ماذا يعني تزويد مقاتلة F-18 بصواريخ SM-6 الفتاكة؟

مقاتلة من طراز F-18 تابعة للبحرية الأميركية تهبط على متن حاملة الطائرات USS Nimitz قبالة ساحل بوسان في كوريا الجنوبية. 27 مارس 2023 - REUTERS
مقاتلة من طراز F-18 تابعة للبحرية الأميركية تهبط على متن حاملة الطائرات USS Nimitz قبالة ساحل بوسان في كوريا الجنوبية. 27 مارس 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت البحرية الأميركية إحراز تقدم كبير في دمج صاروخ SM-6، وهو الصاروخ المعروف باسم AIM-174B، في طائرات F-18، ويزيد هذا الطراز الذي يجري إطلاقه جواً بشكل كبير من مدى الاشتباك الجوي لطائرة Super Hornet، ليصل إلى 300 ميل، ما يزيد 3 أضعاف المدى الحالي لصاروخ AIM-120D AMRAAM، وفقاً لمجلة The National Interest

ويعزز هذا التطور القدرات القتالية للبحرية الأميركية، خاصة في سياق الحرب المضادة للطائرات والسفن السطحية، ويتوقع اختبار نشر صاروخ AIM-174B أثناء مناورات RIMPAC، ما قد يُظهر قدراته المتقدمة، وتتماشى هذه الخطوة مع الجهود المستمرة التي تبذلها البحرية الأميركية، لمواجهة التهديدات المتزايدة من الخصوم مثل الصين، وتعزيز موقعها الاستراتيجي.

الحرب الجوية

وأكدت البحرية الأميركية أن مهندسي الأسلحة نجحوا في ربط أحدث نسخة من عائلة Standard من الصواريخ أرض-جو على متن السفن؛ بطائرات مقاتلة هجومية من طراز F/A-18E/F Super Hornet محمولة على حاملات الطائرات.

وأثبت صاروخ SM-6 جدارته في البحر الأحمر، حيث أسقط طائرات دون طيار وصواريخ مضادة للسفن تابعة للحوثيين، وجرى تسمية البديل SM-6 الذي يجري إطلاقه جواً باسم AIM-174B، وسيضاعف على الأقل مدى Super Hornet في الاشتباكات الجوية.

ونظراً لأن مدى الأسلحة هو أحد العوامل الرئيسية التي تحدد الفعالية التكتيكية، يمثل هذا دفعة كبيرة للقوة القتالية لجناح حاملة الطائرات، ويبلغ مدى صاروخ AIM-120D المتقدم متوسط ​​المدى جو-جو، حوالي 100 ميل. ويتميز SM-6 الذي يتم إطلاقه من السفن بمدى يتجاوز 200 ميل، وسيؤدي إطلاق الصاروخ من طائرة محلقة إلى تعزيز سرعة إطلاقه والمدى.

وقالت The National Interest، إن صاروخ AIM-174B يصل مداه إلى حوالي 300 ميل، أي 3 أضعاف مدى صاروخ AMRAAM، وتُظهر صور من المحيط الهادئ طائرة Super Hornet متصلة بجناح حاملة الطائرات 2 على متن السفينة الحربية USS Carl Vinson، وهي تحمل الصاروخ الجديد.

وربما تختار قيادة البحرية الأميركية اختبار السلاح المعاد استخدامه في مناورات بالمحيط الهادئ، وتخطط القوات المسلحة الأميركية لإغراق 5 سفن حربية عملاقة متقاعدة في تدريبات التصويب هذا الصيف، ويمكن أن تحصل صواريخ SM-6 التي تطلق من الجو على نصيب من هذه التدريبات.

وأوضحت المجلة الأميركية أنه إذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من التفوق على الصين، وغيرها من "الخصوم المحتملين" في السنوات المقبلة، سيكون صاروخ SM-6 هو "الأفضل دون منازع".

تطوير صيني

مع نهاية الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفيتي، رأت البحرية الأميركية أنه لا توجد حاجة كبيرة للاستعداد للقتال لكسب التفوق في الحروب البحرية، وأوقفت استخدام صاروخ Tomahawk المضاد للسفن بعيد المدى، وعادت إلى الاعتماد على صواريخ Harpoon المضادة للسفن قصيرة المدى القديمة.

في الوقت نفسه، أولت الصين أهمية كبيرة للمدى، إذ بدأت في بناء أسطول بحري ضخم وزودته بسخاء بالصواريخ المضادة للسفن، ونتيجة لتلك الخطوة، تفوق أسطول المعارك التابع للجيش الصيني على أسطول البحرية الأميركية بهامش واسع، وتذهب المزايا في الحرب البحرية، إلى الجهة التي تمتلك المنصات صاحبة المدى الأطول.

وحتى لو ظلت أسلحة البحرية الصينية أقل شأناً، منح عدم التطابق في المدى خبراء الصواريخ الصينيين خيار توجيه القذائف نحو المنصات الأميركية قبل وقت طويل من اقتراب المنصات الصينية من مدى صواريخ Harpoon.

وربما تتمكن بعض هذه القذائف من الوصول إلى أهدافها إذا جرى إطلاقها بكميات كافية، وهو ما يضعف الأسطول الأميركي قبل أن يتمكن من الرد بإطلاق النار.

وربما يجبر وابل القذائف التابع للبحرية الصينية، السفن الحربية الأميركية على إنفاق صواريخ ثمينة للدفاع عن النفس، وهو ما يؤدي إلى استنزاف ترساناتها من خلال الهجوم المستمر.

وأدركت قيادة البحرية الأميركية والبنتاجون متأخرة أن الأسطول يعاني من مشكلة بسبب القوة الصينية الناشئة، وبدأت القيادة العليا الأميركية في تنفيذ برامج تطوير الصواريخ، التي تؤتي ثمارها حالياً في شكل أسلحة مثل الصاروخ المضاد للسفن بعيد المدى، أوLRASM.

وتمكن مكتب القدرات الاستراتيجية في البنتاجون، منذ عام 2016، من إعادة استخدام SM-6 لضرب السفن السطحية المعادية، وأغرقت البحرية الفرقاطة Reuben James التي خرجت من الخدمة بصاروخ SM-6 في 2016.

وبدأت البحرة الأميركية سد العجز في مدى مواجهة أسطول المعارك التابع للبحرية الصينية.

وقالت The National Interest، إنه على الرغم من أهمية المدى في القتال البحري، إلا أن الجيش الأميركي يعمل على شراء جولات ذخيرة لنظام صواريخ Typhon سطح-سطح.

ويمكن للوحدات الصغيرة المسلحة بالصواريخ، والتي يتم نشرها بموجب مفهوم "العمليات متعددة المجالات" للجيش، أن تنتشر في الجزر، على الأرجح في المحيط الهادئ، لمنع الوصول إلى الجزر نفسها وإلى المياه والسماء المحيطة بها.

ويمكن للقوات البرية المتمركزة على طول أول سلسلة جزر في آسيا، الحفاظ على سيادة وسلامة أراضي حلفاء الولايات المتحدة وشركائها وأصدقائها، مع حرمان الشحن والطائرات الصينية من الوصول إلى غرب المحيط الهادئ ونقاط أبعد من ذلك.

ويؤدي تحصين سلسلة الجزر إلى إلحاق الضرر العسكري والاقتصادي ببكين، مع احتمالية ردع بكين عن أي مغامرات في مضيق تايوان أو بحر الصين.

وأوضحت المجلة الأميركية أن الخطوة التالية لحصد القيمة الكاملة من AIM-174B/SM-6 هي نشرها بكميات كبيرة وبسرعة.

وأشارت إلى أن القيود الواضحة على المشروع هي مالية وصناعية بطبيعتها، فهو سلاح باهظ الثمن، إذ يبلغ سعر النسخة الواحدة 4.3 مليون دولار، ما يجعل من الصعب شراء كميات كبيرة.

ولا تستطيع الصناعة الدفاعية في الولايات المتحدة تصنيع أسلحة معقدة على عجل، كما كانت مصانع الأسلحة القديمة تنتج كل يوم جبالاً من الرصاص والقذائف.

وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عقدت في واشنطن وانتهت في 13 يوليو، إن أعظم مساهمة يمكن للحلفاء تقديمها للدفاع المشترك هي توسيع مجمعاتهم الصناعية الدفاعية، وهو ما ينطبق بشكل خاص على مشروع AIM-174B/SM-6.

تصنيفات

قصص قد تهمك