كيف يمكن لمنظمة الصحة العالمية مكافحة الأوبئة المستقبلية؟

امرأة ترتدي قناع وجه تمشي في شنغهاي بالصين. 8 أبريل 2025 - Reuters
امرأة ترتدي قناع وجه تمشي في شنغهاي بالصين. 8 أبريل 2025 - Reuters
جنيف-رويترز

تأمل الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية أن تختتم قريباً أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات بشأن قواعد جديدة للاستعداد والاستجابة للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل، وذلك عند استئناف المحادثات في جنيف، بعد أن أودت جائحة "فيروس كورونا" بحياة الملايين في الفترة ما بين 2020 و2022.

ومن المقرر أن يجتمع المندوبون، الثلاثاء، في جنيف لوضع اللمسات الأخيرة على نص تاريخي بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد والاستجابة لها، ومنح موافقتهم النهائية عليه، وفق السفيرة الفرنسية للصحة العالمية آن كلير أمبرو.

ويأتي الاجتماع بعدما توصَّل أعضاء المنظمة، السبت، إلى اتفاق بشأن كيفية التعامل مع الأوبئة المستقبلية بعد ثلاث سنوات من المناقشات، وفق ما أفادت الرئيسة المشاركة لهيئة التفاوض. وقالت أمبرو: "لقد توصلنا إلى اتفاق مبدئي"، وسيتعيّن على الدول الأعضاء الموافقة على النسخة النهائية.

لماذا تجري مناقشة معاهدة جديدة بشأن الاستجابة للأوبئة؟

بينما لدى منظمة الصحة العالمية بالفعل قواعد ملزمة بشأن التزامات الدول عندما قد تتجاوز أحداث الصحة العامة الحدود الوطنية، وجد أن هذه القواعد غير كافية لمواجهة جائحة عالمية.

ويأتي جزء كبير من الدافع وراء معاهدة جديدة من الرغبة في معالجة أوجه القصور التي شابت النظام الحالي في "عصر كورونا"، مثل عدم المساواة في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية ومنخفضة الدخل، وضمان تبادل المعلومات والتعاون بشكل أسرع وأكثر شفافية.

وينص أحد البنود الرئيسية في المعاهدة (المادة 12) على تخصيص نحو 20% من الاختبارات والعلاجات واللقاحات لمنظمة الصحة العالمية لتوزيعها على الدول الأكثر فقراً في حالات الطوارئ.

ما موقف الدول من الاتفاقية؟

أعاقت الخلافات بين الدول الغنية والفقيرة المفاوضات، فإلى جانب تقاسم الأدوية واللقاحات، يُعد التمويل نقطة خلاف رئيسية، بما في ذلك إنشاء صندوق مخصَّص، أو طريقة للاستفادة من الموارد المتاحة، مثل صندوق البنك الدولي للوقاية من الأوبئة بقيمة مليار دولار.

وتسببت مخاوف بعض الناقدين في تعقيد المفاوضات، إذ أشاروا إلى أن الاتفاقية قد تقوّض السيادة الوطنية من خلال منحها صلاحيات واسعة لوكالة تابعة للأمم المتحدة.

وينفي المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس هذه التصريحات، إذ قال إن الاتفاق سيساعد الدول على حماية نفسها من تفشي الأوبئة بشكل أفضل.

وانسحبت الولايات المتحدة من المناقشات هذا العام بعدما أصدر الرئيس دونالد ترمب أمراً تنفيذياً في فبراير بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومنع المشاركة في المحادثات.

كما أعلنت الأرجنتين في فبراير، الانسحاب من المنظمة بسبب "اختلافات عميقة" مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

ماذا بعد؟

في حال موافقة الدول الأعضاء على نص الاتفاقية، سيجري عرضها على جمعية الصحة العالمية في مايو، وسيكون لأعضاء منظمة الصحة العالمية الذين شاركوا في المناقشات حرية التصديق على الاتفاقية، أو عدمه بعد اعتمادها رسمياً، وهو أمر قد يستغرق سنوات. وسيُمثّل الاتفاق، حال إتمامه، انتصاراً تاريخيا للمنظمة.

ولم تتفق الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على معاهدة إلا مرة واحدة في تاريخها الممتد على مدار 75 عاماً، وهي اتفاقية مكافحة التبغ عام 2003.

تصنيفات

قصص قد تهمك