"الإشعاع العالي" يفتح باب الأمل أمام مرضى سرطان الرئة

صورة بالأشعة السينية لصدر شخص للكشف عن وجود أورام في عيادة بمدينة نيس الفرنسية - REUTERS
صورة بالأشعة السينية لصدر شخص للكشف عن وجود أورام في عيادة بمدينة نيس الفرنسية - REUTERS
القاهرة -محمد منصور

قالت دراسة طبية جديدة إنه يُمكن أن تمنع الجرعات العالية من الإشعاع، نمو الأورام السرطانية العدوانية لدى مرضى سرطان الرئة المتقدم.

وأشارت الدراسة التي عُرضت نتائجها في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلم الأورام بمدينة شيكاجو، وحضرته "الشرق" عن بُعد، إلى أن جرعات الإشعاع العالية يُمكن أيضاً أن تطيل مدة البقاء على قيد الحياة.

ولفتت إلى حدوث ذلك حين تعجز الأدوية التقليدية عن إيقاف نمو أو انتشار النقائل السرطانية (الخلايا السرطانية التي تُهاجر من موقع الورم الأصلي وتُصيب أعضاء أخرى في الجسم).

دراسة فريدة

وتُعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في بحث مدى إمكانية استخدام العلاج الإشعاعي بجرعات تزيد على الجرعات الاعتيادية بنحو 5 أضعاف، وذلك لقمع نمو النقائل وإضعاف الأورام الأصلية وإطالة الحياة.

وعادةً لا يتبقى أمام معظم المرضى حين تُقاوم الأورام السرطانية العلاجات التقليدية، إلا استخدام العلاج التلطيفي. وفي بعض الأحيان، يلجأ الأطباء إلى العلاجات الموجهة أو المناعية.. لكن، لا يتوفر دواء بديل لمعظم الحالات.

ولأن تقنيات العلاج بالإشعاع متوفرة، وتملكها معظم المستشفيات التي تُعالج الأورام السرطانية، قرر الباحثون في الدراسة رصد مدى إمكانية زيادة الجرعات الإشعاعية في محاولة لقتل الأورام.

واستخدم الباحثون نوعاً من العلاج يُسمى "العلاج الإشعاعي التجسيمي الاستئصالي"، وهو شديد التركيز ويعطي جرعة مكثفة من الإشعاع المركز على الورم، مع قِصر الجرعة على الأعضاء المحيطة.

وبالنسبة للمرضى الذين يبدو أن سرطاناتهم تتطور ببطء، لاحظ الباحثون أن استخدام الجرعات المكثفة يُمكن أن يُساعدهم على منع تطور السرطانات شريطة استخدامه مع العلاجات التقليدية.

أما بالنسبة للمرضى الذين يُعانون من أورام متقدمة لا تستجيب للعلاجات التقليدية، فقد أبطأ تعرضهم للإشعاع المكثف من تطور الأورام العدائية، ما سمح لهم بالعيش لفترات أطول.

تفاصيل الدراسة

وأجرى الباحثون الدراسة على أكثر من 102 ألف شخص، من بينهم 5958 يُعانون من الأورام المتقدمة.

وقسّم الباحثون المرضى الذين يُعانون من الأورام المتقدمة لقسمين: الأول تلقى العلاج بمعيار الرعاية المتعارف عليه، فيما تلقى الثاني علاجاً إشعاعياً مكثفاً.

وكان متوسط عمر المرضى الذين تلقوا علاجاً إشعاعياً مكثفاً 44 أسبوعاً، فيما كان متوسط عمر هؤلاء الذين تلقوا علاجاً تقليدياً 9 أسابيع.

وقال الباحثون إن جرعات الإشعاع المكثف كبحت قدرة الورم السرطاني على الانقسام لفترة طويلة، وقلّلت من احتمالية حدوث النقائل، كما حسّنت من جودة حياة المرضى.

ويأمل الباحثون اختبار تلك الطريقة على سرطانات الثدي المتقدمة.

اقرأ أيضاً: