيقة الصلة بطائرة Su-30MK التي خضعت منذ فترة طويلة لخدمات التحديث، وفق ما أوردته مجلة Military Watch.

وأعادت بيلاروس هذه الطائرة للخدمة للعمل كمدرب لإعداد الطيارين وأطقم الصيانة للعمليات في مقاتلات Su-30SM التي حصلت عليها القوات الجوية في البلاد حديثاً، والتي تم طلبها بموجب عقد بقيمة 600 مليون دولار، وُقّع في يونيو 2017، وبدأ تسليمها في أغسطس 2019. 

واستمرت بيلاروس في العمل كمركز رئيسي لتجديد وتحديث الطائرة السوفيتية Su-27 ومشتقاتها القريبة Su-30MK، حيث قدمت هذه الخدمات لدول مثل فيتنام  وأنجولا، التي استوردت الطائرات من روسيا في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الـ21. 

وأشارت تقارير مؤخراً، إلى أن بيلاروس أعادت طائرة Su-27 واحدة إلى الخدمة، وهي مقاتلة ذات مقعدين من طراز Su-27UB، والمعروفة في الغرب باسم Flanker-B. 

ويتوقع أن تنتقل بيلاروس من الاعتماد على طائرات MiG-29 متوسطة الوزن إلى الاعتماد على طائرات Flanker الثقيلة، حيث من المتوقع أن يتبع طلبها الحالي لـ 12 طائرة Su-30SM نحو 12 طائرة أخرى والتي ستحل محل حوالي 38 طائرة MiG-29 بالكامل. 

ومع توسع أسطول Su-30SM، تظل هناك إمكانية لإخراج طائرة Su-27UB ثانية من التخزين لأغراض التدريب، ما يسمح لأسطول Su-30 بالتركيز على العمليات في الخطوط الأمامية.

جولات من التحول

في الإطار، قال رئيس القوات الجوية والدفاع الجوي في القوات المسلحة البيلاروسية، أوليج دفيجاليف، إن طائرة Su-27 "مكلفة للغاية في التشغيل، فهي تستهلك الكثير من الوقود، ولا يُفضل استخدامها في ظروف الإقليم الصغير لبيلاروس".  

وأضاف أنه "حتى يتم تحقيق أهداف التحكم، كان يجب رفع طائرة Su-27 من القاعدة الجوية في بارانوفيتشي وإبقائها في الجو لمدة ساعة ونصف الساعة تقريباً، بعد انتهاء المهمة لاستهلاك بقية الوقود". 

وأشار دفيجاليف، إلى أن الطائرة تستهلك بين طنين إلى 3 أطنان من الكيروسين الجوي دون مقابل، وهو ما يعد "إسرافاً"، ما تسبب في وقف استخدام الطائرة.

وخضعت القوات الجوية في بيلاروس، لعدة جولات من التحول منذ تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991، إذ أحالت الغالبية العظمى من أسطولها المكون من عدة مئات من المقاتلات الموروثة من تلك الفترة إلى التقاعد وبيعها أو تفكيكها، ما ترك لها ما يقدر بنحو 40 مقاتلة في الخدمة حالياً.  

المقاتلة البيلاروسية سوخوي سو-27 تهبط بالقرب من قرية فولكا جنوب غرب مينسك في 19 أكتوبر 2008
المقاتلة البيلاروسية سوخوي سو-27 تهبط بالقرب من قرية فولكا جنوب غرب مينسك. 19 أكتوبر 2008 - رويترز

وبعد خروج طائراتها الاعتراضية من طراز MIG-25 ومقاتلات MIG-23 و Su-24، والتي تم تصدير الأخيرتين إلى سوريا والسودان على التوالي، من الخدمة، أحالت بيلاروس مقاتلات التفوق الجوي الثقيلة في ديسمبر 2012 من طراز Su-27 Flanker إلى التقاعد والتي كانت تشكل نخبة الأسطول الجوي.

ومع خروج ما يقدر بنحو 22 من طائرات Su-27 من الخدمة، أصبح طراز MIG-29 الفئة المقاتلة الوحيدة العاملة في القوات الجوية البيلاروسية، حيث تم تطوير MIG بالتوازي كنظير أخف وزناً وأقصر مدى.  

وعلى الرغم من أن الطائرة Su-27، تعتبر فئة مقاتلة أكثر قدرة بكثير، وفي نهاية الحرب الباردة كانت لا تزال تعتبر على نطاق واسع المقاتلة الأكثر قدرة على التفوق الجوي في العالم، فإن التناقض الكبير في التكاليف التشغيلية لصالح MIg-29، أدى إلى قرار الاعتماد على الطائرة وتحديثها محلياً. 

وسبق أن عدلت إسرائيل مقاتلاتها من طرازيْ F-15B وF-15D في حقبة الحرب الباردة، لدعم التدريب على F-15I التي حصلت عليها في التسعينيات، حيث تعد الطائرتان السابقتان مكافئتين بشكل عام لطائرة Su-27UB والأخيرة Su-30.  

تصنيفات

قصص قد تهمك