قالت دراسة حديثة مشتركة لباحثيْن، بريطاني ونرويجي، إنها تملك دليلاً على أن "العلماء الصينيين صنّعوا فيروس كورونا مخبرياً، ثم عكسوا هندسة نسخ الفيروس لجعله يبدو وكأنه تطور بشكل طبيعي من الخفافيش"، وهو ما تنفيه الصين بشكل متكرر.
وأوضح البروفيسور البريطاني أنغوس دالغليش، والعالم النرويجي بيرغر سورنسن، أنهما كانا "يمتلكان دليلاً أولياً على إتمام تلك الهندسة الرجعية للفيروس في الصين منذ العام الماضي، لكن تم تجاهلها من قبل الأكاديميين والمجلات الطبية الكبرى"، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطاني.
وتوصلت الدراسة إلى أن "احتمال تطور الفيروس من محيطه الطبيعي، يبقى ضئيلاً جداً". ولا يزال الفيروس يقتل 12 ألف شخص يومياً حول العالم.
وأشارا إلى أن "العلماء الصينيين العاملين في مجال أبحاث اكتساب الوظيفة (تتضمن معالجة الفيروسات الطبيعية في المختبر لجعلها أكثر عدوى)، أخذوا ما يسمى العمود الفقري الطبيعي لفيروس كورونا الموجود في خفافيش الكهوف الصينية، وحولوه إلى SARS-Cov-2 القاتل، والقابل للانتقال بشكل أكبر".
"بصمات فريدة"
وقال الباحثان إنه "خلال بحثهما لإنتاج لقاح مضاد لكورونا، عثرا على بصمات فريدة تشير إلى أن الفيروس لم يتشكل بصورة طبيعية مثل باقي الفيروسات، بعدما اكتشفا أن أربعة أحماض أمينية متتالية من فيروس كورونا، تحمل شحنة موجبة، وترتبط بالخلايا البشرية السالبة".
ونظراً لأن الأحماض الأمينية موجبة الشحنة، مثل المغناطيس، تتنافر مع بعضها البعض، "فمن النادر العثور على ثلاث شحنات في أحماض أمينية متتالية في الكائنات الحية، أي أنها تحدث بشكل طبيعي، في حين أن تشكل أربعة أحماض على التوالي أمر غير مرجح إطلاقاً"، بحسب الدراسة.
وأضاف دالغليش أن "قوانين الفيزياء تعني أنه لا يمكن الحصول على أربعة أحماض أمينية موجبة الشحنة على التوالي، والطريقة الوحيدة التي يعد ذلك ممكناً فيها، يتم من خلال تصنيعه مخبرياً".
ولفتت الدراسة إلى أن الباحثيْن تتبعا دراسات صينية منشورة سابقاً، تمت بالتعاون مع جامعات أميركية مرموقة، لإظهار كيف تم بناء أدوات إنشاء الفيروس من خلال أبحاث "اكتساب الوظيفة"، ما يسمح للعلماء بدراسة تأثيرها المحتمل على البشر.
وطور دالغليش -وهو أستاذ في علم الأورام في لندن- لقاحاً لعلاج فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، أما سورنسن -وهو عالم فيروسات ورئيس شركة "لامونور" للأدوية- فطوّر لقاح "بايوفاك-19" Biovacc-19، المرشح لعلاج فيروس كورونا أيضاً.
سلامة المعهد الصيني
وزار مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية "معهد ووهان" لعلم الفيروسات في عام 2018، وأرسلوا تحذيرين رسميين إلى واشنطن للتنبيه من "سوء الحالة الأمنية هناك"، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".
وكان مختبر "ووهان الوطني للسلامة البيولوجية"، ومقره معهد ووهان، أول مختبر صيني يتم تصنيفه على مستوى السلامة الحيوية بدرجة "4"، وهو التصنيف الأكثر أماناً.
وفي فبراير 2020 نشر باحث الميكانيكا الحيوية الجزيئية في جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا، بوتاو شياو، ورقة تدعي أن "الفيروس التاجي القاتل، ربما نشأ من مختبر في ووهان"، مسلطاً الضوء على مشكلات السلامة في المعهد.
"تقرير جديد"
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، عن مصادر مطلعة ومسؤولين بالإدارة الأميركية، أن الحكومة الصينية رفضت المشاركة في تحقيق بشأن أصل فيروس كورونا، فضلاً عن وجود "أدلة جديدة" بناءً على معلومات استخبارية، ما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إصدار أمر لأجهزة الاستخبارات بـ"تكثيف جهودها" لتوضيح منشأ الفيروس.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن دعوة الرئيس لخوض "سباق لمدة 90 يوماً" لفهم منشأ كورونا، جاءت بعد أن أخبر مسؤولون استخباراتيون البيت الأبيض بأن لديهم "مجموعة أدلة لم يتم فحصها بعد"، إذ تتطلب "تحليلاً إضافياً بالحاسوب" ربما يلقي الضوء على لغز "منشأ الفيروس".