يسبب الهلوسة والهذيان وجنون الارتياب والغثيان والقيء

دراسة حديثة: دواء الكيتامين لا يعالج الألم المزمن وآثاره الجانبية خطيرة

عبوة من دواء الكيتامين داخل مركز بولدر للعناية بالعقل، ولاية كولودارو، الولايات المتحدة. 14 نوفمبر 2022 - getty
عبوة من دواء الكيتامين داخل مركز بولدر للعناية بالعقل، ولاية كولودارو، الولايات المتحدة. 14 نوفمبر 2022 - getty
القاهرة -محمد منصور

أفادت مراجعة علمية حديثة بأن الاستخدام غير المرخص لدواء الكيتامين في علاج الألم المزمن لا يستند إلى أدلة علمية كافية، بل يرتبط بأخطار واضحة لآثار جانبية مقلقة.

ويستخدم الكيتامين، المعروف كدواء تخدير شائع، في العمليات والإجراءات القصيرة، جرى التوسع في وصفه خلال السنوات الأخيرة لعلاج آلام مزمنة معقدة مثل آلام الأعصاب، والألم العضلي الليفي -الفيبروميالجيا-ومتلازمات الألم الأخرى. 

والدواء من مجموعة أدوية تُعرف باسم "مضادات مستقبلات NMDA"، يعتقد أنها تخفف الألم عبر تعطيل إشارات عصبية محددة في الدماغ، وتعمل مضادات مستقبلات NMDA على تعطيل نوع من المستقبلات العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، وهي مستقبلات لها دور مهم في تضخيم إشارات الألم. 

وعندما تنشط هذه المستقبلات بشكل مفرط، يصبح الجهاز العصبي أكثر حساسية ويبالغ في الاستجابة حتى للمؤثرات البسيطة، فيتحول الألم من حالة عابرة إلى حالة مزمنة.

ويغلق الكيتامين هذه القنوات العصبية ويمنع مرور الإشارات المؤلمة، وبالتالي يفترض أن يقلّل من الإحساس بالألم، لكن المراجعات العلمية الأخيرة لم تجد أدلة قوية تؤكد أن هذا التأثير يؤدي فعلاً إلى تخفيف الألم المزمن بشكل واضح.

وشملت المراجعة التي أجراها باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز، ومعهد أبحاث الأعصاب في أستراليا، وجامعة برونيل في بريطانيا، 67 تجربة سريرية ضمّت أكثر من 2300 مريض بالغ، لكنها لم تجد أي دليل واضح على فعالية الكيتامين في السيطرة على الألم المزمن، بينما أشارت بوضوح إلى ارتفاع خطر حدوث آثار جانبية مثل الهلوسة، والهذيان، وجنون الارتياب، والغثيان، والقيء.

الكيتامين

  • ما هو؟
    مخدر قصير المفعول يُستخدم للإنسان والحيوان، يسبب الانفصال عن الواقع وهلوسات، ويُعرف بـ"مخدر الانفصال".

  • أصله:
    يُنتَج تجاريًا في عدة دول، والنسخ غير الشرعية غالبًا ما تُسرق من عيادات بيطرية أو تُهرّب من المكسيك.

  • طرق التعاطي:
    يأتي كسائل شفاف أو مسحوق أبيض، يُؤخذ عن طريق الحقن أو الشرب أو الشم (Snorting) أو التدخين مع التبغ أو الحشيش.

  • الأسماء الشائعة:
    Special K, Kit Kat, Jet K, Vitamin K.

  • تأثيره على العقل:
    يسبب انفصال عن الواقع، هلوسات بصرية وسمعية، فقدان السيطرة، تجارب مثل "K-hole" (خروج من الجسد)، وتدوم آثاره ما بين 30 و60 دقيقة.

  • تأثيره على الجسم:
    زيادة مؤقتة في ضغط الدم وضربات القلب، تيبّس العضلات، إفراز دموع ولعاب، غثيان، فقدان الاستجابة للمحفزات.

  • الأعراض الجانبية والأخطار:
    فقدان الذاكرة، اكتئاب، قلق، صعوبات إدراكية، فقدان وعي، بطء خطير في التنفس عند الجرعة الزائدة.

  • وضعه القانوني:
    مُصنّف في الولايات المتحدة كمادة خاضعة للرقابة (Schedule III). يُستخدم طبيًا للتخدير قصير المدى، ومؤخرًا لعلاج الاكتئاب المقاوم عبر بخاخ إسكيتامين (Spravato®) تحت إشراف طبي.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة مايكل فيرارو، الباحث في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية: "نريد أن نكون واضحين.. لا نقول إن الكيتامين غير فعال، لكن درجة عدم اليقين عالية جداً، في الوقت الحالي، ببساطة لا نعرف شيء على وجه اليقين".

وتبين أن الآثار الجانبية النفسية مرتبطة بشكل خاص بالاستخدام الوريدي للكيتامين، وهو ما يشكل عائقاً إضافياً أمام اعتباره خياراً آمناً للمرضى، كما لم تظهر أي من الدراسات التي سبق مراجعتها أن للكيتامين تأثيراً في تخفيف الاكتئاب أو تقليل الاعتماد على المواد الأفيونية، وهما هدفان رئيسيان عادة ما يطرحان لتبرير وصفه في حالات الألم المزمن.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، نيل أوكونيل، الباحث في جامعة برونيل، إن هذا الدواء، ومعه مجموعة مضادات NMDA بشكل عام، يستخدم بشكل واسع نسبياً حول العالم في علاج الألم المزمن، ومع ذلك، لا يوجد دليل مقنع حتى الآن على أنه يحقق فائدة ذات معنى للمرضى، وهذا سبب كاف للتريث في استخدامه، وضرورة إجراء تجارب عالية الجودة على وجه السرعة".

وتثير النتائج مخاوف من تكرار ما حدث مع المسكنات الأفيونية، التي استخدمت في البداية لألم حاد ثم تحولت إلى وصف واسع للألم المزمن، ما أدى إلى أزمة إدمان وأضرار جسيمة على الصحة العامة.

وحذر الباحثون من أن التوسع في استخدام الكيتامين ربما يعيد إنتاج النمط نفسه إذا لم تُدعمه أدلة علمية قوية.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، جيمس مكاولي، الباحث في جامعة نيو ساوث ويلز، إنه ومع تقليص وصف الأفيونات تدريجياً، هناك طلب متزايد على بدائل لعلاج الألم المزمن "لكن لا ينبغي أن نندفع إلى تعميم استخدام الكيتامين قبل أن نمتلك بيانات قوية تؤكد فائدته وتحدد أخطاره".

وتؤكد المراجعة التي نشرتها دورية "كوكرين داتا بيز"، أن الأدلة الحالية بشأن الكيتامين ضعيفة جداً ولا تسمح بتوصية استخدامه كخيار موثوق لعلاج الألم المزمن.

وفي الوقت الذي يتزايد فيه البحث عن بدائل آمنة وفعالة للأفيونات، يشدد الباحثون على ضرورة الالتزام بالعلم وعدم تكرار أخطاء الماضي.

تصنيفات

قصص قد تهمك