دراسة: لقاح تجريبي مضاد لإنفلونزا الطيور يُظهر نتائج واعدة

لافتة تحذر من فيروس إنفلونزا الطيور في منطقة راندرز، الدنمارك، 17 نوفمبر 2020 - via REUTERS
لافتة تحذر من فيروس إنفلونزا الطيور في منطقة راندرز، الدنمارك، 17 نوفمبر 2020 - via REUTERS
القاهرة-محمد منصور

أظهرت دراسة جديدة نجاح لقاح تجريبي طوَّره باحثون في جامعة "بافالو" الأميركية في توفير حماية كاملة لفئران التجارب ضد سلالة H5N1 2.3.4.4b، وهي سلالة خطيرة من فيروس إنفلونزا الطيور، تسبَّبت في تفشيات واسعة بين الطيور البرية والدواجن، كما انتقلت إلى الماشية والأسماك والثدييات الأخرى مثل القطط، وأسود البحر.

يعتمد اللقاح على تقنية مبتكرة، تسمى منصة لقاح نانوية (CoPoP)، والتي سبق أن خضعت لاختبارات سريرية كلقاح محتمل ضد "فيروس كورونا"، ما يعزز احتمالات نجاحها في مكافحة سلالات إنفلونزا الطيور المتطورة.

يعمل اللقاح الجديد بطريقة ذكية تستهدف جزئين مهمين من فيروس إنفلونزا الطيور، الأول يُعرف باسم "الهيماجلوتينين" (H5)، ويساعد الفيروس على الالتصاق بخلايانا، والثاني "النورامينيداز" (N1)، الذي يساعده على الانتشار.

لقاح إنفلونزا الطيور

وصنع العلماء جسيمات متناهية الصغر، أصغر من الشعرة بآلاف المرات، وحمَّلوها بقطع صغيرة من هذين الجزئين الفيروسيين.

وعند حقن اللقاح، يتعرف الجسم على هذه الأجزاء الفيروسية، ويتدرب على محاربتها، بحيث إذا هاجم الفيروس الحقيقي يكون الجسم مستعداً لتدميره بسرعة.

واختبر الباحثون فاعلية لقاح تجريبي ضد سلالة إنفلونزا الطيور 2.3.4.4b على الفئران باستخدام 3 تركيبات مختلفة.

وأظهرت التركيبة الأولى، التي تحتوي على بروتين H5 فقط فاعلية مذهلة بنسبة حماية كاملة (100%)، إذ منعت تماماً ظهور الأعراض المرضية، وحافظت على أوزان الفئران، ولم يظهر أي أثر للفيروس في الرئتين.

وتضمنت التركيبة الثانية بروتين N1 فقط، وحققت حماية جزئية بنسبة 70% مع ظهور بعض الأعراض، أما التركيبة الثالثة التي جمعت بين H5 وN1 فحققت حماية كاملة لكن دون تفوق على فاعلية H5 منفرداً، ما يشير إلى أن بروتين H5 الذي يعمل كـ"مفتاح" لدخول الفيروس للخلايا هو الأكثر أهمية في تحفيز المناعة مقارنة ببروتين N1 الذي يعمل كـ"مقص" مساعد لتكاثر الفيروس.

تقليل أعراض الإنفلونزا

ورغم ذلك أكد الباحثون أن وجود N1 يبقى مهماً لتقليل شدة الأعراض وانتشار الفيروس، خاصة مع تطور السلالات الفيروسية الجديدة.

ويتميز اللقاح الجديد بمزايا تجعله أفضل من اللقاحات التقليدية؛ إذ لا يحتاج إلى البيض في تصنيعه، عكس اللقاحات الحالية التي تتطلب أسابيع لتحضيرها في بيض الدجاج، ما يجعله أسرع إنتاجاً، وأقل عُرضة للتلوث.

ويمكن تعديله بسهولة لمجابهة أي سلالات جديدة تظهر من الفيروس، كما أن المواد المنشطة المضافة له تعزز قوة استجابة المناعة، والأهم أن التقنية المستخدمة في اللقاح الجديد أثبتت نجاحها مسبقاً في تجارب لقاحات كورونا، ما يضفي عليها مصداقية، ويثبت فاعليتها.

وقال الباحثون إن هذه الخصائص تجعل اللقاح الجديد مرشحاً قوياً ليكون اللقاح المثالي للتصدي لإنفلونزا الطيور.

واكتسب هذا اللقاح أهمية كبيرة في الوقت الحالي مع الانتشار المتزايد للسلالة الخطيرة H5N1 2.3.4.4b بين الطيور والحيوانات، وبدء ظهور إصابات بشرية متفرقة.

ويُعتبر اللقاح الجديد أداة حيوية يمكنها وقف تطور الفيروس إلى أشكال أكثر خطراً، وحماية العمال في قطاعات الدواجن والثروة الحيوانية، الأكثر عُرضة للعدوى، بالإضافة إلى تمكين السلطات الصحية من التصدي بسرعة لأي موجات تفشٍ جديدة.

ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام إنتاج اللقاح، إلا أن المؤلف الرئيسي للدراسة جوناثان لوفيل، يؤكد أن النتائج الأولية تبعث على التفاؤل، وتفتح آفاقاً جديدة لتطوير لقاحات أكثر فاعلية ضد هذا التهديد الصحي العالمي.

تصنيفات

قصص قد تهمك