أعلنت شركة "سيكيريس" أكبر شركة مزودة للقاحات الإنفلونزا في بريطانيا، السبت، تأجيل تسليم إمداداتها بسبب نقص أعداد سائقي الشاحنات جراء فيروس كورونا، ما يؤخر حملة التطعيم الحكومية لفصل الشتاء.
وأشارت مصادر طبية إلى أن الحملة المجانية التي تقدم لقاحات الإنفلونزا لأكثر من 35 مليون شخص تحمل أهمية أكبر هذا العام، بعدما منعت تدابير الإغلاق الرامية لاحتواء فيروس كورونا، من انتشار الإنفلونزا العام الماضي.
وأكدت "سيكيريس" وجود تأخيرات تصل مدتها إلى أسبوعين في إنجلترا وويلز، مرجعةً الأمر إلى "تحديات لم تكن متوقعة تتعلق بتأخيرات في الشحن البري".
وتعاني بريطانيا منذ أسابيع من نقص في سائقي الشاحنات بعد مغادرة رعايا الاتحاد الأوروبي في أعقاب "بريكست" فيما تسبب وباء كورونا في تأخير إجراء اختبارات قيادة المركبات الثقيلة لسائقين بريطانيين جدد.
وبدأت هيئة الخدمات الصحية الوطنية دعوة الأشخاص المخولين بالحصول على لقاح إنفلونزا مجاناً لحجز مواعيد اعتباراً من الشهر الجاري، لكن "سيكيريس" أصدرت توجيهات للأطباء بالتريث لحين وضوح الصورة بالنسبة لإمداداتها.
ويأتي التطور بعدما أجبر أطباء الهيئة على إلغاء فحوص الدم الروتينية نظراً لوجود نقص في أنابيب الاختبار.
وقال ريتشارد فاوتري من الرابطة الطبية البريطانية: "مسألة أن ذلك يبدو نتيجة لمشاكل مشابهة مرتبطة بإمكانيات الشحن والنقل تثير القلق بشكل كبير، وعلينا أن نسأل الحكومة عما تقوم به بالتحديد للتعامل بشكل عاجل مع ذلك".
وتوقع أن تكون حملة التطعيم الشتوية ضد الإنفلونزا الأكبر في تاريخ بريطانيا، إذ ستستهدف جميع طلبة المراحل الثانوية، والبالغين ممن هم فوق سن الخمسين وغيرهم.
ولم يصدر تعليق رسمي بعد، لكن عضواً رفيعاً في "اللجنة المشتركة المعنية بالتطعيم والتحصين"، التي تقدم المشورة للحكومة بشأن التطعيم بما في ذلك ضد كوفيد19 والإنفلونزا، أعربت عن قلقها.
وأفاد أنتوني هارندن، نائب رئيس اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين في بريطانيا، لشبكة "بي بي سي" البريطانية، بأنه "من الواضح أن التحصين ضد الإنفلونزا مهم للغاية هذه السنة، ويعود ذلك إلى تدابير الإغلاق، إذ انتشر الإنفلونزا بمستويات منخفضة للغاية الشتاء الماضي"، مشدداً على أهمية "تلقي اللقاح المضاد للإنفلونزا في أقرب وقت".