اكتشاف "مؤشرات حيوية" تساعد في علاج اضطراب الحمل المدمر

مخطط توضيحي لملخص التغييرات في جينات FKBPL وCD44 طوال فترة الحمل خلال حدوث مقدمات الارتعاج. - Oxford Press
مخطط توضيحي لملخص التغييرات في جينات FKBPL وCD44 طوال فترة الحمل خلال حدوث مقدمات الارتعاج. - Oxford Press
القاهرة -محمد منصور

كشفت دراسة علمية جديدة نُشرت نتائجها في دورية "الغدد الصماء والتمثيل الغذائي"، أن نوعين من المؤشرات الحيوية، يمكن أن يُسببا اضطراباً خطيراً ومدمراً في الحمل يُسمى بـ"مقدمات الارتعاج".

والمؤشرات الحيوية هي فئة فرعية واسعة من العلامات الطبية تُعد في الأساس مؤشرات موضوعية لحالة طبية يمكن قياسها كمؤشر للعمليات البيولوجية الطبيعية، أو العمليات الممرضة، أو الاستجابات الدوائية للتدخلات العلاجية.

واكتشف الباحثون اثنين من تلك الواسمات يسميان "CD44" و"kFKBPL" يعني وجودهما احتمالية حدوث "مقدمات الارتعاج" بنسبة كبيرة، وهو ما يجعل الأطباء قادرين على التدخل مبكراً، حتى قبل ظهور أعراض المرض بفترة طويلة.

ومقدمات الارتعاج، من مضاعفات الحمل الأكثر شهرة، وتتسبب في ارتفاع ضغط الدم بصورة مُفرطة، ما يؤدي لتلف أعضاء حيوية عند كل من الأم والجنين. ويبدأ ذلك المرض في الظهور بعد 20 أسبوعاً من بداية الحمل بحد أدنى، وعادة بصورة مفاجئة.

ويمكن أن يؤدي المرض لمضاعفات خطيرة، كتليف الكبد، والفشل الكلوي، كما يُمكن أن يكون مميتاً، إذا ما تُرك دون علاج أو كان التدخل الطبي متأخراً.

وقالت الدكتورة لانا ماكليمنتس من "جامعة سيدني للتكنولوجيا"، وهي المؤلفة الأولى للدراسة، إن المؤشرات الحيوية، يمكن استخدامها لتشخيص وتقييم خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج في الحمل المبكر والمتأخر على حد سواء، خاصة "لدى النساء اللواتي يبدون أصحاء".

نوعان رئيسيان 

وهناك نوعان رئيسيان من مقدمات الارتعاج، هما مقدمات الارتعاج المبكرة التي يتم تشخيصها قبل 34 أسبوعاً من الحمل، والمتأخرة التي تظهر في الأسبوع الـ34 وما بعده.

وتركز الغالبية العظمى من استراتيجيات الفحص والمراقبة الحالية على مقدمات الارتعاج المبكرة، والتي تصيب 10-15% فقط من جميع حالات مقدمات الارتعاج، في حين تم تجاهل مقدمات الارتعاج المتأخرة إلى حد كبير.

ويرى الباحثون أن المؤشرات الحيوية المكتشفة حديثاً مفيدة بشكل خاص لتشخيص حالات مقدمات الارتعاج المتأخرة بين الثلثين الثاني والثالث من الحمل، وهي فترة تفتقر حالياً إلى المؤشرات الحيوية الموثوقة.

وتسمح المؤشرات الحيوية بالتنبؤ بخلل المشيمة غير المنتظمة، أو اضطراب وظائف الأوعية الدموية الأمومية، وهي الأسباب الكامنة الرئيسية لتسمم الحمل.

وذكرت الدكتورة ماكليمنتس في بيان صحافي حصلت "الشرق" على نسخة منه أن هذا الاكتشاف، قد يؤدي إلى التشخيص المبكر، والوقاية من مقدمات الارتعاج الشديدة، والمضاعفات المصاحبة لها بما في ذلك الوفاة، وبالتالي إعطاء نظرة ثاقبة لآليات المرض وأهداف العلاج المحتملة".

وتحدد الورقة العلمية أيضاً طريقة للعلاج، إذ تقول إن العلاج باستخدام الخلايا الجذعية الوسيطة يُمكن أن يثبط تلك المؤشرات، وبالتالي قد يوقف تطور المرض، وهو الأمر الذي قد يوفر الأمل في علاج مستقبلي لهذا الاضطراب الرهيب.