هل تسيء استخدام المضادات الحيوية؟

رجل مسن يستخدم عدسة مكبرة لقراءة تفاصيل علبة دواء في صيدلية بداندونغ في مقاطعة لياونينغ - REUTERS
رجل مسن يستخدم عدسة مكبرة لقراءة تفاصيل علبة دواء في صيدلية بداندونغ في مقاطعة لياونينغ - REUTERS
بالتعاون مع "مايو كلينيك"-الشرق

المضادات الحيوية من الأدوية المهمة، وهي تستخدم بشكل واسع في علاج الإصابات البكتيرية ومنع انتشار الأمراض والحد من المضاعفات الخطيرة لها. ولكن هناك بعض الأدوية التي كانت تعد علاجات أساسية للإصابات البكتيرية، أصبحت حالياً أقل فاعلية أو غير فعالة على الإطلاق.

عندما لا يعود هناك تأثير للمضاد الحيوي على إحدى السلالات البكتيرية، تصبح تلك البكتيريا مقاومة للمضاد الحيوي، وهي إحدى أكثر المشاكل الصحية المُلحة في العالم.

الإفراط في استخدام الأدوية وإساءة استخدامها، من العوامل الرئيسة التي تسهم في مقاومة المضادات الحيوية. ولعامة الناس والأطباء والمستشفيات، دور في ضمان الاستخدام السليم للعلاجات وتقليل تطور مقاومتها.

ما سبب مقاومة المضادات الحيوية؟

تعتبر البكتيريا مقاومة للعلاج إذا ما تغيرت بشكل ما، إذ يحمي ذلك التغيير البكتيريا من تأثير الدواء أو يحيّده.

ويمكن أن تتكاثر أي بكتيريا تنجو من علاج المضادات وتنقل خصائص مقاومتها للمضاد الحيوي لأخرى، كأنها تمرر ورقة للغش لتساعد غيرها على النجاح والحياة. هكذا، تبدأ البكتيريا في تطوير مقاومة تتباين بحسب طريقة استخدام الأدوية.

صيدلي بريطاني داخل معمل، أثناء تطوير أحد المضادات الحيوية، في وكالة حماية الصحة بشمال لندن  - REUTERS
صيدلي بريطاني داخل مختبر أثناء تطوير أحد المضادات الحيوية في وكالة حماية الصحة بشمال لندن - REUTERS

 الإفراط في استخدام المضادات الحيوية

إن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، خصوصاً حين لا يكون هناك داعٍ لذلك، يعزز مقاومة البكتيريا. ووفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقرب من ثلث إلى نصف استخدامات المضادات الحيوية في البشر غير ضرورية أو ليست مناسبة.

تعالج المضادات الحيوية العدوى البكتيرية وليست الفيروسية. وعلى سبيل المثال، فإن المضاد الحيوي هو العلاج المناسب لالتهاب الحلق، الذي تسببه البكتيريا العِقدِيَّة المُقيحة، ولكنها ليست العلاج الصحيح لمعظم التهابات الحلق، والتي تسببها الفيروسات.

وتشمل العدوى الفيروسية الشائعة الأخرى التي لا تستفيد من العلاج بالمضادات الحيوية:

  • البرد
  • الإنفلونزا
  • الالتهاب الرئوي
  • معظم أنواع السعال
  • بعض العدوى في الأذن
  • بعض عدوى الجيوب الأنفية
  • برد المعدة

إن تناول المضاد الحيوي في حالة وجود عدوى فيروسية:

  • لن يشفي العدوى
  • لن يحمي الآخرين من المرض
  • لن يساعدك في الشعور بالتحسن
  • قد يتسبب في آثار جانبية غير ضرورية وضارة
  • يعزز مقاومة المضادات الحيوية

إذا أخذت مضاداً حيوياً وأنت مصاب بالفعل بعدوى فيروسية، فإن المضاد الحيوي يهاجم البكتيريا الموجودة في جسمك، وهي بكتيريا مفيدة أو على الأقل لا تسبب المرض.

ومن ثَم، يمكن لهذا العلاج غير المناسب، أن يعزز خصائص مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا غير الضارة، ولكنها قد تنقل تلك الخصائص إلى الأنواع الضارة منها.

تناول المضادات الحيوية بشكل مسؤول

ربما يلجأ البعض للتوقف عن تناول المضاد الحيوي فور الشعور بتحسن، ولكن العلاج بأكمله ضروري لقتل البكتيريا المسببة للمرض، إذ إن التوقف عن تناول المضاد الحيوي بعكس تعليمات الطبيب، قد يؤدي إلى الحاجة لمتابعته لاحقاً ما يعزز انتشار خصائص المقاومة بين البكتيريا الضارة.

تبعات مقاومة المضادات الحيوية

أسهم تطور مقاومة المضادات الحيوية، بالسنوات الأخيرة، في زيادة مشكلات الرعاية الصحية. وتحدث مليونا عدوى تقريباً جراء البكتيريا المقاومة في الولايات المتحدة سنوياً، ما يتسبب في 23 ألف وفاة.

تشمل التبعات الأخرى للعدوى المقاومة للعلاج:

  • اشتداد المرض
  • طول فترة التعافي
  • الحجز بالمستشفى أكثر أو لفترات أطول
  • زيادة الزيارات للأطباء
  • علاجات أكثر تكلفة

إدارة المضادات الحيوية

يمكن أن يساعد استخدام المضادات الحيوية، التي يُطلق عليها غالباً إدارة المضادات الحيوية، في:

  • الحفاظ على فعالية المضادات الحالية
  • تمديد العمر الافتراضي للمضادات الحالية
  • حماية الأشخاص من العدوى المقاومة
  • تجنب الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام المضادات الحيوية بطريقة غير ملائمة

تنفذ العديد من المستشفيات والمؤسسات الطبية إرشادات تشخيص جديدة لضمان فعالية علاجات العدوى البكتيرية، والتقليل من الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية.

ويؤدي الجمهور أيضاً دوراً في إدارة المضادات الحيوية. يمكنك المساعدة على تقليل تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية من خلال اتخاذ الخطوات التالية:

  • لا تضغط على الطبيب لإعطائك وصفة مضاد حيوي: اسأل الطبيب عن نصيحته في كيفية علاج الأعراض.
  • مارس عادات صحية لتجنب العدوى البكتيرية، التي تحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية.
  • تأكد من تناولك أنت وأطفالك التطعيمات الموصى بها: تحمي بعض التطعيمات الموصى بها من العدوى البكتيرية، مثل الدفتيريا والسعال الديكي (الشاهوق).
  • تقليل خطر العدوى البكتيرية المنقولة بالغذاء: لا تشرب اللبن الخام، واغسل يديك، واطهِ الطعام في درجة حرارة داخلية آمنة.
  • استخدم المضادات الحيوية وفق تعليمات الطبيب فقط: تناول جرعة العلاج اليومية المناسبة وأكمل مسار العلاج بأكمله.
  • لا تتناول مطلقاً المضادات الحيوية المتبقية لمرض لاحق: فقد لا تكون المضادات الحيوية الصحيحة ولا تكون مسار علاج كامل.
  • لا تتناول المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر مطلقاً.

* هذا المحتوى من "مايو كلينيك"