كشفت دراسة جديدة، نُشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية JAMA Network Open، أن "الترمّل" يرتبط بانخفاض في الوظائف الحيوية والبدنية وزيادة في معدل الوفيات بين كبار السن الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان، أو الخرف، أو فشل الأعضاء.
وقد يكون هذا التأثير، الذي يُعرف بـ "تأثير الترمّل"، أكثر وضوحاً في هؤلاء الذين يعتمدون بشكل كبير على أزواجهم لتقديم الدعم والرعاية.
وتشير الدراسة إلى أن فقدان الشريك، خاصة في حالة الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتهم الجسدية والنفسية.
وفي الغالب، يلعب الأزواج دوراً محورياً في تقديم الدعم البدني والعاطفي، مثل الرعاية الصحية اليومية، واتخاذ القرارات الطبية، والنشاطات الأساسية مثل إعداد الطعام والتسوق.
ويقول الباحثون إن فقدان هذا الدعم يمكن أن يؤدي إلى تدهور سريع في الوظائف البدنية وزيادة في معدلات الوفاة، خاصة في الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خطيرة تتطلب رعاية مستمرة.
توثيق دقيق لتأثير "الترمّل" على الصحة
واستخدمت هذه الدراسة بيانات من دراسة الصحة والتقاعد "Health and Retirement Study" التي جمعت بيانات شاملة وممثلة للسكان من كبار السن في الولايات المتحدة.
وشملت الدراسة ما يزيد على 13 ألفاً و824 مشاركاً ممن تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، وكانوا يعيشون في منازلهم، مع توثيق دقيق لحالاتهم الصحية بما في ذلك وجود أمراض مثل السرطان، الخرف، أو فشل الأعضاء.
وتم مطابقة المشاركين الذين فقدوا أزواجهم مع أولئك الذين لم يعانوا من هذه التجربة وفقاً لعوامل مثل العمر، والجنس، والحالة الصحية، والتعليم.
كما تم قياس أداء الوظائف البدنية من خلال تقييم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية مثل المشي، وتناول الطعام، والاستحمام، كما تم تحليل معدل الوفيات خلال فترة سنة واحدة بعد "الترمّل".
تدهور صحي وزيادة الوفيات
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من السرطان أو الخرف، ويعانون من تدهور وظيفي، هم الأكثر تأثراً بوفاة أزواجهم، كما أظهرت النتائج انخفاضاً حاداً في الأداء الوظيفي بمقدار 1.17 نقطة بعد وفاة الشريك، فيما زاد خطر الوفاة بنسبة 8% خلال السنة التالية.
وتقول الدراسة إن الأشخاص المصابون بالخرف شهدوا انخفاضاً في الأداء الوظيفي بمقدار 1.00 نقطة، وزيادة في خطر الوفاة بنسبة 14%.
وعلى الرغم من أن الأشخاص المصابون بفشل الأعضاء أظهروا انخفاضاً طفيفاً في الوظائف، إلا أن هذا الانخفاض لم يكن كبيراً إحصائياً، ولم يكن هناك زيادة كبيرة في معدل الوفيات.
وتؤكد النتائج أن فقدان الزوج أو الزوجة يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الصحة الجسدية والنفسية للأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة.