"الألياف النانوية".. أمل جديد لعلاج الشلل

فأر مشلول في مختبر بجامعة الرور حيث اكتشف العلماء طريقة لاستعادة القدرة على المشي في الفئران التي أصيبت بالشلل. ألمانيا 21 يناير 2021.  - REUTERS
فأر مشلول في مختبر بجامعة الرور حيث اكتشف العلماء طريقة لاستعادة القدرة على المشي في الفئران التي أصيبت بالشلل. ألمانيا 21 يناير 2021. - REUTERS
واشنطن-أ ف ب

توصّل فريق من العلماء الأميركيين في جامعة "نورث وسترن"، إلى نوع جديد من الأدوية يسهّل تجديد الخلايا ويمنع الشلل لدى الفئران ذات العمود الفقري المقطوع، ما يمكّنها من المشي بعد 4 أسابيع من العلاج.

وأوضح البروفيسور سامويل ستاب الذي أدار الدراسة، لوكالة "فرانس برس" أن الهدف من الدراسة "التوصل إلى دواء يمكن إعطاؤه للبشر واستخدامه في المستشفيات لمنع إصابة من تعرضوا لصدمات كبيرة أو الذين يعانون من الأمراض، بالشلل".

ويقوم ذلك العلاج الذي اختبره ستاب على استخدام الألياف النانوية لتقليد بنية "المصفوفة خارج الخلية"، وهي شبكة من الجزيئات تتطور بشكل طبيعي حول أنسجة الخلية.

وتتكون كلَ من الألياف النانوية وهي أرق بـ 10 آلاف مرة من الشعرة، من مئات الآلاف من الجزيئات التي تسمى الببتيدات تنقل إشارات للمساعدة في تجديد الأعصاب.

تفاصيل البحث

ووفقاً للبحث الذي نُشر في مجلة "ساينس" الخميس، فإن الدواء الذي يأتي في شكل هلام حُقن في الأنسجة المحيطة بالحبل الشوكي لفئران التجارب بعد 24 ساعة من انقطاع عمودها الفقري.

وفي تفاصيل التجربة، قرر الباحثون الانتظار 24 ساعة، لأن البشر الذين يعانون إصابات في العمود الفقري من جرّاء حوادث المرور أو إصابات بأعيرة نارية أو صدمات أخرى لا يتلقون العلاج على الفور.

وبعد 4 أسابيع، كانت الفئران التي تلقت العلاج تمشي تقريباً كما كانت تفعل قبل الإصابة، في حين أن تلك التي لم تتلقَ العلاج لم تتمكن المشي. 

ثم تم تشريح الفئران لفحص تأثير العلاج على مستوى الخلايا، فلاحظ الباحثون تحسناً كبيراً في النخاع الشوكي لتلك التي تلقت العلاج، وتجددت التمديدات المقطوعة للخلايا العصبية، والتي تسمى المحاور، وأصبحت الأنسجة الندبية التي يمكن أن تكون عقبة أمام التجدد، منخفضة للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، تكوّنت مجدداً طبقة واقية من المحاور المهمة لنقل الإشارات الكهربائية، وتطورت أوعية دموية تزود الخلايا المصابة بالمغذيات، ونجا عدد أكبر من الخلايا العصبية الحركية.

ويأمل فريق البحث في أن يقدّم هذا الدواء في وقت مبكر من السنة المقبلة إلى "إدارة الغذاء والدواء الأميركية"، لاقتراح إجراء تجارب على البشر، إذ يسعى الطب منذ مدة طويلة إلى أيجاد علاج الشلل، ويجري في الوقت الراهن استكشاف علاجات تجريبية أخرى.

جزيئات "راقصة"   

ومن أبرز النتائج التي خلص إليها الباحثون أن الحركات الجماعية للخلايا تتكثف وكفاءتها تتحسن عند تعرضها لتحوّر ما.

وقال ستاب إن الفضل في ذلك يعود إلى أن "مستقبلات الخلايا العصبية تكون بشكل طبيعي في حركة ثابتة، إضافة إلى أن جعل الجزيئات العلاجية داخل الألياف النانوية ترقص يساعد على ربطها بأهدافها المتحركة".

واختبر الباحثون نسختين من الدواء، واحدة مع تحوّر وأخرى من دونه، ووجدوا أن الفئران التي تلقت النسخة المعدلة استعادت قدراً أكبر من القدرة الحركية.

والهلام الذي طوره فريق الباحثين يعد الأول من نوعه، لكنه يمكن أن يؤدي إلى جيل جديد من الأدوية تسمى "الأدوية الجزيئية الفائقة"، وتتألف من مجموعة من الجزيئات وليس من جزيء واحد. 

وأكد الباحث أن الدواء "آمن"، لأن المواد تتحلل في غضون أسابيع وتصبح مغذية للخلايا، معرباً عن أمله في الانتقال سريعاً لإجراء اختبارات على البشر من دون الحاجة إلى إجرائها على حيوانات أخرى كالرئيسيات، موضحاً أن "لا فارق كبير بين الأنظمة العصبية لمختلف أنواع الثدييات".

ووفقاً للإحصاءات الرسمية، يعاني 300 ألف شخص في الولايات المتحدة من إصابات في النخاع الشوكي، ولديهم متوسط عمر متوقع أقل من متوسط العمر المتوقع لبقية السكان ولم يتم إحراز أي تقدم منذ ثمانينات القرن الـ 20.

اقرأ أيضاً: