"استسقاء الكلية".. تورّم صامت يهددها بالفشل

صورة توضيحية لامرأة تعاني ألماً في منطقة الكلى - Getty Images
صورة توضيحية لامرأة تعاني ألماً في منطقة الكلى - Getty Images
بالتعاون مع مايو كلينيك-الشرق

استسقاء الكلية هو تورم إحدى الكليتين أو كلتيهما. ويحدث عندما لا يمكن تصريف البول من الكلية ويتراكم بداخلها نتيجة لذلك.

وربما يحدث أيضاً بسبب وجود انسداد في الأنابيب التي تصرّف البول من الكليتين (الحالبين)، أو بسبب تشوُّه تشريحي لا يسمح بتصريف البول كما ينبغي. 

يُمكن أن يحدث مرض استسقاء الكلية في أي مرحلة عمرية، فقد تُشخَّص الإصابة به لدى الأطفال خلال فترة الرضاعة أو أحياناً أثناء إجراء الأشعة فوق الصوتية خلال الحمل. 

الأعراض

لا يتسبب استسقاء الكلية دائماً في حدوث أعراض. وعند حدوثها، قد تتضمَّن ما يلي: 

  • ألماً في الجنب والظهر (ألم الخاصرة)، والذي قد ينتقل إلى أسفل البطن أو إلى المنطقة الإربية
  • مشكلات في التبول، مثل الشعور بألم عند التبول، أو الشعور بالحاجة الماسة أو المتكررة للتبول
  • الغثيان والقيء
  • الحُمّى
  • إخفاق النمو، لدى الرُضّع

الأسباب

في الحالات الطبيعية، ينتقل البول من الكلية إلى الأنبوب المعروف باسم الحالب والذي يصرّفه إلى المثانة، ومن ثم إلى خارج الجسم. إلّا أن البول أحياناً ما يتعرقل أو يتبقى داخل الكلية أو في الحالب. وهذه هي الحالة التي ينشأ فيها موه الكلية (ماء داخل الكلية). 

تشتمل بعض الأسباب الشائعة لحدوث موه الكلية ما يلي: 

  • الانسداد الجزئي في المسالك البولية: عادةً ما تتكوّن انسدادات المسالك البولية من المكان الذي تلتقي فيه الكلية بالحالب. وقليلاً ما قد تحدُث الانسدادات في المكان الذي يلتقي فيه الحالب بالمثانة.
  • الجزر المثاني الحالبي: يحدث الجزر المثاني الحالبي عندما يتدفق البول للخلف عبر الحالب من المثانة للكلية. في الحالات الطبيعية، لا يتدفَّق البول إلا في اتجاه واحد في الحالب. تدفُّق البول في الاتجاه الخاطئ يُصعّب على الكلية التفريغ كما ينبغي، ويتسبّب في تورمها. 

تتضمن الأسباب الأقل شيوعاً لحدوث موه الكلية: حصى الكلية، وأورام البطن أو الحوض، ومشكلات في الأعصاب التي تتحكم في المثانة. 

التشخيص

قد يحيلك طبيب الرعاية الأوليّة الخاص بك إلى طبيب متخصص في الحالات التي تؤثّر على الجهاز البولي (اختصاصي مسالك بولية) لتشخيص حالتك. 

وقد تشمل الاختبارات الخاصة بتشخيص موه الكلى ما يلي:

  • فحص دم لتقييم أداء الكليتين



  • فحص بول للتحقق من وجود مؤشرات للعدوى أو الحصوات البولية التي قد تسبب حدوث انسداد



  • فحص بالألتراساوند (الموجات فوق الصوتية)، والذي من خلاله يفحص طبيبك الكليتين، والمثانة، والأجهزة البولية الأخرى لتحديد المشاكل المحتمَلة



  • عمل أشعة سينية على المجرى البولي، وهو فحص يستخدم صبغة خاصة لفحص الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل، ويلتقط الصور قبل التبول وأثناءه

وإذا لزم الأمر، قد يُوصي طبيبك بإجراء فحوصات تصويرية إضافية، مثل التصوير المقطعي المحوسَب أو التصوير بالرنين المغناطيسي. هناك اختبار آخر يُدعى تصوير بالنظير المشع MAG3، وهو الذي يُقيّم أداء الكليتين ومستوى التصريف بهما. 

العلاج

يعتمد علاج موه الكلية على السبب الكامن. في بعض الأحيان يلزم إجراء عملية جراحية، لكن عادةً ما يُشفى موه الكلية من تلقاء نفسه. 

  • موه الكلية البسيط إلى المتوسط: قد يختار طبيبك نهج الانتظار والترقب، لملاحظة ما إذا كانت حالتك ستتحسن من دون تدخل. ومع ذلك، قد يوصي طبيبك بعلاج وقائي بالمضاد الحيوي لتقليل خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية. 



  • موه الكلية الحاد: عندما يجعل موه الكلية من الصعب على الكلية أداء وظيفتها – كما يمكن أن يحدث في موه الكلية الأكثر حدة أو في موه الكلية الذي ينطوي على الارتجاع – فقد يوصى بإجراء عملية جراحية لإصلاح الانسداد أو تصحيح الارتجاع. 

إذا تُرك موه الكلية الحاد بلا علاج، فقد يؤدي إلى إحداث ضرر دائم بالكلى. ونادراً، يمكن أن يتسبب في الفشل الكلوي. وعادةً ما يؤثر موه الكلية على كلية واحدة فقط ويمكن أن تقوم الكلية الأخرى بالعمل لكلتيهما. 

*بالتعاون مع مايو كلينيك