تجاهل إندونيسيون التحذيرات الصحية بعدم تخزين دواء "إيفرمكتين" والذي يوصف بـ"العلاج معجزة" لكوفيد-19، مدعومين من سياسيين بارزين ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي فيما تجتاح موجة خارجة عن السيطرة من الفيروس البلاد.
وبدأ مخزون الصيدليات في كل أنحاء البلاد ينفد من دواء "إيفرمكتين" وهو علاج يؤخذ عن طريق الفم ويستخدم عادة لمعالجة القمل والتهابات طفيلية أخرى، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تروج لقدرته المحتملة على معالجة فيروس كورونا.
وقال يويون، رئيس المبيعات في شركة أدوية بأحد أسواق العاصمة جاكرتا والذي يحمل على غرار العديد من الإندونيسيين اسماً واحداً: "يأتي أشخاص حاملين هواتفهم وعليها صورة تظهر أن الإيفرمكتين، يمكن أن يعالج كوفيد".
وأضاف: أن "النقص أدى إلى ارتفاع سعر الدواء من حوالي 175 ألفاً إلى 300 ألف روبية (ما بين 12 و21 دولاراً) للزجاجة"، موضحاً أن " إمداداتنا نفدت في الوقت الحالي بعدما جاء عدد كبير من الأشخاص لشراء هذا الدواء".
منشورات ترويجية
وقالت سيلفي برنادي التي تعيش في ضواحي جاكرتا، إنها اشترت إيفرمكتين لأقارب مصابين بعد قراءة رسائل على تطبيق "واتساب" ومنشورات على وسائل للتواصل الاجتماعي تروج للدواء.
وأوضحت المرأة البالغة 66 عاماً أن "كثر يقولون إنه قد يعالج كوفيد-19 لذلك اشتريته فيما أقر بأن البعض أثار مخاوف بشأن آثار جانبية غير محددة".
ومدفوعاً بنظريات المؤامرة المرتبطة بالجائحة والمناهضة للقاحات عبر الإنترنت، ارتفع الطلب على الدواء في البرازيل مروراً بجنوب إفريقيا وصولاً إلى لبنان.
توضيح تحذيري
من جانبها، أوضحت شركة "ميرك" المصنعة للدواء، أنه "ليس هناك أساس علمي لتأثير علاجي محتمل ضد كوفيد-19"، محذرةً من حدوث مشكلات صحية محتملة إذا تم استخدام الدواء بشكل غير مناسب.
وشدد علماء ومنظمة الصحة العالمية والعديد من الهيئات الناظمة للأدوية في بلدان عدة بما فيها إندونيسيا، على أن هناك نقصاً في البراهين الموثوقة التي تثبت أن هذا العقار فعال ضد كوفيد-19.
وبعد ارتفاع الطلب على العقار في أميركا اللاتينية، قالت منظمة الصحة العالمية في مارس الماضي، إن أي "استخدام لهذا الدواء كعلاج لفيروس كورونا يجب أن يقتصر على التجارب السريرية".