تايوان تستعد لحرب محتملة مع الصين.. تعزيزات عسكرية ببصمة أميركية

جنود من تايوان خلال أحد التدريبات العسكرية بالتزامن مع مناورات تجريها الصين حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي. 9 أبريل 2023 - AFP
جنود من تايوان خلال أحد التدريبات العسكرية بالتزامن مع مناورات تجريها الصين حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي. 9 أبريل 2023 - AFP
دبي-الشرق

بينما تزيد الصين من طلعاتها الجوية حول تايوان، تعمل تايبيه على تعزيز قدراتها الدفاعية عبر عقد صفقات مع الحلفاء في الغرب، تتضمن شراء طائرات مقاتلة، ودبابات قتال رئيسية، وسفن بحرية، في خطوة تهدف من خلالها لتأكيد التزامها بالسيادة، والاستقرار الإقليمي.

ووصف موقع Army Technology استمرار تايوان في تحديث قدراتها العسكرية، بمثابة "مناورة" للرد على التهديد الصيني.

وتعمل تايوان على تحديث قواتها المسلحة مع التركيز على الجيش، والقوات الجوية، والبحرية، وتهدف هذه الإصلاحات، التي تدعمها زيادة ميزانية الدفاع، إلى مواجهة التهديدات التي يفرضها الجيش الصيني، وضمان أمن تايوان، واستقلالها.

ووفقاً لتقرير "سوق الدفاع في تايوان 2024-2029" الصادر عن موقع GlobalData، من المتوقع أن تنمو ميزانية الدفاع التايوانية من 19.4 مليار دولار (636.5 مليار دولار تايواني) في عام 2024 إلى 23.4 مليار دولار (767.8 مليار دولار تايواني) بحلول عام 2029.

ويعكس هذا الالتزام المالي، الحاجة الملحّة لتعزيز القدرات الدفاعية لتايوان، وسط التدريبات العسكرية المتكررة التي تجريها الصين بالقرب من مجالها الجوي، ومياهها الإقليمية.

حرب محتملة بين الصين وتايوان

ومن المتوقع أيضاً أن تتلقى القوات الجوية في تايوان 56 طائرة F-16V من طراز Block 70/72 Viper، وهي ترقية من الطرازات القديمة.

وبحلول عام 2026، تخطط تايوان لتشغيل أسطول من 208 طائرات من طراز F-16، وهي خطوة تهدف لتعزيز قتالها الجوي والعمل كرادع ضد الغارات الجوية الصينية.

تعزيز القوات الجوية

وفي يونيو الماضي، وافقت الولايات المتحدة على بيع قطع غيار وإصلاحات لطائرات F-16 بقيمة 220 مليون دولار إلى تايوان، ما يسلط الضوء على الدعم الأميركي المستمر لتايبيه.

وعلّقت الصين محادثات الحد من التسلح ومنع انتشار الأسلحة مع الولايات المتحدة، وألقت باللوم على استمرار مبيعات الأسلحة التي تقدمها واشنطن إلى تايبيه في تصعيد التوترات. 

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب موافقة وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً على بيع ذخائر بقيمة 360 مليون دولار إلى تايوان، بما في ذلك أنظمة Switchblade وALTIUS.

تعزيز الدفاعات البرية

وتعمل تايوان على تعزيز جيشها بـ108 دبابات قتال رئيسية من طراز M1A2 Abrams من الولايات المتحدة، ويشمل هذا العقد الذي تبلغ قيمته 1.4 مليار دولار تدريب القوات التايوانية، وضمان جاهزيتها العملياتية.

وتُعتبر دبابات Abrams بالغة الأهمية في الحفاظ على قوة برية قادرة على الرد على أي عدوان من جانب الجيش الصيني.

توسيع القدرات البحرية

وتخضع البحرية التايوانية أيضاً لعمليات تحديث، ومن بين المكونات المهمة لهذا التحديث بناء 10 فرقاطات خفيفة جديدة تزن 2500 طن، بواسطة شركة Jong Shyn Shipbuilding لبناء السفن. 

وستعمل هذه السفن، إلى جانب إضافة طائرات مروحية من طراز MH-60R Seahawk من الولايات المتحدة، على تحسين قدرات تايوان في الحرب السطحية، وضد الغواصات. 

وعلاوة على ذلك، يُعتبر إطلاق غواصة الدفاع المحلية من فئة Hai Kun، كجزء من برنامج بقيمة 12.3 مليار دولار، تعزيزاً لقدرة تايوان على المراقبة والقتال تحت الماء.

الاعتماد على الذات والاستقرار الإقليمي

وتشكل هذه التعزيزات العسكرية جزءاً من استراتيجية تايوان لتحقيق الاعتماد على الذات في مجال الدفاع، وبموجب قانون تطوير صناعة الدفاع الوطنية، تشجع تايبيه بنشاط الشركات المحلية على المشاركة في قطاع الدفاع، بهدف تقليل الاعتماد على الموردين الأجانب وبناء صناعة دفاع محلية.

وتكتسب هذه المبادرة أهمية كبيرة في ظل المشهد السياسي المعقد الذي تعيشه تايوان، حيث تسعى إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

كما تسلط جهود التحديث العسكري في تايبيه الضوء على عزمها على الدفاع عن سيادتها ضد التهديدات المتصاعدة من الصين.

وتُعد الاستثمارات في الطائرات، ودبابات القتال الرئيسية، والسفن البحرية محورية في تعزيز موقفها الدفاعي، والحفاظ على السلام في منطقة تتسم بتوترات جيوسياسية متزايدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك