عقار للإمساك قد يعالج الفشل الكلوي المزمن

أعلن باحثون من جامعة توهوكو اليابانية عن نتائج أول تجربة سريرية تظهر أن عقار لوبروستون– المعروف أساساً كدواء لعلاج الإمساك المزمن – يمكنه تحسين وظائف الكلى لدى المرضى المصابين باعتلال كلوي مزمن.

ويستخدم لوبروستن لعلاج الإمساك المزمن مجهول السبب، والإمساك المصاحب لمتلازمة القولون العصبي لدى النساء، والإمساك الناتج عن استخدام مسكنات الألم الأفيونية، وتم تطوير الدواء من قبل شركة "سوكامبو" الأميركية للأدوية، وحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2006. ويصرف بوصفة طبية فقط.

وتشمل الآثار الجانبية الشائعة للوبيروستن الغثيان والإسهال والصداع والانتفاخ، مع ملاحظة أن الغثيان هو الأثر الجانبي الأكثر شيوعاً.

ويعد مرض الكلى المزمن من أبرز التحديات الصحية عالمياً، حيث يصيب مئات الملايين من الأشخاص، ويؤدي في كثير من الحالات إلى فشل كلوي يتطلب جلسات غسيل دموي منتظمة للبقاء على قيد الحياة. 

لاحظنا أن الإمساك عرض شائع بين مرضى الكلى المزمنة، وبدأنا نتساءل عن الرابط بينهما.

المؤلف الرئيسي للدراسة تاكاكي آبي من كلية الطب بجامعة توهوكو

ورغم خطورة المرض وانتشاره، لا توجد حتى اليوم أدوية فعالة قادرة على تحسين وظائف الكلى بشكل مباشر، بل يقتصر العلاج على التحكم بالأعراض وتقليل المضاعفات.

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة تاكاكي آبي من كلية الطب بجامعة توهوكو: "لاحظنا أن الإمساك عرض شائع بين مرضى الكلى المزمنة، وبدأنا نتساءل عن الرابط بينهما. تبين لنا أن الإمساك يُحدث خللاً في ميكروبات الأمعاء، وهذا بدوره يفاقم تدهور الكلى. ومن هنا خطرت لنا الفكرة: ماذا لو استطعنا تحسين وظائف الكلى عبر معالجة الإمساك نفسه؟"

انطلاقا من هذه الفرضية، أجرى الفريق ما عُرف باسم تجربة LUBI-CKD، وهي تجربة من المرحلة الثانية شملت 9 مراكز طبية في اليابان، وشارك فيها 150 مريضاً يعانون من اعتلال كلوي مزمن بدرجة متوسطة. تم تقسيم المرضى إلى مجموعات تلقت جرعات مختلفة من لوبروستون -من 8 ميكروغرام أو 16 ميكروغرام ومجموعة أخرى تلقت دواءً وهمياً، وقد أظهرت النتائج أن تراجع وظائف الكلى تباطأ بشكل ملحوظ عند المرضى الذين تناولوا لوبروستون، وبصورة تعتمد على الجرعة.

وبحسب الدراسة المنشورة في دورية "ساينس أدفانسس"، تعمل الآلية المقترَحة على محور الأمعاء–الكِلية على مراحل مترابطة، إذ يبدأ لوبروستون—وهو الدواء الذي يحسن حركة الأمعاء وإفراغها—بتعديل بيئة القولون الداخلية عبر زيادة إفراز السوائل وتنشيط العبور المعوي، ما يغيّر تركيبة الميكروبيوم، ويحدّ من اختلاله المصاحب للإمساك المزمن لدى كثير من مرضى القصور الكلوي. 

ويفضل هذا التحول في التوازن البكتيري نمو سلالات مفيدة، ويعزز إنتاج البوليامينات، وعلى رأسها السبيرميدين؛ وهي جزيئات إشارات خلوية معروفة بدورها في تحسين كفاءة الميتوكوندريا عبر دعم توازن الطاقة وتقليل الإجهاد التأكسدي وتعزيز عمليات الصيانة الخلوية. 

ومع تحسن أداء الميتوكوندريا في الخلايا الكلوية، تصبح الكلية أقدر على تحمل الضغط الالتهابي والسمي المزمن، فتتباطأ وتيرة التلف، وتتراجع الإشارات الالتهابية العامة—أي أن الدواء يوفر أثراً وقائياً مزدوجاً يجمع بين إنعاش الطاقة الخلوية وكبح الالتهاب. 

رغم أن هذه التجربة تعد الأولى عالمياً التي تظهر فائدة دوائية ملموسة في تحسين وظائف الكلى المزمنة، إلا أن الباحثين يؤكدون أن الطريق ما زال طويلاً فالخطوة التالية ستكون إجراء تجربة سريرية أوسع -المرحلة الثالثة- تشمل عدداً أكبر من المرضى لتأكيد النتائج.

كما يخطط الفريق لتحديد مؤشرات حيوية تساعد على التنبؤ بمدى استفادة كل مريض من العلاج، بهدف تطوير خطط علاج شخصية.