الاضطرابات الانشقاقية.. أنواعها وأعراضها وطرق العلاج

الأشخاص الذين يعانون الاضطرابات الفصامية أكثر عرضةً لخطر الإصابة بالمضاعفات والاضطرابات المتصلة - Getty Images
الأشخاص الذين يعانون الاضطرابات الفصامية أكثر عرضةً لخطر الإصابة بالمضاعفات والاضطرابات المتصلة - Getty Images
بالتعاون مع "مايو كلينيك" -الشرق

تُعد الاضطرابات الانشقاقية اضطرابات عقلية تتضمن الإصابة بالانفصال وفقدان التواصل بين الأفكار والذكريات والأحوال المحيطة والأفعال والهوية.

يهرب المصابون بالاضطرابات الانشقاقية من الواقع بطرق لا إرادية وغير صحية وتسبب المشكلات التي تعوق أداء الوظائف في الحياة اليومية.

وتحدث الاضطرابات الانشقاقية عادةً كرد فعل تجاه الصدمات وللمساعدة في إبعاد الذكريات الصعبة عن الإدراك. وتعتمد الأعراض، التي تتراوح بين فقدان الذاكرة إلى الهويات البديلة، إلى حد ما على نوع الاضطراب الانشقاقي الذي أصاب المريض. وقد تؤدي أوقات الضغط النفسي إلى تفاقم مؤقت في الأعراض مما يجعل الأعراض أكثر وضوحاً.

ويمكن أن يتضمن علاج الاضطراب الانشقاقي العلاج بالحوار (العلاج النفسي) والأدوية. بالرغم من أن علاج الاضطراب الانشقاقي قد يكون صعباً، فإن العديد من المرضى يتعلمون طرقاً جديدة للتأقلم ومباشرة حياة صحية ومثمرة.

الأعراض

تعتمد العلامات والأعراض على نوع الاضطرابات الانفصالي لدى المريض، والتي تتضمن ما يلي:

  • فقدان الذاكرة لفترات معنية
  • الإحساس بالانفصال عن الذات
  • الإدراك المشوش وغير الحقيقي 
  • الإحساس غير الواضح بالذات
  • الكثير من الضغوط
  • العجز عن التأقلم جيداً مع الضغوط
  • مشكلات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والأفكار والسلوكيات الانتحارية

اضطرابات متعددة

توجد ثلاثة اضطرابات انفصالية رئيسية محددة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، الذي نشرته الجمعية الأميركية للأطباء النفسيين، وهي:

  • فقدان الذاكرة الانفصالي

تتمثَّل الأعراض الرئيسية في فقدان الذاكرة الأكثر حِدة من النسيان الطبيعي ويتعذر تفسيره بالحالة الطبية. فيتعذر على المريض تذكر المعلومات المتعلقة به أو الأحداث أو الأفراد في حياته، وخاصةً من وقت شهد حدوث صدمة. وتحدث نوبة من فقدان الذاكرة عادةً فجأة ويمكن أن تستمر لدقائق أو ساعات أو نادراً لأشهر أو سنوات.

  • اضطراب الهوية الانفصالي

هذا الاضطراب المعروف سابقاً باضطراب الشخصية المتعدد، يتصف بتحول الشخص بين الهويات البديلة. فقد يشعر المريض بوجود شخصين أو أكثر يتحدثون أو يعيشون داخل عقله، وقد يشعر وكأنه خاضع لتأثير هويات أخرى. وقد تكون لهوية المريض اسم فريد وتاريخ شخصي ومواصفات فريدة، بما يتضمن الاختلاف الواضح في الصوت والنوع والنمط السلوكي وكذلك المؤهلات البدنية مثل الحاجة إلى ارتداء نظارات. وتوجد اختلافات أيضاً في درجة الألفة بين كل هوية والآخرين. ويكون المصابون باضطراب الشخصية الانفصالي عادةً مصابين بفقدان الذاكرة الانفصالي وغالباً الشرود الانفصالي.

  • الاغتراب عن الواقع

يتضمن هذا شعور مستمر أو عرضي بالانفصال أو الخروج من الذات. قد تشعر أن الأشخاص الآخرين والأشياء المحيطة بك منفصلة وضبابية أو خيالية، وقد يصبح الوقت بطيئاً أو سريعاً، وربما يبدو العالم غير حقيقي (الاغتراب عن الواقع). قد تستمر الأعراض، التي يمكن أن تكون مؤلمة، لبضعة دقائق فقط أو تأتي وتذهب لعدة أعوام.

الأسباب

عادة ما تتطور الاضطرابات الانشقاقية باعتبارها طريقة للتعامل مع الصدمة. تتشكل هذه الاضطرابات في معظم الأحيان في الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء البدني أو الجنسي أو العاطفي أو بشكل أقل في البيئة المنزلية المخيفة أو التي لا يمكن التنبؤ بها على نحو مبالغ فيه. يمكن أيضاً للضغط النفسي الذي تسببه الحرب أو الكوارث الطبيعية أن تؤدي إلى الاضطرابات الانشقاقية.

لا تزال تتشكل الهوية الشخصية خلال الطفولة. وبالتالي فإنه يمكن للطفل الخروج من شخصيته أو شخصيتها وملاحظة الصدمة كما لو كانت تحدث لشخص مختلف أكثر من الشخص البالغ. لطفل الذي يتعلم الانشقاق حتى يتحمل تجربة صادمة، قد يستخدم آلية التكيف هذه استجابةً للمواقف الموترة طوال حياته.

المضاعفات

إن الأشخاص الذين يعانون الاضطرابات الفصامية أكثر عرضةً لخطر الإصابة بالمضاعفات والاضطرابات المتصلة، مثل:

  • إحداث الضرر الذاتي أو التشويه الذاتي
  • أفكار وسلوكيات انتحارية
  • إدمان الكحوليات واضطرابات تعاطي المخدرات
  • الاكتئاب واضطرابات القلق
  • اضطرابات الشخصية
  • اضطرابات النوم بما فيها الكوابيس والأرق والسير خلال النوم
  • اضطرابات الأكل
  • الأعراض الجسدية مثل الدوار أو النوبات غير الصرعية

المعالجة

قد يختلف علاج الاضطرابات الانشقاقية بناءً على نوع الاضطراب الذي تعاني منه، ولكنه يتضمن بوجهٍ عام العلاج النفسي والأدوية.

يعد العلاج النفسي هو العلاج الأولي للاضطرابات الانشقاقية. يشمل هذا النوع من العلاج، المعروف أيضاً باسم العلاج بالكلام أو الاستشارات أو العلاج النفسي الاجتماعي، التحدث عن اضطرابك والمشاكل ذات الصلة مع أخصائي الصحة النفسية. ابحث عن معالج حصل على تدريب متقدم أو لديه خبرة في العمل مع الأشخاص الذين عانوا من الصدمة.

وبالرغم من عدم وجود علاجات محددة لعلاج الاضطرابات الانفصالية، يمكن أن يصف الطبيب مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق أو أدوية مضادات الذهان للمساعدة في السيطرة على أعراض الصحة النفسية المقترنة بالاضطرابات الانفصالية.

*هذا المحتوى من "مايو كلينيك"