ماذا نعرف عن طائرات إسرائيل التي ضربت الحوثيين؟

طائرة F15 قبل الإقلاع لشن غارات على أهداف جماعة الحوثيين في ميناء الحديدة باليمن. 20 يوليو 2024 - @AvichayAdraee الحساب الرسمي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي
طائرة F15 قبل الإقلاع لشن غارات على أهداف جماعة الحوثيين في ميناء الحديدة باليمن. 20 يوليو 2024 - @AvichayAdraee الحساب الرسمي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي
دبي-الشرق

بعد يوم من الهجوم الحوثي الذي استهدف تل أبيب بطائرة مسيرة، شن الجيش الإسرائيلي، السبت، غارة جوية على ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الجماعة اليمنية، مستخدماً طائرات مقاتلة من طراز F15.

وقال متحدث الجيش الإسرائيلي  أفيخاي أدرعي، إن الغارة ضربت أهدافاً في ميناء الحديدة، الذي يعتبر مركزاً لـ"دخول أسلحة فتاكة من إيران لليمن"، ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو، يبين تحضيرات طائرات F-15 قبل تنفيذ العمليات العسكرية في اليمن. 

وأوضح أدرعي، أن الطيارين الإسرائيليين نفذوا عملياتهم تجاه أهداف في منطقة ميناء الحديدة التي تبعد أكثر من 1700 كيلومتر عن تل أبيب.  

سنوات من التجهيز 

وحسب صحيفة Times of Israel، شن الجيش الإسرائيلي الهجوم على ميناء الحديدة، باستخدام طائرات مقاتلة طراز F-15، وبمشاركة طائرات الجيل الخامس F-35، وكذلك طائرات استطلاع، وطائرات للتزود بالوقود. 

وأفادت الصحيفة الإسرائيلية، بأنه كانت هناك حاجة إلى طائرات التزود بالوقود؛ لأن الهدف كان على بعد نحو 1700 كيلومتر من إسرائيل، فيما أشار موقع The War zone، إلى أن الهجوم هو الأول من نوعه لإسرائيل، لضرب أهداف في اليمن بهذه المسافة.

كما أظهر مقطع فيديو يزعم أنه يظهر طائرة تزود بالوقود جواً من طراز 707 تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وطائرة من طراز F-35I، بالإضافة إلى مقاتلات أخرى، تحلق فوق إيلات باتجاه البحر الأحمر. 

وأكد The War Zone، أن الضربة هي تذكير واضح بقدرات إسرائيل في الضربات بعيدة المدى، والتي تم صقلها من خلال عمليات حقيقية امتدت لعقود من الزمن، وممارسة مستمرة، لتنفيذ حملة جوية كبرى ضد "المصالح النووية الإيرانية".  

وأشار الموقع إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه ضربات مباشرة أو ما إذا تم استخدام نوع من الأسلحة البعيدة المدى، ولكن بالنظر إلى قدرات الدفاع الجوي المنخفضة للغاية لدى الحوثيين، فمن المرجح أن يكون ذلك "هجوماً شبه مباشر"، على الأقل باستخدام ذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو أسلحة مماثلة. 

وأكدت محللة الشؤون الأمنية الأميركية، إيرينا تسوكرمان، أن "إسرائيل كانت مستعدة بشكل جيد للعملية، نظراً لتعاملها مع التهديد الحوثي بشكل جدي".

وأشارت تسوكرمان في تصريحات لـ"الشرق"، إلى أنه كان أمام إسرائيل سنوات للتحضير لهذه العملية، وتحديد الأهداف العسكرية ذات القيمة العالية التي يمكن أن ترسل رسالة ردع كافية لكل من الحوثيين، وإيران، وتقوض أيضاً قدراتهم العسكرية بما يكفي لمنعهم من شن هجمات مستقبلية على إسرائيل". 

وذكرت تسوكرمان، أن الهجوم على ميناء الحديدة كان "مباشراً ولم يكن من الصعب تنفيذه، بسبب التفوق الساحق للقوات الجوية الإسرائيلية على الحوثيين، الذين تمكنوا مؤخراً فقط من الوصول إلى طائرة قديمة استحوذوا عليها من الجيش اليمني".  

وأوضحت تسوكرمان أن إسرائيل أرسلت طائراتها الحربية لقصف مستودعات الغاز والنفط، ومحطة توليد الكهرباء، لافتة إلى أن المسافة في الحروب الحديثة لم تعد عائقاً حتى أمام الطائرات الحوثية بدون طيار التي نجحت في الوصول إلى وسط تل أبيب، وليس فقط إيلات، مضيفة: بالنسبة للطائرات الحربية الإسرائيلية، لم تكن المسافة كبيرة بشكل خاص، ووصلت إلى المنطقة دون أي عائق نسبياً بسبب نقص الأصول الجوية لدى الحوثيين". 

تفوق جوي 

وتمتلك تل أبيب قوة جوية متطورة تعتمد على التكنولوجيا الأميركية، ووضع موقع WDMMA، المتخصص في رصد القدرات الجوية عالمياً، إسرائيل بين أبرز 10 دول في العالم تفوقاً في القدرات الجوية، بـ 581 طائرة حربية معظمها مقاتلات تفوق جوي ومروحيات. 

وتعتبر إسرائيل الحليف الأبرز للولايات المتحدة في المنطقة، ما جعلها تمتلك أقوى المقاتلات الأميركية بدءاً من F-15، وF-16، وصولاً إلى المقاتلة الأحدث عالمياً F-35.

وتقترب الولايات المتحدة من الموافقة على بيع ما يصل إلى 50 مقاتلة ثقيلة الوزن بمحركين من طراز F-15 Eagle لإسرائيل، بموجب عقد تقدر قيمته بما يصل إلى 18 مليار دولار، أي تكلفة تقترب من 360 مليون دولار لكل مقاتلة.

وقالت مجلة Military Watch، إن هذه الصفقة ستكون من أغلى المقاتلات التي تم تصديرها على الإطلاق، حيث تتمتع طائرة F-15 بتكاليف إنتاج وتشغيل أعلى بكثير من فئة المقاتلة الأخرى الوحيدة التي يتم إنتاجها حالياً للقوات الجوية الأميركية وهي F-35A.

وبدأت إسرائيل في الحصول على طائرات F-15 Eagle في إطار برنامج "ثعلب السلام" في عام 1975، وأصبحت أول عميل تصدير لهذا النوع من الطائرات المقاتلة المتطورة، وذلك وفقا لموقع jewish virtual library، ووصلت أول 4 طائرات Eagle للقوات الجوية الإسرائيلية في 10 ديسمبر 1976. 

وقال موقع Air Force، إن طائرة F-15 Eagle هي مقاتلة تكتيكية شديدة القدرة على المناورة في جميع الأحوال الجوية، ومصممة للسماح للقوات الجوية باكتساب، والحفاظ على التفوق الجوي فوق ساحة المعركة. 

ويتحقق التفوق الجوي لطائرة Eagle من خلال مزيج من القدرة على المناورة والتسارع والمدى والأسلحة والإلكترونيات، وتحتوي على أنظمة إلكترونية وأسلحة للكشف عن طائرات العدو واصطيادها، وتعقبها ومهاجمتها أثناء العمل في المجال الجوي الصديق أو الخاضع لسيطرة العدو. 

وجرى تصميم الأسلحة وأنظمة التحكم في الطيران بحيث يمكن لشخص واحد القيام بمعارك جو-جو بأمان وفعالية، مع قدرة عالية على المناورة، والتسارع، والدوران بإحكام دون فقدان السرعة الجوية.

وتتميز طائرة F-15 Eagle بنظام إلكترونيات طيران متعدد المهام يميزها عن غيرها من الطائرات المقاتلة، ويشمل النظام شاشة عرض أمامية، وراداراً متقدماً، ونظام ملاحة بالقصور الذاتي، وأجهزة طيران، واتصالات بترددات فائقة الارتفاع، ونظام ملاحة تكتيكي، ونظام هبوط آلي. 

ويمكن تسليح المقاتلة الأميركية الصنع بمجموعات من أسلحة جو-جو مختلفة، بينها، صواريخ جو-جو متوسطة المدى متقدمة من طراز AIM-120 على زوايا جسم الطائرة السفلية، وصواريخ AIM-9L/M Sidewinder أو AIM-120 على برجين تحت الأجنحة، ومدفع داخلي عيار 20 مم في جذر الجناح الأيمن.

المقاتلات الروسية والصينية

في المقابل، لا يزال مدى الطائرة F-15 أقصر بكثير من معظم المقاتلات الروسية والصينية قيد الإنتاج حالياً، بما في ذلك مقاتلات Su-35 التي تم بيعها مؤخراً إلى المنافس الإقليمي، إيران، ولكن المدى الطويل نسبياً للطائرة، لا يزال موضع تقدير من قبل تل أبيب باعتباره ميسراً لضربات محتملة ضد أهداف على الأراضي الإيرانية، وذلك وفقاً لمجلة Military Watch.

وتعتبر F-15 أقدم فئة مقاتلة لا تزال قيد الإنتاج في أي مكان في العالم حالياً، بعد أن حلقت لأول مرة في عام 1972، وحصلت إسرائيل آخر مرة على طائرات F-15 في التسعينيات من خلال شراء 25 مقاتلة هجومية من طراز F-15I، لتشكل سرباً واحداً، على الرغم من أنها حصلت على عشرات من طرازات F-15A وB وC وD الأقدم خلال الحرب الباردة.

وتعد طائرات F-15 الإسرائيلية هي الأقدم في أي مكان في العالم، وتعتمد إلى حد كبير على صواريخ ورادارات جو-جو قديمة من طراز AIM-7، بينما تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى العديد من الفئات الحديثة من الأسلحة الموجهة التي يمكن لطائرة F-15EX نشرها.

ويتوقع أن تختلف طائرات F-15 الجديدة المباعة لإسرائيل عن تلك التي يتم إنتاجها للقوات الجوية الأميركية، وأن تدمج إلكترونيات الطيران، والأسلحة المنتجة محلياً. 

طائرة الجيل الخامس 

وقالت تقارير إسرائيلية، إن طائرة F-35 من الجيل الخامس شاركت في الضربة الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة، وكانت إسرائيل الأولى في العالم التي اختارت المقاتلة F-35 كجزء من صفقة مع الإدارة الأميركية عام 2010، ويبلغ سعر المقاتلة الأميركية 77.9 مليون دولار، وتعمل F-35، من 36 قاعدة وحاملة طائرات في 9 دول حول العالم.

وبينما تمتلك النسخة الإسرائيلية (أدير) كل التقنيات الموجودة على النسخ الأخرى التي تستخدمها باقي الدول المشغلة للمقاتلة الأميركية، فإن تل أبيب تزود نسختها بتقنيات خاصة.

وتعد إسرائيل الوحيدة في الشرق الأوسط التي حصلت على المقاتلة الأميركية F-35 التي تصنف ضمن مقاتلات "الجيل الخامس"، واشتهرت المقاتلة الأميركية الصنع F-35، بأنها الأكثر تطوراً على مستوى العالم، إذ تتمتع بقدرات خارقة، أبرزها "رصد الرادارات العسكرية"، إلا أن سُمعتها الجيدة تواجه تهديداً، بعد أن أفادت جهات أميركية، بأن كلفة إصلاحاتها ستكون باهظة، إذا ظهرت مشكلات في آخر اختبار محاكاة. 

وتشمل التغييرات الرئيسية المدرجة في متغير F-35I Adir شاشات محمولة على خوذة سلاح الجو الإسرائيلي، ووظيفة ربط البيانات التي تناسب احتياجات إسرائيل، وتحسينات إضافية تم إدخالها على قدرات جمع البيانات، ومعالجتها المتطورة بالفعل للمقاتلة، وذلك وفقاً لمجلة The National Interest.

ويضمن نظام الحرب الإلكترونية المحلي (ESW) الخاص بـ Mighty One أن تحافظ هذه الطائرة على التفوق على نظيراتها من الأعداء. 

ومنذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي، استخدم سلاح الجو الإسرائيلي بشكل متكرر طائرات F-35I لتحقيق مجموعة مهامه في القطاع.

وفي نوفمبر، اعترفت إسرائيل بأن هذه الطائرات استخدمت لاعتراض وإسقاط صاروخ كروز، وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام طائرة F-35 لإسقاط هدف من هذا النوع. 

تصنيفات

قصص قد تهمك